يروي وائل الأخ الأصغر للشهيد أيمن صابر بشاي ما حدث معهم يوم الأحد الدامي ويقول: “كنا مشاركين في المسيرة من دوران شبرا وتوجهنا إلي ماسبيرو ولكن في الطريق وعند منطقة السبتية والقللي تم الاعتداء علينا بالطوب والزجاج وخرطوش، وكنا نهاجم من الشوارع الجانبية، وقاموا من يهاجمونا بتحطيم عدد كبير من السيارات وكنا نستغرب هذا لأنها كانت في نفس المنطقة المتواجدين هم فيها، وصلنا إلي ماسبيرو ورأينا طلقة تضرب من وسط النيل ثم تم فصل الكهرباء عن المنطقة، ورأينا ليزر قادم من مبني ماسبيرو وكأنه من قناص ثم خرجت كتائب من الجيش من مبني التلفزيون غير الجنود المتواجدين خارج المبني وبدأ الاعتداء علينا وكأن هناك أشخاص يضربون المتظاهرين وهم يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بأسلحة بيضاء ويقولون لقيادات في الجيش “تمام يا فندم”، كان هناك أتوبيس تابع للقوات المسلحة كان يسير في اتجاه المتظاهرين كما فعلت المدرعات والسيارات الجيب لدهسهم.
“أيمن كان يحلم بأن تكون مصر أحسن بلد في العالم وأن تكون دولة متقدمة تحترم حقوق الإنسان، كان يفكر في الناس قبل أن يفكر في نفسه كان يفكر فيا ويفضلني عن نفسه، كان حنو علي الناس كلهم ويخدم كل الناس وإذا حدث شيء يقف بجانب الجميع. وعندما نقول له ” متروحش مظاهرات” كان يقول “اللي مش بيروح دي جبان و تعالوا شوفوا الشباب اللي تفرح بتقول للجيش اضربوا هنا في صدورنا وبيفتحوا القمصان أحنا عاوزين نموت شهداء علي اسم المسيح” عندما رجع يوم الثلاثاء كان مصاب قال “أنا أخدت بركات”، وعندما يرى شهداء في أحداث كان تعليقه “يا بختكم أنتوا دخلتوا الملكوت يا ريت أكون شهيد زيكم” وكان يقول لأمي” بكرة هتاخدي لقب أم الشهيد”.
أنا بطالب بالتحقيق مع المسئولين ومع الجنود سبب هذه المجزرة، كما أطالب المساواة بين المواطنين وعدم التميز بينهم بسبب الجنس أو الدين “المسلم ليه حق في البلد وإحنا كمان لينا حق وزي ما مفيش جامع بيتحرق أو بتهد إحنا كمان عاوزين نعامل بنفس المعاملة” اعتقد أن نفس أسلوب النظام السابق مازال يعمل به حتي الآن “المشير طنطاوي مثل مبارك”.
تتذكر والدة الشهيد أيمن صابر بشاي وتقول “ابني كان جدع وبيقف من كل الناس لم يفرق يوم بين مسلم ومسيحي كان خدوم جدا، فمنذ أيام قليلة كان جارنا المسلم مريض أخذه إلي المستشفي وتكفل بكل مصاريفه. ولما تعثر صديقه في يوم زفافه باع خاتمه ليسد ما عليه. كان دائما يقول عاملوا ربنا ويحب كل الناس لا يفرق بين مسيحي أو مسلم، فجيراننا المسلمين لما سمعوا خبر وفاته حزنوا جدا وبكوا عليه كان يقف معهم في كل المناسبات كان أخرها في شهر رمضان الماضي.”
يوم الأحد تستكمل والدته ذكريات الحادث المفجع: وائل اتصل يوم الأح قائلاً إن أيمن مصاب وتم نقله للمستشفي القبطي فقلت له أخوك مات وكنت أشعر بهذا لأن حوالي الساعة السابعة قلبي انقبض وشعرت أن شيئا ما حدث فذهبت لمكان عمله ولم أجده فأدركت أنهم ذهبوا مع المسيرة ووجدت أصحاب أيمن يسألون عنه لكي يعرفوا إذا كنت عرفت باستشهاده أم لا لأنهم رأوه علي التلفزيون مع الجثث الموجودة في المستشفي القبطي، لم كنت أقول “أنا حاسة أن أيمن فيه حاجة” كانوا يبكون بكاءً مريرا علي ما أقوله.
تتذكر أم الشهيد أيمن النظرة الأخيرة لابنها وهي منهارة من كثرة البكاء علي فراق ابنها وتقول أخر مرة رأيته فيها يوم الأحد وهو نازل عندما خرج من باب الشقة والباب قفله مرتين ولكنه لم يغلق. فقالت له أنا سأغلق الباب فظل ينظر إلي لفترة كبيرة كان أول مرة ينظر لي بهذا الشكل ولما استشهد قالت أنه كانت نظرة الوداع.
تضيف عندما جاء الأنبا موسي لزيارتنا وتقديم العزاء لنا في البيت رأيت أيمن اقترب مني وقال لي “كنتي تتوقعي كدا يا ماما” فصمت ولم استطع الكلام .
يبقى أن أيمن صابر بشاي الأخ الأكبر لوائل ولديه ثلاث أخوات هن أمل 44 عام وسمر 42 وهويدا 29.
—
إ س
27 اكتوبر 2011