واصل مواطنو قريتي البدرمان ونزلة البدرمان استغاثتهم المستمرة أمام الجهات الرسمية لإنقاذهم من بلطجة وسطو علي حسين علي ورجاله المسلحين الذين فرضوا سطوتهم علي القريتين وفرض إتاوات علي أهاليها وطرد عدد كبير من الأسر القبطية وهروب البعض الآخر خوفا من بطشه حيث نظم أهالي القرية عددا من الوقفات الاحتجاجية علي مدار الأسبوع الماضي أمام مكتب النائب العام ومجلس الوزراء والمجلس العسكري بوزارة الدفاع وتقدموا ببلاغات عاجلة لإنقاذهم.
تقدم المئات من أهالي قرية نزلة البدرمان ببلاغ ثان للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأربعاء الماضي بعد وقفة احتجاجية أمام مكتبه أعقبتها مقابلة مع وكيل النائب العام حيث تحدثوا بمأساتهم وروت بعض نساء القرية ما تعرضن له من إهانات واعتداءات وتهديد وعدم قدرتهن علي العودة إلي منازلهن…وأبدي وكيل النائب العام استياءه وتعاطفه وأكد أنه قام باتصالات عديدة بالمستشار محمد غراب وكيل النائب العام لاستئناف نيابات بني سويف والمستشار مصطفي عبد الكريم محامي نيابات المنيا مشيرا إلي أن حماية المواطنين ليست من سلطة النائب العام , بل من سلطة القيادة العليا للقوات المسلحة والشرطة.
وقال الحاج أنور محمود ابن عم عمدة القرية صابر موسي إن أبناء القرية يعانون من استبداد المدعو علي حسين علي الذي لا يقف أمامه أحد ويتمادي في صناعة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط, مشيرا إلي أن الجميع يعانون من ظلمه ولكنه يركز بلطجته علي الأقباط وقام بطرد بعض الأقباط من منازلهم مثل ناجح سمير إسكندر وحبس الآخرين وتهديدهم.
وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء
بعد مقابلة وكيل النائب العام خرج أهالي القرية في مسيرة من منطقة الإسعاف حتي مبني مجلس الوزراء واعتصموا أمام المبني ورددوا هتافات تطالب الدكتور عصام شرف بتوفير الحماية لهم ولأبنائهم واستعادة أراضيهم ومحاكمة علي حسين علي ورجاله…كما هتف المعتصمون ضد محافظ المنيا مطالبين بإقالته لتقصيره في حمايتهم…وردد المعتصمون هتافات ضد الفتنهة الطائفية, وأمام هذا الاعتصام تشكل وفد من أهالي القرية لمقابلة مدير مكتب رئيس الوزراء واستمر الاجتماع معه لأكثر من ثلاث ساعات قام خلالها بإجراء عدة اتصالات بالحاكم العسكري…وطالب المعتصمون بمقابلة الدكتور عصام شرف شخصيا ولكن لم يستجب لهم…وخرج أيضا الوفد من مكتب رئيس الوزراء محبطين لعدم الاستجابة لهم والاكتفاء بالوعود المعتادة بحل المشكلة…وتضامن في الوقفة مع المعتصمين عدد من المنظمات الحقوقية والحركات الاحتجاجية للمطالبة بسرعة إنهاء الإبادة غير الإنسانية لمواطني القرية ..
رسالة للمجلس العسكري ووقفة احتجاجية أمام الدفاع ..
وأمام عدم وجود رد من جانب المسئولين لم يجد أهالي القرية سوي اللجوء إلي المجلس العسكري, حيث نظم العشرات منهم وقفة احتجاجية الخميس الماضي أمام المجلس العسكري بمقر وزارة الدفاع بشارع الخليفة المأمون وتضامن معهم عدد من المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والحركات الاحتجاجية وتقدموا برسالة عاجلة موقع عليها من 43 منظمة حقوقية للمشير محمد حسين طنطاوي بشأن التراخي في تعقب المجرمين والخارجين علي القانون في الأحداث الطائفية …وبجانب هذه الرسالة كانت هناك رسالة منفصلة بشأن أحداث قرية البدرمان وقرية القمادير بسمالوط…وتشكل وفد مكون من ممثلين عن جماعة مصريون ضد التمييز الديني وبعض المنظمات الأخري وتمت مقابلة العميد صلاح غنيم مندوب المجلس العسكري الذي نقل الرسالة للمشير وتعهد بإنهاء أزمة البدرمان وعودة الأهالي إلي منازلهم في ذات يوم الوقفة, وإنهاء أعمال البلطجة…وعقب تقديم الرسالة استمرت الوقفة أمام المجلس العسكري وهتف الأهالي للمشير محمد حسين طنطاوي لحمايتهم, وقام بعض ضباط الجيش بالتحاور مع المعتصمين ووعدوهم أن الأمر سوف ينتهي, وقاموا بإقناع الأهالي بفك الاعتصام , وأمام هذه الوعود لم يجد الأهالي إلا تصديق الوعود العسكرية وهي ملاذهم الأخير وتوجهوا إلي مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لانتظار أخبار بشأن إنهاء الأوضاع .
الاستعداد لاعتصام مفتوح أمام ماسبيرو ..
أمام هذا التجاهل قرر أهالي القرية بالتضامن مع المنظمات الحقوقية والحركات الاحتجاجية تنظيم اعتصام مفتوح أمام مبني الإذاعة والتلفزيون في ماسيبرو, اليوم الأحد بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجوههم…وأكد الأهالي أن لا سبيل لهم غير ذلك فهم أصبحوا مطرودين من منازلهم ولن يجرؤ أحد منهم علي العودة للقرية…بينما علي حسين علي مازال طليقا يتوعد كل من قدم بلاغا أو تحدث في وسائل الإعلام ضده.
كما عبر أهالي القرية الذين مازالوا داخل منازلهم عن غضبهم من التجاهل الشديد من جانب الجهات الأمنية التي تركتهم فريسة للإرهاب..وخلال اتصال هاتفي معهم تزامنا مع وقفات ذويهم بالقاهرة ## قالت سيدةه وأطفالها يصرخون بجوارها ## إن علي حسين قام بالاستعانة برجال اخرين من خارج القرية بعد القبض علي بعد رجاله ويقوم بترويعنا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء, وقام بوضع بعض رجاله علي أبواب منازلنا لمنع خروجنا لاسيما أن كثيرا من المنازل لا يوجد بها سوي النساء والأطفال نظرا لاعتصام الرجال بالقاهرة …