زوجتي العزيزة…إيمانا مني بقدسية الحياة الزوجية وأهمية إبعادها عن كل ما ينغصها ويكدر صفوها…أقدم لك نصائح من القلب عن كيفية التعايش معي في فترة كأس العالم…لكي نخرج بأقل الأضرار… بهذه الجمل تبدأ إحدي الرسائل التي انتشر إرسالها عبر البريد الإلكتروني وبعض منتديات الإنترنت في الأسابيع الماضية, تتضمن الرسالة 12 نصيحة مقدمة من زوج لزوجته في فترة كأس العالم, من ضمن هذه النصائح الموجهة للزوجة:خلال كأس العالم التلفاز يعتبر ملكا لي في كل أوقات اليوم دون إبداء الأسباب, وإذا رأيتك تنظرين إلي جهاز التحكم قد أكرهك كثيرا- وإذا أردتي أن تمري أمام التلفاز خلال المباراة أو قبلها أو بعدها فأنني لا أمانع أبدا طالما يتم ذلك زحفا علي الأرض مثل رجال الكوماندوز في الحرب العالمية- كما عليك أن تنتبهي إلي أنني خلال المباريات لا أري ولا أسمع ولا أتكلم, ولن أوافق علي سماع جمل مثل:رد علي الهاتف, أحضر لنا طعاما من السوبر ماركت أو أفتح الباب- يجب أن تعلمي أن الإعادة التليفزيونية للأهداف مهمة جدا لي, ولا أهتم إذا شاهدت الهدف100 مرة فلا تظهري تذمرا…إلخ.
هذه هي مطالب الأزواج أثناء فترة كأس العالم, ولكن ما هي مشكلات الزوجات مع أزواجهن أثناء كأس العالم, ولماذا قد تسبب مباريات كأس العالم بعض المشاحنات بين الأزواج في المراحل العمرية المختلفة؟.
أثناء حديثنا مع بعض السيدات للتعرف علي آرائهن في هذا الموضوع كان حديثهن حول أن أسباب الشجار بينهن وبين أزواجهن في هذه الفترة ترجع إلي اهتمام الأزواج الشديد والمبالغ فيه بالمباريات, وتجاهل أي شئ متعلق بالأسرة أو الأبناء طالما هناك مباريات يتم إذاعتها, كما أن بعض الأزواج كل ما يفعلونه بعد عودتهم إلي المنزل من عملهم هو فقط الجلوس بالساعات أمام التليفزيون لمتابعة المباريات…!.
فكيف يمكن للزوجين التعامل مع المونديال بطريقة حكيمة تجعله يمر بسلام ويكون فترة للاستمتاع ومشاركة الزوجة لزوجها في اهتماماته بدلا من أن تكون فترة مشاحنات؟!.
تجيب علي هذه التساؤلات الدكتور ليليان عوض إخصائية الطب النفسي فتقول:قد تشعر بعض الزوجات خاصة إذا كانت غير مهتمات بكرة القدم عند انشغال زوجها بمتابعة مباريات كأس العالم أو مباريات كرة القدم بشكل عام بنوع من الغيرة من اهتمامه بالمباريات وتجاهله لها.وأقول لهذه الزوجة بدلا من أن تعبر عن غيرتها أو شعورها بالتجاهل من قبل زوجها بشكل سلبي يمكنها تحويل طاقة الغضب بداخلها إلي أفعال إيجابية, فمثلا يمكنها القيام ببعض الأعمال المحببة إليها في أوقات المباريات مثل زيارة صديقة لها, أو الخروج وشراء بعض الطلبات للمنزل…إلخ, بدلا من أن تجلس بجوار زوجها وهي غير مهتمة ولديها مشاعر غضب من استمرار مشاهدته للمباريات والتعليقات بعدها لفترات طويلة كل يوم أثناء كأس العالم.
كما عليها احترام رغبة زوجها في متابعة المباريات, وأن تهيئ له المناخ المناسب للاستمتاع بالمشاهدة داخل المنزل, وإلا نتحدث إليه أثناء وقت المبارة, وكذلك الأمر حينما يكون الأطفال غير مهتمين بكرة القدم فيمكن أن تقوم الأم باصطحابهم معها سواء خارج المنزل أو داخله بإعداد بعض الألعاب المسلية لهم في غرفة بعيدة عن مكان تواجد الزوج لمشاهدة المباريات.
وتشير د.ليليان إلي أن الحياة مليئة بالضغوط والإحباط لذلك فإذا كان الزوج يجد في مشاهدة مباريات كأس العالم نوعا من الاستمتاع بالنسبة له فلا تحرمينه منها, ففي وسط حياة يومية مملوءة بالمشاحنات, فلتجعلي أوقات المباريات أوقات للاستمتاع لزوجك بدلا من الشجار فيما بينكم.
وأخيرا توضح د.ليليان لكل رجل يعشق كرة القدم ويتابع بشغف مباريات كأس العالم كل يوم ليستمتع بها, بأنه عليه أن يراعي مشاعر زوجته وأن مباريات كرة القدم قد لا تكون من مجالات اهتماماتها الأساسية فيجب عليه حينما يتأثر سلبا من نتائج المباريات ألا يسقط غضبه علي زوجته وأبنائه, لأن هذا الأمر بالقطع سيفسد كل محاولات الزوجة والأبناء مشاركتهم للزوج في اهتمامه بكرة القدم وكأس العالم.