عقد السفير الدكتور عبد الله الأشعل الخبير والمحلل السياسى و مساعد وزير الخارجية الأسبق مؤتمراً جماهيرياً بمركز ملوى بالمنيا ــ أكبر مراكز الصعيد ــ معلناً أنه أول مؤتمر إنتخابى له على مستوى الصعيد بعد الإعلان عن أعتزامه الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة حضره نحو 4 ألاف مواطن ..بدعوة من جمعية شباب التحرير بمركز ملوى
بدأ الأشعل حديثه خلال المؤتمر بذكر أثام النظام السابق وأسباب قيام الثورة معطياً أمثلة بكوارث عهد مبارك ومنها قضية غرق العبارة التي أودت بحياة 1200 مصرى دون أن يعلن الحداد أو يهتم النظام … مستنكراً أن ياكل الرئيس كفيار من فرنسا ببينما يهلك شعبه من الجوع
وأشار الأشعل إلى أن شبه جزيرة سيناء تبلغ مساحتها ما بين 62 و64 ألف كيلومتر مربع فيها من الخيرات والثمرات والثروات الكثير ولكنها لم تعمر لأن مبارك يمكث في شرم الشيخ تحت رعاية إسرائيل وهي قالت له لا تعمر سيناء حتى يعيش الشعب المصرى في ضائقة فينصرف عنك ولا يفكر فيما تملك وما تحوز ولا يفكر فينا أيضاً( يقصد الإسرائيليين) …
وأضاف أنه في الماضى كانت أمريكا وإسرائيل يختاران الحاكم ومن ثم كانا يقرران مصيره فاتفقا معه علي إطلاق يده في مواجهة شعبه وكان ذلك مطلوباً حتى تظل مصر ميتة ولا يقام لها وزناً لا في الولايات المتحدة ولا في إسرائيل مقابل أن يطلق هو أيديهما في مصر وفي مصيرها تلك القسمة غير العادلة بين الحاكم وبين أسياده أنتهت الأن أصبح الأمر بيد المصريين ووصف الأشعل أحوال البلاد بأن مصر في عهد مبارك قد أصبحت خادماً لإسرائيل والولايات المتحدة
مشيراً إلي أن الطاغية ونظامه كان قد أحكم الحصار من حولنا وتصور أنه قد ملك الدنيا وما فيها وتصور أنه يعطى لنا أيضاً تذكرة الأخرة حسبما يريد ورغم أن مصر من الناحية العلمية أغنى دول العالم وقد منّ الله عليها بكل الخيرات ولكنهم بددوا هذه الخيرات فأقدم شبابنا علي الإنتحار وأصبحت مصر في المرتبة الثانية بعد السويد في عدد المنتحرين وهم أعنى هذا الطاغية وهذه العصابة…
ولذلك أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر خاصة بالمهانة في الدنيا لقد كان يكفى أن يموت مبارك في يوم الثورة أو أثناءها حتى نبكى جميعاً عليه ويودع وداع الأبطال ، ويظل هذا الفساد كامناً في أجسادنا وتظل مصر خاضعة لهذا الطاغوت أى النظام الذى صنعه ولكن الله رأف بنا
ووصف الأشعل الشرطة المصرية قبل الثورة بأنها كانت عوالاً علي الشعب وعوناً للنظام و أسنانه الفظة التي تحطم الناس وبدلاً من أن يكون الشرطى هو مصدر الأمن والأمان للمواطن أصبح الشرطى أما متلقى رشوة أو مدبر مؤامرة أو يعتقل من يلقاه أو يتذرع أى شىء حتى يهينه ، فقد كانت مجرد رؤية شرطى مصر مدعاةً للبؤس ومدعاةً للقلق … مشيراً إلى أن تأمر الدولة المصرية ضد مواطن مصرى أسمه خالد سعيد كان يفضح توزيع المخدرات داخل قسم الشرطة في الإسكندرية ….تلك كانت القاصمة ، هذه الدماء الذكية التى سألت وأسالها النظام دون أن يرف له جفن كانت تلك حلقات لكى تكتمل الصورة ، ولكى يصبح العقاب بلا معقب ولكى لا يكون هناك رأفةٌ بعد ذلك ..
