في اليوم التالي لخطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة, عارضا بداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي, التقي كريستوفر ديكي من نيوزويك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لمناقشة الخطاب ومضامينه. وهذه مقتطفات:
لقد رأيت رؤساء وسمعت وعود السلام تأتي وتروح.. هل هناك شيء مختلف في أوباما؟
لم نختبر ذلك بعد لكنه أظهر جدية في حديثه. لقد جاء أشخاص مختلفون بانطباعات مختلفة, لكن هذا كان بالنسبة إلي إيجابيا ومتوازنا وشاملا, وكان في الكثير من أجزائه شخصيا جدا ومؤثرا. لقد ضرب علي الوتر الصحيح منذ تحية البداية, السلام عليكم, وحتي اقتباسه من القرآن في النهاية.
الرئيس أوباما ماهر جدا في خلق الأجواء المناسبة.لكن النقطة الأساسية هي أن الولايات المتحدة غيرت سياستها. لقد تحدث عن التواضع وليس القوة, وعن الديموقراطية ـــ أن الولايات المتحدة تتمني أن يكون العالم ديموقراطيا ـــ لكنها لن تجبر العالم أن يكون ديموقراطيا. ولو كان يبحث عمن يعتنق أسلوبه في التفكير, فأعتقد أنه نجح في تحقيق ذلك مع جمهوره هنا وفي كل مكان في العالم العربي والإسلامي كان الناس ينتظرون بيانات ملموسة.
قلنا له ذلك قبل الخطاب. لكننا لم نكن ننتظر أن يكون محددا جدا. لقد وصف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنها غير شرعية, وهذا تعبير أهم وأقوي مما لو قال غير قانونية, وهي العبارة التي كانت تتردد. كان بإمكانه أن يقول المزيد عن الأسلحة الذرية لأن مشكلة الانتشار لن تحل نفسها بنفسها.
ماذا سيفعل العرب الآن كون أوباما كان حاسما في موقفه ضد المستوطنات؟
يشكل الخطاب مرحلة واحدة, لكن يجب ترجمته إلي أفعال. لقد تعلمت الدول العربية عبر خبرة 60 عاما مع إسرائيل أن العبرة ليست في الاتفاقية التي تعقدها معهم, بل في التنفيذ.
لديكم الآن كما تقولون رئيسا أمريكيا يفهمكم. ما الذي تتوقعون حقيقة أن يفعل للضغط علي إسرائيل؟
تمتلك الولايات المتحدة الوسائل الكفيلة بإقناع إسرائيل للعمل علي تحقيق تسوية سلمية. وعليها أن تخبرهم أنه لكي تستمر في مساعدتهم, يجب أن يكونوا منطقيين وأن يقدموا تنازلات منطقية.
هل علي الولايات المتحدة قطع المساعدات عن إسرائيل إن رفضت الرضوخ؟
لم لا؟ إن كنت تقدم المساعدات لأناس يحتلون أراضي الغير بلا وجه حق, فأنت تتحمل بعض المسئولية.
سأكون محبطا جدا لو كنت مكان الرئيس أوباما أخوض معك هذا الحديث. فهناك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنه لن يتزحزح عن موقفه, وأنتم تقولون: لقد قدمنا عرضنا, فاقبله أو اتركه.
ماذا بوسعنا أن نفعل أكثر من ذلك؟ الأرض المحتلة بيد إسرائيل, ولا نملك ما نقدمه لإسرائيل إلا التطبيع, ولو قدمنا ذلك قبل عودة الأرض العربية فإننا نكون بذلك قد تنازلنا عن الشيء الوحيد الذي تستطيع الدول العربية أن تفاوض به.
عندما تحدث أوباما عن التزامه بالحريات الدينية وحقوق المرأة, هل اعتقدتم أنه كان يشير بأصابع الاتهام إلي السعودية, والتي لا تملك شيئا من الأولي والقليل فقط من الثانية؟
نحن لا مانع لدينا من مناقشة هذا الأمور, ونحن ماضون في عملية الإصلاح بجدية كبيرة, وبالطبع فقد ذكر السعودية بصورة إيجابية عندما تحدث عن جهود الملك عبدالله في الحوار بين الأديان.
في واشنطن قيل الكثير عن انحناء الرئيس أوباما أمام الملك عبدالله عندما التقاه أول مرة.
نعم, لقد انحني, لكن تذكر أنه أيضا ينتمي لثقافة تبجل الكبير. لم يكن في ذلك ما يحط من قدره أو ينطوي علي مهانة. فأنت عندما تلتقي إنسانا أكبر منك تظهر احترامك له. وأعتقد أن أولئك الذين أثاروا ضجة حول الموضوع أولي لهم لو أنهم اتخذوا هذا الخلق الحسن برغبة نابعة من القلب.