مصداقية الكاتب, واحترامه لنفسه وللكلمات التي يسطرها وتنسب إليه من أهم مقومات الكتابة. ولأن الموضوع المشار إليه مكتوب في جريدة قومية سمعتها ومكانتها ومصداقيتها فقد التقطة الأعين وقرأته وأصابتها الدهشة والاستنكار لأنه موضوع يمس الأقباط ويتربص بهم. ويتحدث الموضوع عن حادث التجمهر في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة والخروج علي الشرعية.
ولنا عدة ملاحظات علي ماكتب:
أولا: إن الدلع والطبطبة والمدادية هي التي أفرزت هذا السلوك. أين هي الطبطبة والدلع والمدادية؟! وقد تم حبس المتهمين وتقديمهم إلي المحاكمة لمدة خمسة عشر يوما. وتم تجديد حبسهم لنفس المدة مرة أخري والأصرار علي عقابهم ورفض الإفراج عنهم في الوقت الذي حدثت فيه أحداث فتنة طائفية عشرات المرات وفي أماكن متفرقة, ويتم تبرأة المشاغبين بعد عدة أيام رغم أن ما قاموا به يسلتزم العقاب, ففي كل حادثة ترتكب اعتداءات وجرائم قتل وحرق بيوت المسيحيين ونهب متاجرهم وتفرض المصالحة علي الفريقين دون أن يفكر أحد في تعويض المضاربين.
ثانيا: المواطنة وهي المادة الثانية في الدستور تعني المساواة في الحقوق والواجبات وأن يكون لكل فرد في الوطن حقوق متساوية وعليه واجبات ملزما بها. وإذا تبادر لذهن أحد مفهوم أخر أو معان مغايرها فهو المسئول عن هذه المعاني الخاطئة.
ثالثا: إدعاء أن التجمهر الذي حدث كان بقيادة وتشجيع رجال الدين هو إدعاء خاطئ فالقسوس ورجال الدين تواجدوا في الموقع داخل الكنيسة والمبني الإداري حيث مكانهم الطبيعي.
رابعا: الإدعاء كذبا بوجود أسلحة بالكنائس هو اتهام لا أساس له من الصحة. فالكنائس أبوابها مفتوحة أمام الجميع ويتم في داخلها الصلاة والعبادة والتماس المغفرة ويدخلها مسلمون ومسلمات لمشاركة أخوتهم المسيحيين ومواساتهم في أحزانهم, وفي أفراحهم.
ونأتي بعد ذلك إليمربط الفرس والإدعاءات علي قداسة البابا شنودة الرجل الحكيم والمفكر العظيم المحب لكل المصريين والذي يقدره ويحبه المسلمون قبل الأقباط. ويقدرون مواقفه العظيمة لاحتواء الأزمات ومعالجتها وإطفاء نيرانها. أما مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والاستقواء بالخارج فلم تخرج من فم قداسته. ولم يسمع أحد من أفراد الشعب مسلمين وأقباط تلك الادعاءات التي جاءت في متن المقال, وغيرها الذي يقول الكاتب إنه يفضل عدم ذكرها فهي في قلب الكاتب وعقله. وما جاء في باقي المقال فهو نوع من التحريض العلني. وإذا كان لديه دليل علي تلك العبارات التي أوردها في مقاله فليقدم ما يثبت هذه الادعاءات وأنهي تحريضه بعد أن ألقي الكرة في ملعب الدولة فيقول وأطلب منها أن تكف عن التخاذل والدلع. ونحن أيضا نطلب من الدولة أن تكف عن التخاذل والدلع وأن تقوم بتفعيل القانون مع كل الأحداث الطائفية, وأن تعاقب المحرضين وتنزول بهم العقاب الرادع لتقضي تماما علي الفتنة وعلي من يحاولون إيقاظها كلما هدأت الأمور.