وعن الدافع وراء ترشحه لرئاسة الجمهورية قال الأشعل لقد كان يغرينى أن أجد من لديه الحماسة والعزيمة والرؤية حتى أسير وراءه فإن هذا العمل ( يقصد رئاسة الجمهورية ) مشقة كاملة وجهد أدعو الله سبحانه وتعالي أن يساعد من يتصدى له فالقضية ليس سلطة وليس جاهاً كما تصور الناس في عهد مبارك ، وإنما القضية الأن هى حمل ثقيل لبلد يئن وبلد ينزف شعب أنطلقت لديه جميع الأمال ، وبلد يئن ولا يتناسب مطلقاً مع هذه الأمال
لهذا أتقدم بهذا المشروع ( يقصد برنامجه لرئاسة الجمهورية ) متطوعاً معكم ولست متقدماً عليكم بحكم ما لدى من خبرة طويلة في العمل الحكومى وأيضاً المؤهلات المختلفة التى حصلت عليها بالإضافة إلى الرؤية التي تكونت لدى مصر التي هى مصرى أولاً قبل أن تكون مصركم فأنا أريد أن أجلس مستريحاً وأن أرى مصر التي أحبها وقد قامت من كبوتها ووقفت شامخة تُمليى ولا يُملَى عليها
وحذر الأشعل من أن أمريكا وإسرائيل لن يتركوا مصر وإنما سيدفعون بأذنابهم حتى يعيدوا مصر مرة أخرى إليهم ولهذا فنحن أمامنا معركتان الأولى أن نغش الضباع التي تحاول أن تقتحم سماواتنا وهناك تمويل من دولة عربية كبيرة مع أمريكا وإسرائيل لبعض المرشحين أجروا ألاف الشباب الأن ويقتحمون كل الساحات ولكن بضاعتهم فاسدة بعضهم مدمن شرب وله سابقة طويلة في الفساد والأخر قفز علينا من سماوات المؤامرات والثالث ذيل للولايات المتحدة …
وأشار الأشعل لإقتراحه مجموعة معايير وهي للمنصب وليس للمرشح المعيار الأول ألا يكون المرشح ركناً من أركان النظام السابق الذي قامت الثورة عليه والشرط الثانى أن يكون قد أقام في مصر علي الأقل خمس سنوات فالدستور الأمريكي يشترط علي أن يكون الرئيس قد قضي بها 12 سنة أما هو فاقترح فقط 5 سنوات حتى يستطيع أن يتعرف على حاجيات المجتمع ويعيش حياة الناس ويخالطهم
الشرط الثالث أن يجيد لغة أجنبية فمباحث أمن الدولة الجديدة ( يقصد قطاع الأمن الوطنى ) سيشترط في الضابط أن يكون مجيداً للغة أجنبية فما بالنا برئيس الدولة الذي يتعامل مع الرؤساء الآخرين وفي ظني أن يكون المعيار الرابع وجوب أن يكون الرئيس قد شارك بالثورة مشاركة مباشرة بالقول وبالفعل وبالمعارضة حتي يكون أول رئيس للثورة .. فنحن نبني نظاماً جديداً وربما يحذف هذا الشرط بالدستور الدائم وسيكون قد تقادم الزمن بالثورة أما نحن الآن فنريد حكومة ثورة تعكس طهارة الثورة وتعكس نبل المطالب الشعبية لهذا فانا أصر علي هذا وإذا لم يوضع بالمادة 76 المعدلة فانا أرجوكم أن تتمسكوا بها عند الأختيار لآن الذى سيقرر مصير مصر هو الشعب المصرى الأن …
وعن قضية تصدير الغاز المصرى قال الأشعل :
إن جميع العقود التي أبرمها مبارك مع الشركات كانت وهمية ولصالح مبارك وسوف يعاد النظر فيها ، فنحن أعدنا النظر في أسعار الغاز مع إسرائيل وفرنسا وتوفر لنا 4 مليار دولار بقيامنا برفع السعر المورد به لإسرائيل من 1.75 دولار إلي 3 دولار أما مع فرنسا كان الحد الأقصى للسعر 4 دولارات رفعناه لخمسة دولارات …كما أن الشركات التي كشفت عن البترول والغاز لم تعطنا المعلومات الصحيحة فلذلك لابد أن يكون لنا شركات وطنية ونستعين بكل علمائنا بالخارج ليكشفوا عن ثروات مصر …
وعن مشروع ممر التنمية الذي أقترحه العالم المصرى فاروق الباز قال الأشعل : المشروع هادف ولكنى أرى تطوير فكرته قليلاً بأن ننشئ به مجتمعات عمرانية قاصرة على الشباب فقط وهذا الشباب يملك الأرض وتعد له الأرض ثم يقوم بالإنتاج المتخصص على أن توفر له الدولة منافذ للبيع وتشترى الدولة منه بأسعار مناسبة ثم تبيع للجمهور بأسعار أرخص وهذا يكون هو الدعم في حد ذاته لتوفير فرص عمل و إغناء الشباب ليستطيع أن يعيش ويتزوج ويتحلى بالأمل ….
وأعلن الأشعل أنه أقترح علي الناخبين أنه في حال فوزه بمنصب رئيس الجهورية سيعين أربعة نواب للرئيس أحدهم سيكون معنياً بشئون الصعيد وتوضع خطة شاملة لتنمية الصعيد …
وعن المعونة الأمريكية لمصر رأى الأشعل أنها كانت رشوة للنظام ولكن الأقتصاد لا يستفيد منها شيئاً ولذلك سبق أن طرح وقف تلقى المعونة وأكمل الأشعل باسماً كلامه قائلاً : إن شاء الله مستقبلاً لو أمريكا محتاجة يمكن نعطيها نحن معونة … ولن تمد مصر يدها إلا لله سبحانه وتعالى
وكشف الأشعل عن إعداده دراسة لتنمية دخل قناة السويس من 4 مليار دولار لتصل خلال الفترة الرئاسية والتى تبلغ 4 سنوات لما يتجاوز 50 مليار دولار
وعن السياسة السكانية أعلن الأشعل أنه يرى ترك قرار الإنجاب لكل فرد مع رفع مستوى المواطنين التعليمى والأقتصادى فيكون الأقدر على أن يصرّف شئون أسرته بنفسه
وأكد الأشعل أن برنامجه يحمل خطة لمساواة الجنيه بالدولار خلال عامين
وخلال المؤتمر طرح الأشعل رؤية سياسية لحل أزمة مصر مع دول حوض النيل بالطرق الدبلوماسية السهلة دون عنف أو حروب معللاً المشكلة بتراجع النظام المصرى وتخليه عن دوره الإقليمى والأفريقى .
==
س.س
18 ابريل 2011