جاء عام 2011 حاملا الهموم والأمنيات والأحلام علي الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. وتصدر قائمة الأمنيات تطور المناخ الصحي. للحياة السياسية والقضاء علي الفتنة الطائفية وتطبيق مبدأ المواطنة بمفهومه السليم والحد من ارتفاع الأسعار وتوفير فرصة عمل لكل شاب.
اختلفت الهموم وتباينت الأمنيات وتنوعت الأحلام وفق الثقافة والمجال لكن الجميع اتفقوا علي تمني أن يكون العام الجديد بداية لحل الكثير من المشاكل والصعاب…
وطني استطلعت آراء عديد من المواطنين… مفكرين ومثقفين وموظفين وبسطاء… كل أدلي بهمة وبأمله في العام الجديد:
نعالج أسباب الفتنة
قال المفكر القبطي ميلاد حنا: أمنياتي للعام الجديد أهمها تكاتف الجهود الأمنية والمجتمعية للقضاء علي الفتنة الطائفية في المجتمع المصري, بين المسلمين والمسيحيين والتي أراها تحدث لأسباب مجتمعية وليست دينية بمعني أن هناك خللا اجتماعيا قد يؤدي بالأسرة المصرية إلي الهلاك مسلمة كانت أم مسيحية فهناك انشقاق وتفكك بين الأولاد في المدارس مما يدفع الطفل المسيحي إلي العزلة والاغتراب داخل مجتمعه فلابد أن نجعل الولاد يلعبوا مع بعض.
أضاف د. ميلاد حنا: أتمني إعادة النظر في منظومة التعليم والخطاب الديني سواء الكنسي أو الأزهري, القائم علي التحذير وليس التنوير.
وأدعو إلي ضرورة تفعيل دور الإعلام تجاه هذه القضية فهو أسرع وسيلة تصل بها الأفكار للمواطن فلابد أن يكون للإعلام دور في الحفاظ علي الروابط الأسرية والاجتماعيةبين أطراف المجتمع بإعتبارها الملاذ الأخير للتصدي لمثل هذه الأمور.
ختم المفكر د. ميلاد بقوله: أدعو الكنيسة والجامع برفع يديهما عن الشباب للخروج من العباءة الدينية حتي نترك مساحة للضمير الإنساني والمبادئ المجتمعية أن يتحكما في السلوك البشري للشباب.
تداول السلطة…, غاية ما أتمناه
قال عبد الغفار شكر أمين تنظيم حزب التجمع: أمنياتي للعام الجديد ليست أمنيات شخصية وإنما أمنيات يتمناها كل مصري مخلص ومحب لهذا البلد فهي أمنية تتعلق بمستقبل مصر السياسي, ذلك لأن الإصلاح السياسي وخلق مناخ صحي للحياة السياسية يترتب عليه مزيد من الإصلاح والنمو في كافة المجالات سواء الاقتصادي أو الاجتماعي, وغاية ما أتمناه هو حلم تداول السلطة بين الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وحل الانشقاقات الداخليةداخل الأحزاب, وأن يصبح للأحزاب وجود فعلي في الشارع والمجتمع والبرلمان.
تشريع يجرم التحرش
أمنية واحدةاجتمع عليها كثير من الفتيات من مختلف الأعمار والثقافات والوسط الاجتماعي هي القضاء علي ظاهرة التحرش الجنسي في الشارع ووسائل المواصلات والتي انتشرت في السنوات الأخيرة, وأن يتطلع المجتمع للفتاة بكل احترام لقدراتها المختلفة ومكانتها في الحياة تماما مثل الرجل.
طالبت الفتيات بتشريع قانوني يحمي البنات ويحاسب المتحرش وأن يكون هذا التشريع مفعلا أي لا يكون حبرا علي ورق للحفاظ علي المجتمع من هذه الظواهر السيئة التي تعدت الحدود وأثارت الخوف والرعب في قلوب البنات.
حيث أكد تقرير حالة المرأة المصرية في 2010 زيادة معدلات جرائم العنف ضد المرأة وجاء التقرير الصادر عن المركز المصري لحقوق المرأة أن جرائم التحرش الجنسي جاءت علي قمة جرائم العنف التي تعرضت لها النساء خلال عام 2010 بنسبة 71% بواقع 933 جريمة من أكثر من 1300 جريمة رصدها التقرير.
أشعر بالرعب!
قالت سماح عزت- طالبةجامعية: أتمني أن تتصدي جميع الجهات الأمنية لظاهرة التحرش والقضاء عليها تماما, لأن ما يحدث مع البنات الآن زاد عن الحد وبصراحة جعلني أشعر بالرعب والفزع وعدم الشعور بالأمان سواء بالشارع أو في المواصلات العامة التي باتت مكانا لممارسة التحرش.
