اتفق الرئيس باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون علي السعي في سبيل إيجاد الوسائل الكفيلة بوضع حد للأزمة الإنسانية الملحة في دارفور, وبالعمل علي إحلال السلام والاستقرار علي المدي الطويل في السودان.
فبعد أن وجهت محكمة الجنايات الدولية للرئيس السوداني عمر حسن البشير تهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور بالسودان, أمر البشير بإبعاد 16 منظمة دولية وجماعة من جماعات تقديم المساعدات وإخراجها من البلاد كرد انتقامي. ودأبت المنظمات المعنية غير الحكومية التي ليست لها علاقة بمحكمة الجنايات الدولية علي تزويد 4.7 مليون نسمة بالمساعدات الخارجية من مواد غذائية ومأوي وتوفر لهم الحماية من صراع التمرد المستمر.
وأضاف أوباما أثناء اجتماعه ببان كي- مون في البيت الأبيض الثلاثاء 10 مارس قوله: ##نحن نواجه احتمال أزمة ذات أبعاد أكبر بكثير مما شهدناه حتي الآن. وليس مقبولا تعريض حياة هذا العدد الكبير من الناس للخطر##.
صرح مسئولون في الأمم المتحدة بأن طرد المنظمات غير الحكومية من السودان أدي إلي شلل نحو نصف برامج الأمم المتحدة للمساعدة في دارفور, وسيحد من قدرة المنظمة العالمية علي تلبية الاحتياجات الإنسانية الحالية المستمرة.
وقال أوباما ##إننا بحاجة إلي أن نكون قادرين علي إعادة تلك المنظمات الإنسانية إلي أرض العمل##.
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد أن تعمل مع الأمم المتحدة بجد ونشاط علي وقف الأزمة الحالية الملحة, ولكن مع التمهيد لتحقيق استقرار علي المدي الطويل في المنطقة التي لم تعرف السلام علي مدي عقود من الزمن.
والمعروف أن السودان ظل غارقا في صراعات الحرب الأهلية نحو أربعة عقود من الزمن تسببت في مقتل أو موت أكثر من مليوني نسمة نتيجة لموجات القتال المتقطعة والمجاعات, كما أدت إلي تشريد ملايين أخري عن ديارهم إلي مناطق أخري في السودان وإلي البلدان المجاورة. وكان القتال الحالي قد نشب في دارفور, التي توازي مساحتها في غرب السودان مساحة فرنسا تقريبا, في عام 2003 عندما ظهرت جماعتان من الثوار وتحدتا الحكومة المركزية للسيطرة علي الإقليم, وبالتالي أدي الصراع إلي اندلاع أزمة إنسانية دولية كبري.
وقد أوفدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قوة مشتركة لحفظ السلام في دارفور, غير أن تلك القوة لم تبلغ حجمها العددي المقرر بعد. وتقدم الولايات المتحدة الدعم والتأييد لتلك القوة.
علي الرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضوا في محكمة الجنايات الدولية ولم تكن طرفا في المعاهدة التي وقعت في روما في العام 2002 وأنشأت المحكمة, فإنها تعتقد بأن من الواجب تقديم مجرمي الحرب أمام العدالة, وأنه يترتب علي الحكومة السودانية أن تلتزم وتستجيب لقرار المحكمة.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أثناء اجتماع البيت الأبيض بأن الأمم المتحدة والولايات المتحدة تشتركان في الرؤية والأهداف المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والحقوق الإنسانية, وكان اجتماع البيت الأبيض أول لقاء لبان كي- مون بأوباما منذ أصبح رئيسا في أواخر يناير المنصرم.
وأعرب بان عن قلقه من أن عام 2009 عام يتأرجح بين النجاح والفشل ومليء بالأزمات التي تواجه الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي علي عدة جبهات.
وخاطب بان أوباما قائلا ##إن الأمم المتحدة تقف علي استعداد للعمل معك, يا سيادة الرئيس, لجعل هذا العام المتأرجح بين النجاح والفشل عام نجاح وتفاؤل وتصميم##.
يو إس جورنال