رغم ما تشهده مصر من الانفتاح والحرية في إنشاء أحزاب جديدة إلا أن الشباب لايزال محتارا بين الأحزاب الصاعدة والأحزاب القديمة لا يعرف بعد ثورته من سيحقق له المشاركة الفعلية في الحياة السياسية ولا من سيستفاد منه في مستقبله الغامض حتي الآن, ومن سيستغله تحت ليستحوذ علي الثورة وشباب الثورة, وهناك بعض الشباب اختفوا من الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير وكأن المهمة انتهت بإسقاط رأس النظام.
وهذه اللقاءات مع مؤسسي الأحزاب الجديدة ليقولوا لنا أين شباب الثورة من الأحزاب الصاعدة؟ وما الاستفادة من انضمامهم لهذا الحزب حاليا وفي المستقبل؟ وما الأسباب والعقبات التي وقفت أمام بعض الأحزاب لدعوة الشباب للانضمام إليها؟
* حزب شمس مصر: الشباب هم من يؤسسون هيكل الحزب
أشار أنطون وديع أحد مؤسسي حزب شمس مصر تحت التأسيس إلي أن ائتلاف شباب ثورة 25 يناير كان يضم شباب منتمين إلي أحزاب ما قبل الثورة كحزب التجمع وحزب الغد وحزب الوفد وحركة 6 أبريل وحركة كفاية وأن هؤلاء الشباب يقومون في الوقت الحالي بتحديد وتطوير تلك الأحزاب. وكان هناك شباب غير منتمين للأحزاب سياسية وهؤلاء الشباب اتجهوا في الوقت الحالي إلي تكوين أحزاب سياسية جديدة مثل حزب شمس مصر وحزب المصريين الأحرار مؤكدا أن هذه الأحزاب في مرحلة التكوين وأن دور الشباب سيظهر بوضوح في الحياة السياسية بعد تكوين الأحزاب.
أما عن العقبات فقال إن القانون الجديد للأحزاب قال قام بتعجيز الشباب في تكوين أحزاب جديدة خاصة بعد إلغاء الدعم المادي المخصص للشباب ولكن أكد علي عزيمة الشباب وإرادته في تكوين الأحزاب الجديدة وتحقيق أهدافه مثل حزبنا الذي يهدف إلي تحقيق الديموقراطية الفعلية وعدم اقتصارها علي الشعارات فقط والدفاع عن حق الشباب في إيجاد فرصة عمل بعد التخرج ومحاربة الفساد والمحسوبية والوساطة.
وبالنسبة لتشكيل الوعي السياسي للشباب يدعو وديع الشباب إلي ضرورة حضور الندوات الي تعقدها الأحزاب السياسية حتي تساعده علي اختيار انتمائه الحزبي والسياسي.
* حزب شباب التحرير: 70% من عضويته شباب
كما توضح هانم التمساح المسئول الإعلامي بحزب شباب التحرير تحت التأسيس أن الحزب يعتمد في الأساس علي الشباب فهو حزب ليبرالي يرحب بكل الفئات وكل الطوائف علي أسس ديموقراطية ولهذا يمثل الشباب فيه الآن 70% من حركات مختلفة مثل ائتلاف الثورة وشباب الثورة وغيرهما, والقيادات في الحزب تخضع لمبدأ الكفاءة وقدرة التفاعل مع الشباب, ولمساندة الشباب يضم الحزب رجال قانون وأساتذة من الجامعات ومفكرين ولا يوجد عقبة أمام الحزب إلا مسألة إلغاء الدعم وأصبح التمويل الذاتي هو سبيل الأحزاب وبهذه الطريقة سنعتمد علي الاشتراكات والمساهمات من الجميع.
