أنت تسال ولا أحد يجيب كتاب جديد للكاتب ملاك لوقا يقع فى 384 صفحة من الحجم المتوسط، وينطلق من الكلمة المتدوالة السؤال “ماحرمش”، وإن كانت الإجابة هى التى حرمت. الكتاب يتضمن أسئلة صادمة أو غير مرغوب فى طرحها سواء بهذا الشكل أو بأى شكل آخر وكلها تساؤلات تعبر عما يدور على السنة ملايين الأقباط وعلى سبيل المثال لا الحصر يرصد الكتاب بعض من هذه الأسئلة فيقول: هل هناك اعتداء واحد وقع على أى مسجد قام به أى قبطى حتى الآن ؟ هل هناك كنيسة واحدة وجد بها أسلحة وجد بها أسلحة من أى نوع سواء أسلحة بيضاء أو غير بيضاء ؟ لماذا انتشرت بشكل زاحف ومريع ثقافة الكراهية تجاه الأقباط وكيف تسرب الفرز الطائفى فى معظم البقاع عشوائية كانت أو غير عشوائية ؟ كيف يقتل مئات الأقباط من سنة 1910 وحتى 2010 دون صدور حكم حاسم واحد بما فيهم شهداء مذبحة الكشح ومذبحة أبو قرقاص …إلخ؟ لماذا فى أغلب الأحيان الهجوم على الأقباط وممتلكاتهم يكون بعد صلاة الجمعة؟ إذا كان الأقباط يتعدون على السلطات المحلية كما تزعم هذه السلطات بترميم سور أو دورة مياه أو الصلاة بدون ترخيص فمن المسئول عن تطبيق القانون أهى الدولة أم العامة الغوغاء وينتقل الكتاب بعد ذلك وعبر صفحاته إلى قراءة هذه الأسئلة وغيرها بصورة أكثر تفصيلية واستفهام أكثر غلاظة وتحت عنوان ” تراتيل أطفال الكريسماس حرام لماذا ” يقول الكاتب إن الذى لفت الأنظار لهذا الأمر الكاتب عادل حمودة بجريدة الفجر، حيث كتب يقول لقد تعودت الفنادق الكبرى أن تزين واجهتها من باب الترويج والتجميل بأشكال ضوئية تناسب الكريسماس أجراس وأشجار وبابا نويل، وتعودت أن تضع فى مداخلها شجرة عيد الميلاد، وتعودت أن تؤجر قاعاتها لمجموعة من أطفال المسيحيين كى يغنوا الترانيم والتراتيل الداعية للخير والبركة، وهم يرتدون ثيابا جميلة أنيقة لكن التعليمات هذا العام لمديرى الفنادق ألا يحدث مثل هذا الاحتفال على خلفية الشيخ القرضاوى رئيس المجلس الإسلامى العالمى بأن الكريسماس حرام إلى هذا المدى الكريسماس حرام. سوال بلا إجابة وتحت عنوان ” إلى متى لا نستطيع الحصول على حكم واحد فى صالح الأقباط؟ ” كتب لوقا تعليقا على الحكم ببراءة المتهمين فى أحداث الشغب الطائفية فى ديروط 2009 وقد استند دفاع المتهمين إلى عدم جدية التحريات الأمنية وعدم وجود شهود عيان فضلا عن شهادة اثنين من الأقباط فقط (مالهومش لازمة ) وأن التحطيم والشغب كان جهارا نهارا فى وسط مدينة ديروط إلا أن المتهمين الـ 19 حصلوا على البراءة. ويعلق لوقا قائلا: عادى وهذه ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة حتى ولو كانت الجرائم جرائم قتل فطوال قرن من الزمان لم يحدث أن أعدم واحد فقط رغم سقوط مئات القتلى من الأقباط عيانا بيانا أليس كذلك . ويلتقط الكتاب عدد من المقالات التى تسير فى نهج طرح الأسئلة المرة التى تكشف عن الواقع المعاش لأقباط مصر ومن ذلك مقال لإبراهيم عيسى تحت عنوان قل لى اسم محافظ واحد يجرؤ على الموافقة على بناء كنيسة جديدة، وشاور لى على كنيسة فكرت أن ترمم بناؤها أو تقيم أسوارا حولها أوتبنى غرفة للخزين فى ساحتها أو ترفع برج جرس الكنيسة، وتمكنت من ذلك بدون طابور من التعقيدات والمعوقات من المحافظة ومجلس الحى وجهاز أمن الدولة والمواطنين المسلمين الذين يتظاهرون ويحتجون، وقد يعتدون على عمال يرفعون أى سقالة فى كنيسة إذا أرادت أن تنكر هذه الحقيقة فأنت حر. لتعش إذن فى وهمك لكن المؤكد أننا نعانى فصاما حادا فى الشخصية فبينما نغلى ونغضب عندما يمارس الغرب شيئا من التعنت أو التطرف تجاه المسلمين إذ بنا نغض الطرف ونطنش ونتغافل عن التطرف ضد المسيحيين أو البهائيين، بما يدل على أننا لا نطيق أى اختلاف فى الدين ولا نحتمل أى مخالف لنا فى العقيدة، بينما نعمل صناديد قريش فى مواجهة الغرب . بعد الانتهاء من قراءة الكتاب تجد نفسك غرقان فى بحر من علامات الاستفهام ولا أحد يجيب . == س.س |