واشنطن- قال الرئيس أوباما إن قرار الجماعات المتحالفة مع حزب الله اللبناني المجيش بالانسحاب من الحكومة اللبنانية يبين كلا من خشية ذلك التنظيم وتصميمه علي عرقلة جهود الحكومة للعمل لصالح جميع أبناء الشعب اللبناني.
وكان الرئيس الأمريكي قد اجتمع برئيس وزراء لبنان سعد الحريري في البيت الأبيض يوم 12 يناير, وأثني علي جهود الزعيم اللبناني من أجل ##تحقيق السلام والاستقرار والإجماع العام في لبنان في ظل ظروف عصيبة## وفق ما جاء في بيان للبيت الأبيض عن الاجتماع.
وتصادفت زيارة الحريري لواشنطن مع استقالة 11 وزيرا في الحكومة اللبنانية من المتحالفين مع حزب الله الذي تدعمه إيران والذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وجاءت هذه الاستقالات التي أدت بالضرورة إلي انهيار الحكومة وسط أنباء تفيد بأن المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلبنان قد توجه اتهامات رسمية إلي أعضاء في حزب الله لضلوعهم في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام .2005 وما فتئت هذه المحكمة تحقق في الحادث منذ بعض الوقت.
وجاء في بيان البيت الأبيض أيضا أن أوباما, خلال اجتماعه بسعد الحريري, وهو نجل رئيس الوزراء القتيل, ##شدد علي أهمية عمل المحكمة الدولية كوسيلة تسهم في إنهاء حقبة الاغتيالات السياسية المصحوبة بالإفلات من العقاب في لبنان##.
وأعرب كلا الزعيمين عن تصميمهما علي تحقيق الاستقرار والعدالة في لبنان ##خلال فترة تأرجح الحكومة بما ينطوي عليه من تحديات##. واتفقا علي أنه يجب ##علي جميع الأطراف أن تتفادي إطلاق التهديدات أو الأعمال التي تزعزع الاستقرار##.
علي صعيد آخر, صرحت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون لقسم الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية بأن هناك البعض في لبنان ممن لا يريدون لقتلة الحريري وأربعة وعشرين لبنانيا آخرين قتلوا معه يوم 24 فبراير, 2005 أن يمثلوا أمام العدالة.
وقالت كلينتون أثناء وجودها في عمان إن الذين تتهمهم المحكمة الدولية في الحادث قد تثبت براءتهم في نهاية الأمر; ##ولكنك لا تستطيع أن تسوس أي مجتمع يفلت فيه القتلة من العقاب##.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي يوم 12 يناير بأن استقالة الوزراء ##هو مجهود مكشوف من جانب قوي تسعي لتقويض العدالة وتخريب الاستقرار والتقدم في لبنان##. وقال كراولي إن الولايات المتحدة تري أنه يجب السماح للمحكمة الدولية بإنجاز عملها وتقييم الحقائق واستخدامها كي تتخذ الإجراءات المناسبة أو التوصيات.
ومضي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلي القول: ##إن المحكمة مستقلة. لقد أنشئت علي الوجه الصحيح عن طريق الأمم المتحدة وبطلب من الحكومة اللبنانية. وعملها مهم, ويجب أن يستمر في منأي عن أي تدخل أو أي تسييس, وفي منأي من أي ترهيب##.
وردا علي أحد الأسئلة, قال كراولي إن استقالة الوزراء محاولة لإرغام الحكومة اللبنانية علي أن تكف عن تأييد المحكمة الخاصة. ##وليست هناك حكومة لها الصلاحية في ذلك##.
وأشار مساعد وزيرة الخارجية للشئون العامة إلي أن حكومة أوباما تشعر بالقلق من أن انهيار الحكومة ##يخدم المصالح الضيقة لحزب الله## الذي دأب طيلة أشهر عديدة علي محاولة تقويض عمل المحكمة.
وقال كراولي: ##نعتقد بأنهم يخدمون مصالح أطراف خارجية ويحاولون تقسيم لبنان بدلا من دعم مصلحة لبنان علي المدي الطويل##. وأضاف أن حزب الله بأعماله هذه يضع لبنان أمام ##خيار مزيف## بين العدالة والاستقرار. ##ونحن نؤمن بأن لبنان يستحق كليهما##.
وشدد كراولي علي أن الولايات المتحدة ملتزمة بقيام لبنان ##آمن ينعم بالسلام والازدهار وليس عرضة للتدخل الخارجي, سواء جاء هذا التدخل من سورية أو من إيران أو من أي جهة أخري##.
ثم خلص المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية إلي القول إنه يجب السماح لأي حكومة لبنانية جديدة بأن تتشكل بسلام بمنأي عن الترهيب ووفق العرف الدستوري للبلاد. ولا تريد الولايات المتحدة أن تري اندلاع العنف أو أي طرف خارجي يقوم باستغلال الوضع.
يو إس جوف