* حزب العدالة يسعي لتجميع الشباب في هيكلته
كما أشار مجدي محمد أحد مؤسسي حزب العدالة تحت التأسيس أنه يسعي حاليا إلي جمع الشباب وتوحيده تحت راية وهدف موحد وهذا ما يسعي كل المنتمين للحزب إلي تحقيقه وأنه يقدر في شباب الثورة 25 يناير العزيمة والإصرار والكفاح ولكن مازال الكثير من الشباب في حالة عزوف عن المشاركة في الأحزاب حتي الآن وهو أمر يحتاج لجهد من الجميع وخطوات عملية علي أرض الواقع حتي لا يتم خسارة مكاسب الثورة.
وأوضح مجدي أن حزب العدالة يهدف إلي محاسبة الفاسدين وتفعيل دور القطاع العام واستثمار كافة موارد الدولة في إنشاء صناعات وطنية ووضع حد أدني للأجور يمكن المواطن من الحياة الكريمة وإقامة حياة نيابية سليمة, أما عن العقبات التي تواجه الأحزاب الشبابية الجديدة, فتعود إلي أن قانون الأحزاب تضمن شروطا تعجيزية أكثر من القانون القديم لأننا في هذه المرحلة نحتاج إلي سهولة تكوين الأحزاب لتحقيق الديموقراطية الفعالة.
* حزب ثوار التحرير شباب الثورة يمثل 80%
قال أيمن زكريا المنسق العام لحزب ثوار التحرير تحت التأسيس إن نسبة الشباب المشاركين في الحزب تقرب من 80% ويشغلون المناصب القيادية به ويهتم الحزب بالحفاظ علي الثورة وحقوق شبابها وحرية الفرد في إبداء رأيه والحرية السياسية والاقتصادية ودعم الجنيه المصري ودفع دور مصر الإقليمي وإقامة علاقات متوازنة مع إيران وتركيا وتوحيد الدول العربية عن طريق الشباب ومكافحة الفساد, وأضاف أيمن أن الحزب يعمل علي المشاركة المجتمعية وتوعية الشارع المصري وينفذ الحزب حملات نظافة وندوات تنمية بشرية وحملات تثقيفية ودعم الأفراد المقبلين علي المرحلة الانتخابية, كما نوه أن الحزب يرفض قانون الأحزاب وطالب بإلغائه.
* حزب شباب مصر: عمل وسيظل يعمل لشباب الثورة
ومن الأحزاب الشبابية القديمة, قال أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر إن الحزب إنشاء سنة 2005 بحكم قضائي وقبل الثورة اهتم بقطاع الشباب حتي نجح في تفعيله.
ويري دكتور سامي السيد أستاذ في اقتصاد وعلوم سياسية ومدير مركز الإدارة العامة بجامعة القاهرة, إن الاهتمام بالشباب يدور في محورين مهمين, الأول إن قانون الأحزاب أعطي فرصة للشباب إنشاء حزب بالإخطار والاعتماد علي أنفسهم دون اللجوء لأحد مثلما كان يحدث في الماضي ولهذا كان يجب عليه إلغاء الدعم المالي لأنه لا يستطيع صرف دعم مالي لكثرة الأحزاب التي ترغب في التأسيس, والثاني في الحرية والديموقراطية التي أصبح يعرفها الشباب جيدا لا تحتاج لدعم حتي لا تفسد, فالشباب يتجمع ويعتمد علي الأفكار وليس التمويل هو المشكلة, والثورة قامت من خلال الفيس بوك ومن غير تمويل, وأيضا لابد للأحزاب أن تقوم من غير تمويل.
وعن شباب الثورة إلي أين الآن قال د. سامي رغم انضمام بعض الشباب لحركات مختلفة وأفكارهم الواحدة العامة حول الديموقراطية والحرية والتصدي للظلم والفساد إلا أن التفاصيل في أفكارهم مختلفة وهذا ما أدي إلي عزوف البعض في الانضمام للأحزاب أو قيام البعض بتأسيس أحزاب جديدة, فلابد أن يبذل الشباب جهدا هذه الأيام ويتعرفوا جيدا علي الأحزاب القديمة والجديدة ثم عمل شراكة بين الحركات ذات الأفكار الواحدة حتي يظهر حزب قوي بأفكار قوية.