أضافت سماح: تعددت الوسائل التي يستخدمها الشباب لمضايفة الفتيات والتحرش بهن فهم يتفننون في خلق الظروف التي تؤهل لهم مثل هذه الأفعال مثل حمل جاكت علي يده أو حمل متعلقات شنطة مثلا أم ما شابه حتي يخفي خلفها اليد الأخري التي يمارس بها أفعاله الدنيئة.
سوء التربية والفراغ
وقالت سميرة علي طالبة جامعية: للأسف لقد تعددت الأماكن التي تتعرض لها المرأة وقد يكون هذا التحرش بالقول أو بالفعل كذلك أصبح التحرش لا يقتصر علي الفتيات الحسناوات بل أي بنت وامرأة سواء كانت محجبة أو غير محجبة, وهذا كله برأيي مرجعه سوء التربية وسوء الأحوال الاقتصادية وحالة الفراغ التي يعاني منها الشباب بسبب قلة فرص العمل.
فرصة عمل!
قابلت مجموعة من الشباب إلتقت أمانيهم للعام الجديد حول المتطلبات الثلاثة والتي هي في حقيقة الأمر أبسط متطلبات الحياة الكريمة لأي مواطن شاب وهي: شقة وعروسة وفرصة عمل, وحتي تتحقق الأماني اتفق الشباب في العام الجديد علي ضرورة اختفاء السلبية والاتكالية والوساطة التي يرونها كالفيروس الذي يقضي علي أحلامهم ويمنعهم من الحصول علي حقوقهم المشروعة في الحياة, مما يدفعهم إلي المقامرة بمستقبلهم وأحيانا حياتهم في سبيل إيجاد فرصة عمل.
قال متمنيا فارس سعد الدين 30 سنة: أتمني أن تختفي كل السلبيات التي عهدناها في مجتمعنا والتي أصبحت مكونا أساسيا, فأنا تعديت الثلاثين عاما وحاصل علي بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة وحتي الآن لم أحصل علي فرصة عمل تناسب مؤهلي الدراسي.
وقال إبراهيم كامل 32 سنة: أتمني في 2011 أن أكمل نصف ديني وأتزوج فحتي الآن لم أستطع أن أحصل علي حلم كل شاب وهي الشقة لا في ابني بيتك ولا علي الصيف وذلك كله بسبب فساد الرشوة والمحسوبية وضعف الاستثمارات في مجال إسكان الشباب.
نفسنا ينتهي الزحام
موظفون من مختلف الوظائف اجتمعت آمالهم للعام الجديد حول علاج حوادث الطرق وازدحام المواصلات التي وصفوها بـإيدز الشارع القاهري, ذلك لما تتصف به شوارع القاهرة من اختناق مروري دائم وحوادث متكررة.
قالت إيمان صبحي موظفة: أتمني ألا أري في العام الجديد زحمة مواصلات والتي يقضي فيها المواطن المصري ما يقرب من ثلث عمره مما يؤثر بالضرورة علي الكفاءة الانتاجية في العمل.
وقال فتحي حمادة موظف بمصلحة الشهر العقاري: نفسنا نبدأ السنة الجديدة بحل أزمة المواصلات فالبلد أصبحت زحمة 24 ساعة حتي أيام العطلات الرسمية.
وبالرغم من محاولات الحكومة والجهات المعنية لاستيعاب هذه الأزمة بعمل كباري وأنفاق وتوسيع طرق إلا أنها فشلت في حلها جذريا ولذلك لابد من تطبيق رؤية جديدة لشوارع القاهرة تنظم المرور من خلال طرق بديلة للطرق الرئيسية.
أحلي هدية…
ربات البيوت التقت أمنياتهن حول الحد من ارتفاع الأسعار ووجود رقابة علي التجار الجشعين وتفعيل الدور الرقابي والأجهزة المختصة في الرقابة علي الأسعار ولو حصل ده- علي حد قولهن هيكون أحلي هدية من الحكومة في العام الجديد.
قالت أمنية عبد الوهاب ربة منزل: أتمني ألا يحرموا المصريين من طبق الفول في 2011 بسبب ارتفاع سعره.
وقالت زينب محمد: أتمني أن نأكل اللحمة التي حرمنا منها عام 2010 وأن تتوفر للمستهلك بأسعار مناسبة حتي لا يقع المواطن فريسة للتجار ويظل حائرا بين اللحوم البلدي مرتفعة الثمن والتي تجهض الميزانية واللحوم المستوردة المشكوك في سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وتمنت الست أسمهان ربة منزل- أن تنضبط أسعار السكر والأنابيب خاصة في المناطق البعيدة عن الرقابة.