مع اقتراب الساعات لإلقاء الرئيس الأمريكي خطابه الأول للعالم العربي والإسلامي من مصر تزداد التمنيات والتوقعات في نفس الوقت حول محتوي خطاب الرئيس الأمريكي,وما سوف يتضمنه من نقاط يعتبرها البعض هي الأهم منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي,نظرا للحساسية التي أصبحت موجودة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أعقبها من سياسات للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يري البعض أنها كانت تصادمية أكثر منها تصالحية مع العالم الخارجي , ومن ثم يعول الكثير علي مضمون خطاب أوباما باعتبار أنه سيمثل نقطة تحول في السياسات الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي بشكل خاص .
وذكرت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يزور القاهرة الأسبوع الجاري لمدة ثماني ساعات فقط سوف تحاط بإجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة تم التنسيق بشأنها بين الجانبين المصري والأمريكي , ومن المقرر أن يصل أوباما إلي القاهرة في العاشرة من صباح الرابع من يونيو المقبل , قبل أن يتوجه إلي قصر عابدين حيث تجري وقائع الاستقبال الرسمي , ليلتقي بعد ذلك الرئيس حسني مبارك , ومن ثم يتوجه إلي جامعة القاهرة ليلقي خطابه المرتقب إلي العالم الإسلامي الذي يستمر قرابة الساعة.
ويعول مراقبون مصريون علي أن تكون زيارة أوباما للقاهرة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين والتي شهدت موجات من الشد والجذب خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وتعتمد خطة تأمين أوباما خلال زيارته الأولي إلي العاصمة المصرية القاهرة المقررة الخميس القادم- علي نحو 3 آلاف من أفراد المخابرات المركزية الأمريكية , ومكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية , وقد شهد مطار القاهرة خلال الأيام الماضية استقبال نحو ألف من ضباط المخابرات الأمريكية استعدادا للزيارة , لمراجعة كافة الخطط الأمنية منذ لحظة وصوله لمطار القاهرة في العاشرة من صباح الخميس , وانتقاله إلي قصر عابدين , ومن ثم إلي جامعة القاهرة لإلقاء كلمته .
الدكتور عماد جاد بالمركز الاستراتيجي للأهرام قال إن أوباما جاء لمصر ليوجه خطابا للعالم للإسلامي يعلن فيه نهاية ما يسمي بصراع الحضارات,ووضع إطار عام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي,كما أن اختيار جامعة القاهرة له مدلول كبير,فهو أكبر صرح علمي في مصر,كما أنه مكان مدني,حيث لم يوافق علي فكرة القاء الخطاب من الأزهر حتي لا يبدو وكأنه خطيب يلقي عظة دينية,فهو رجل سياسة بالمقام الأول وخطابه سيكون بالأساس خطابا سياسيا.
الأستاذ حافظ أبو سعده مدير المنظمة المصرية الإنسان توقع أن تحتل قضية الصراع العربي -الإسرائيلي النقطة الأبرز في خطاب أوباما وليس فقط قضية الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي,لأن أوباما يهدف بشكل أساسي إلي إزالة عوامل الصراع بين الأطراف المختلفة مستخدما لغة توافقية تبتعد عن التحيز أو الصدام,كما لن يخلو الأمر من لفت النظر إلي قضية حقوق الإنسان في العالم العربي,خاصة أن أوباما نفسه اتخذ خطوات من أجل تسحين صورة أمريكا في مجال حقوق الإنسان,ومنها علي سبيل المثال التعهد بإغلاق معتقل حوانتانامو,كما أعلن أنه سيتم التحقيق مع بعض الشخصيات التي استخدمت التعذيب كوسيلة للحصول علي اعترافات.
صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة أوضح من جانبه أن زيارة أوباما ستكون رسالة للعالم الإسلامي بشكل خاص وعلي العالم الإسلامي أن يتجاوب معها,وإن يتجاوب سيكون قد أوضاع واحدة من أهم الفرص التي يمكن استغلالها من أجل إعادة صياغة العلاقة مع العالم الغربي بشكل عام,والولايات المتحدة بشكل خاص.
أشار الأستاذ صلاح إلي أن ذلك لا يمنع أن هناك دورا كبيرا علي الدول العبرية والإسلامية بعد هذا الخطاب,فإذا كان رئيس أكبر دولة في العالم جاء يطلب تصالحي ليقدمه لكل الدول الإسلامية,فعلي تلك الدول أيضا أن تقدم خطابا يناسب هذه المرحلة التي يمر بها العالم والتي تحتاج إلي لغة خطاب غير تصادمي مع الآخر.
وعلي جانب آخر أثارت توصيات دراسة أمريكية ممولة من الخارجية الأمريكية دعت إدارة أوباما لفتح قناة اتصال وحوار مع جماعة الإخوان,وأكد أعضاء الحزب الوطني أن الأمر ليس جديدا وأي إدارة أمريكية تتواصل مع جميع التيارات.
وقد أعرب الرئيس أوباما عنثقتهفي إمكانية تحقيق تقدم نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين,وذلك خلال محادثاته الأولي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض.كما دعا الرئيس أوباما إلي إنشاء دولة فلسطينية وكرر مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وتنفيذ الالتزامات التي اتخذتها.