انتشرت في السنوات الأخيرة أورام المخ,سواء كانت أوراما حميدة أو خبيثة,ولكن مع التقدم السريع في طرق التشخيص تم علاج الكثير من هذه الأورام…فما أعراضها وأسبابها وأنواعها ومتي يتم التدخل الجراحي؟
أجاب د.رضوان نوبي أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب أسيوط قائلا:
الأورام بالمخ قد تكون أوراما من خلايا المخ ذاتها أو من الغشاء المغلف أو المبطن للمخ أو الشرايين أو من عظام الجمجمة أو من الغدة النخامية بقاع الجمجمة,وقد ترجع إلي أورام من خارج المخ مثل الأورام الخبيثة بالصدر أو البطن أو الغدة الدرقية.
تتلخص أعراض أورام المخ في الصداع وهو يتصف بمواصفات معينة حيث تسبب صداعا مستمرا يزداد في الصباح عند الاستيقاظ من النوم ويكون مصحوبا بقئ,لأنه يؤدي إلي ارتفاع بالضغط داخل الجمجمة والمخ,بالإضافة إلي ضعف بالإبصار قد يتطور إلي فقدان البصر,لأن ارتفاع الضغط داخل المخ يؤدي إلي الضغط علي العصب البصري بقاع الجمجمة فيحدث ارتشاحا بقاع العين يتطور إلي ضمور بالعصب البصري,كما يعاني المريض من الصرع,لأن وجود ورم بالمخ قد يؤدي إلي تهيج بقشرة المخ محدثا بؤرة صرعية,وصور الصرع عديدة,تبدأ من البسيطة وتتدرج إلي التشنجات وفقدان الوعي…ومن الصور البسيطة للصرع السرحان أو التوهان لثواني أو دقائق…وقد يعاني المريض من شلل نصفي بالجسم,وهذا يتوقف علي مكان الورم بالمخ,ويحدث في الأورام التي تصيب مركز الحركة.
هناك بعض العوامل التي قد تساعد علي تكوين الأورام مثل التلوث البيئي والمواد الكيميائية,والتعرض للإشعاعات بصورة مكثفة مثل كهرباء الضغط العالي,ومحطات تقوية أجهزة المحمول,كما أن التدخين يؤدي إلي الإصابة بالأورام وبالتالي تنتشر بالمخ,بالإضافة إلي الإصابة بأورام خبيثة بالرئة وتنتشر عن طريق الدم بالمخ,والغريب أن أورام المخ لا تنتقل إلي بقية الأعضاء بجسم الإنسان!.
التشخيص والعلاج المبكر يساعدان علي الشفاء السريع وتفادي الإصابة بالمضاعفات الخطرة.
الأورام الصغيرة في أماكن عميقة بالمخ يتم علاجها بالتدخل جراحيا وذلك بتطبيق جراحة المخ ثلاثية الأبعاد التي من خلالها يقوم الكمبيوتر بتحديد اتجاه الآلات الجراحية من شفاط جراحي أو ليزر وكذلك عمق الورم,وهنا يتم استئصال الورم بدقة متناهية دون المساس بخلايا المخ السليمة.
أما في حالة الإصابة بورم كبير بالمخ يتم إجراء فتح بالجمجمة شباك علي مكان الورم,حيث يتم استئصال الورم باستخدام الميكروسكوب الجراحي,وأحيانا تكون الأورام مصحوبة بحويصلات مائية يتم تفريغها من خلال جراحة المخ ثلاثية الأبعاد.
يلاحظ أن نتائج علاج الأورام الحميدة مضمونة بمجرد استئصال الورم لأنه من النادر حدوث ارتجاع لهذه الأورام. أما نتائج علاج الأورام الخبيثة فتتوقف علي المرحلة التي تم تشخيص الورم فيها هل هي مبكرة أم متأخرة,كما تتوقف علي نوع الورم الخبيث,لأن هناك أوراما خبيثة تكون نسبة الارتجاع فيها كبيرة وأخري تكون ضئيلة وتتوقف النتائج أيضا علي قابلية الورم الخبيث للاستجابة للعلاج الإشعاعي والكيميائي ولذلك ننصح المريض بالمتابعة المستمرة بعد إجراء العملية الجراحية.
في الماضي كانت مضاعفات العمليات الجراحية لأورام المخ كثيرة,لكن مع التقدم المذهل في تكنولوجيا التصوير والآلات الجراحية ومع تطبيق نظرية جراحة المخ ثلاثية الأبعاء الموجه باستخدام الأشعة المقطعية بالكمبيوتر تمكن الطب الحديث من التقليل من هذه المضاعفات وبث الطمأنينة في نفوس المرضي.