* مفيش حكومة
قام علي حسين ##هولاكو## ورجاله بشن حملات مسلحة علي القرية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفل وإصابة أربعة آخرين بينهما طفلان واضطر العشرات من أهالي القرية الأقباط إلي هجرة القرية تاركين منازلهم وأعمالهم هروبا بحياتهم وبحياة أبنائهم وانقطع آخرون عن أعمالهم وتوقف أبناؤهم عن الذهاب لمدارسهم وأغلقوا أبوابهم علي أنفسهم تحسبا للحظات الموت التي تقترب منهم ففي أي لحظة يرتعشون عند سماع جرس هواتفهم التي تنقل صوت هولاكو لطلب المال والتهديد بالقتل والإرهاب, في الوقت الذي توقف فيه دور الأجهزة الأمنية علي حمل جثث ضحايا هولاكو ورفع الأدلة الجنائية وتكتفي بسيارة شرطة تمر داخل القرية ثم ما تلبث أن تتوقف عن المراقبة بعد أيام قليلة فيعود هولاكو للظهور مرة أخري يخرج من بين زراعات الذرة الطويلة مثل خفافيش الظلام ليلتهم فريسته ويأخذ وليمته من الأموال التي يدفعها من وصل له صوت جرس الهاتف وإذا ما رفض فتكون طلقات الرصاص الأسرع إلي جسده أو يكون العقاب خطف أحد أبنائه.
* قتل الأطفال
في يوم السبت 11 سبتمبر كان هولاكو يجلس ورجاله بين زراعات الذرة في تمام التاسعة مساء وكان أقارب العمدة صابر موسي عائدين من حفل زفاف خارج القرية يحتفلون بالزغاريد والتصفيق وفجأة اخترق وابل من الرصاص سيارتهم فتحول فرحهم لصراخ وعويل وخرج هولاكو من بين الزراعات لينتقم منهم لأنه علي خلاف مع عمدة القرية الذي شهد مع أقباط القرية ضد جرائمه, فأسفر الحادث علي مقتل كل من محمد حسين إبراهيم 18 سنة طالب والطفل محمد عبد العال 10 سنوات تلميذ, وإصابة كل من الطفلة فرحة ناجي عبد الحميد 12سنة طالبة والطفل محمد عنتر 6 سنوات وعلي محمد عبد المجيد 17 عاما ووليد بريقة عبد اللطيف 18 سنة, وتم نقل الجثث والمصابين إلي مستشفي ديرمواس العام وانتقلت قوات الأمن إلي القرية البائسة وارتفعت صرخات القرية وتأهبت عائلة العمدة للأخذ بالثأر من هولاكو ورفعت القرية شعار ##دافع عن نفسك الأمن خارج نطاق الخدمة## وأمام هذا الحادث شعر أقباط القرية بالخوف والهلع إذ أن هولاكو كشر عن أنيابه ضد عائلة العمدة المسلمة وهي أكبر العائلات بالقرية وهي المرة الأولي التي يتعرض فيها هولاكو لمواطنين مسلمين بعدما كانت فرائسه من الأقباط فتأكدوا أنهم باتوا في دائرة الخطر وتوقعوا أن يكون للأجهزة الأمنية في هذه المرة موقفا حاسما لإعداد حملة للقبض علي هولاكو ورجاله ولكن كانت المفاجأة أن قوات الأمن انسحبت من القرية بعدها بثلاثة أيام تاركة القرية دون أي اعتبار لحياة أهلها.
* الضحايا الأقباط
وفي مساء يوم الخميس 15 سبتمبر دوت صرخات أهالي القرية مرة أخري عندما عاد هولاكو ليؤكد أنه لا يخشي أحدا وأنه فوق القانون ويخرج مثل الأشباح من بين الزراعات القريبة من منزل القبطي حمدي خليل سويحة الذي كان يعمل ببقالته أسفل المنزل الذي يسكنه ومعه ابنه الأكبر سامح ليفاجأ بأربعة أشخاص علي رأسهم هولاكو يشهرون الأسلحة نحوه ونحو ابنه ويطلقون النيران فيسقطان ليلقيا مصرعهما ليفر هولاكو بعدها هاربا ورجاله وسط الظلام وتدوي الصرخات مرة أخري في أرجاء القرية.
* إتاوات أخري
خليل سويحة 45 سنة وابنه سامح 21 سنة لقيا حتفهما تاركين خلفهما أسرة مكونة من شاب وطفلتين وترك سامح ابنه الطفل الرضيع الذي يبلغ من العمر سبعة شهور وأصبحت الأسرتان الأب والابن دون عائل بالرغم من أن خليل دفع إتاوات لهولاكو من قبل وصلت إلي 50 ألف جنيه ولكنه دفع حياته ثمنا لأنه تقدم ببلاغ ضد هولاكو وشارك في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بالقاهرة أمام مكتب النائب العام والمجلس العسكري ومجلس الوزراء.
* العمدة: دفعنا ثمن مساندة الأقباط
##وطني## التقت العمدة صابر موسي عمدة القرية الذي عبر عن حزنه لما تعرضت له عائلته قائلا: ##نحن دفعنا ثمن تصدينا لهولاكو عندما قام بفرض إتاوات علي الأقباط وخطف بعض أبنائهم والتعدي علي البعض منهم فقمنا بالتصدي له في بعض الحوادث وهو ما جعلنا أعداء له لذا قام بالتربص سيارة أقاربنا عند عودتها من حفل زفاف فاطلق الرصاص عليهم وقتل اثنين وأصاب أربعة في حالة خطرة من بينهم أطفال ونحن الآن ليس لنا سوي الله نصرخ له بعد فشل القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية##.
* استغاثة بالمجلس العسكري
استغاث قبطي آخر -رفض ذكر اسمه- بالمجلس العسكري ومجلس الوزراء لإنقاذ القرية قائلا: ##نظمنا عدة وقفات بالقاهرة علي مدار خمسة شهور وتقابلنا مع عضو المجلس العسكري وشرحنا له الوضع وتعاطف معنا وقلنا له ##نحن لا نستطيع العودة لمنازلنا فقال لنا ارجعوا واطمئنوا ونحن الآن نعيش في عذاب وأكثر من 20 أسرة قبطية تركت منازلها##.
تلك المأساة بدأت يوم 28 يناير عقب جمعة الغضب ولم تنجح مساعي نيافة الأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس ووكيل مطرانية الكاثوليك بالمنيا في إنقاذ الأقباط أو تحرك الأمن لتحريك البدرمان, حتي صرخات عمدة قرية نزلة البدرمان لم تؤت بثمارها, واستمر البطش وجبروت هولاكو ضد الأقباط طوال هذه الفترة ولم تتدخل الشرطة.. ومازال اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية متجاهلا ما يحدث بالمنيا رغم إرسال عدة شكاوي عن طريق لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء لإنقاذ البدرمان ولكن مازال هولاكو يقول: ##أنا الحكومة##.