أيا لبنان الرائع والجميل,ها هي الفرصة قد سنحت لتقف وراء عناصر بهائك وجمالك وثرائك وبديع رونقك وضد عناصر القبح والتخلف والرجعية البغيضة التي توجد أيضا علي أرضك وفوق ترابك. بهاؤك يا لبنان تجسد في بطرس البستاني وجورجي زيدان وجبران خليل جبران ومارون نقاش وميخائيل نعيمة ومي زيادة (وما أدراك ما مي زيادة) وماون عبود وسعيد الخال وسهيل إدريس وفيروز والحبانية وعشرات غيرهم,بما فيهم العباقرة الذين صدرتهم لمصر إبان مشروع نهضتها ورقيها (1850-1950)…أما عناصر قبحك فقد تجسدت في كل من يحاول أن يبدل روحك من روح فينيقية من أجمل أرواح البحر المتوسط إلي روح تستمد حياتها من إشعاعات ملالي قم أي من الثيوقراط أو روح تستمد أكسجينها من عاصمة دولة تعتق فيها الاستبداد ويبست فيها قرائح الإبداع…جار لم ولن يملك جزءا من أجزاء عبقريتك,ولكنه منذ تسعين سنة وقلبه يغلي بالحقد عليك أيها الوطن العبقري الفذ,وقد ظن إبان احتلال جيشه لترابك أنه أخيرا تمكن من الاستيلاء عليك يا طائر الفينيق الأروع…ثم اكتشف منذ فعلته الأبشع يوم 14فبراير2005 أن روحك العبقرية لا تزال حية وفعالة وأبية.
إنك (أيها الفينيق العبقري) لست بحاجة لأن أسمي أو أعدد لك سفراء القبح علي أرضك وبين ناسك,فأنت تعرفهم بكافة أشكالهم وألوانهم…ذلك القبح المتناقض مع بهائك الذي هو نضح لتاريخك وعبقرية مكانك وخصوصية روحك.
يا لبنان…إن تعددية ثقافتك وانتماءها لأفق البحر المتوسط ووجود أبنائك المسيحيين في قمرة القيادة (منذ مولدك) وعشقك للحرية واحترامك العميق لحضارات أفقك البحر متوسطي وبعدك عن مناخات الداخل المعزولة وعن ثقافات الرمل التي ابتليت بالأصفر عوضا عن الأخضر وغرامك (الطبيعي) بالحضاراة الهيلينية-الرومانية,هي عناصر تميزك التي يريد أبناؤك وجيرانك إفراغك منها لتصبح صورة منهم. وأنت اليوم (والفضل لرفيق الحريري حيا وميتا) أمام فرصة تاريخية لتغليب عناصر بهائك (يوم الانتخابات المقبلة بعد قرابة الشهرين) علي عناصر السوء والتخلف والانغلاق والماضوية والقومجية ومخاصمي العلم والعصر والمدنية التي يمثلها سفراء القبح الذين يباركون (للآن) سني هيمنة الحانقين عليك,ناهيك عمن تسببوا في القريب في خراب الكثير من أرضك ومدنك من جراء حساباتهم الرعناء الخاسرة,وناهيك عمن رأيت حقيقتهم في شوارع بيروت في يوم من أيام شهر مايو/آيار 2008,وناهيك عن ذلك المجنون الذي يصرخ كل يوم وكل ليلة: إما أن أسكن في بعبدا,أو أحرقك يا لبنان!!! يا لبنان الجميل,أمامك فرصة سانحة بعد أقل من سبعين يوما لتنصر الجمال وتخزي القبح…فلا تتردد.