أبدى اقباط ونشطاء ورجال دين تخوفهم من الفترة المقبلة التى تمر بها مصر بعد ظهور المؤشرات الأولى للانتخابات بتقدم حزب الحرية والعدالة الابن الشرعي للإخوان المسلمين وحزب النور السلفى مؤكدين أن البرلمان المقبل سيكون برلمان دينى لا يعبر بشكل كبير عن جميع أطياف وأحزاب الشعب المصرى ويخرج عن نطاق طموحات المصريين أثناء خروجهم بثورتهم من أجل دولة عصرية .
يرى مدحت بشاى الناشط القبطى وأحد مؤسسي جبهة العلمانيين أن الانتخابات تحولت إلى التصويت على إطار دينى عندما استمر الإخوان والسلفيون فى التأثير على الناخبين بدعوى أن الانتخابات دينية بعد شائعة إعداد الكنيسة لقائمة انتخابية تؤيدها ونجحت التيارات الدينة فى استغلالها بذلك فضلا عن ربط اسم نجيب ساويرس بالكتلة المصرية واستهداف الناس بأن هذه ” كتلة صليبية ” فتحولت الانتخابات إلى ما كان عليه الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتم استغلال عامل الجهل والأمية التى تصل نسبتهم إلى 60% فى توجية الناخبين إلى التصويت على اساس دينى وهذا يدفعنا التصور ان البرلمان سيكون على اطار توجهات فكرية
وأضاف أن مصر لم تكن مهيأة للديمقراطية فى ظل شارع تسوده الأمية والطائفية، وما يزال تستخدم الأساليب القديمة باستخدام عامل الدين والمال ولذا فما حدث ليس انتخابات بل جريمة فى حق ثورة 25 يناير لأنه كان يجب تأهيل الشارع وتوعيته بشكل كبير قبل إجراء الانتخابات البرلمانية وأشار أن الأقباط قدموا صورة إيجابية بمشاركتهم فى الانتخابات وقدموا ما لديهم من مشاركة من أجل دولة مدنية ولكن الأحزاب السياسية والقوى الديمقراطية خيبت الآمال .
يرى المستشار أمير رمزى عضو لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء أن الأقباط يشعرون بتخوف من النتائج التى تظهر تفوق التيار الإسلامى لأن تجاربهم السابقة لم تكن تبشر بالخير فالأقباط عانوا مع الإسلاميين طوال السنوات الماضية وهم فصيل محظور فاذا ما تم الاستحواذ على الاغلبية فماذا سيكون الحال وهناك فتاوى عن الجزية وتحريم تولى القبطى للبعض الوظائف والنقطه اللاخرى أن الاقباط كانوا ياملون فى دولة مدنية وألا يستحوذ فصيل واحد على مقاليد الامور فى البلاد .
وأضاف رمزى أنه من المؤسف أن يكون تقدم الاخوان والسلفيين بالجولة الاولى ليس نتيجة اقتناع الناخب بهم ولكن لان هناك نسبة 60% من الاميين صوتوا لهم لانهم لم يعرفوا غيرهم ولان الاخوان قوة منظمه استطاعت ان تتواجد فى جميع اللجان للتأثير على الناخبين مع استغلالهم لحرب غير شريفه بتغير ارادة الناخبين بان الكتلة ترتبط باسم نجيب ساويرس وهذه محاولة لتقسم المجتمع الى مسلم ومسيحى لاسيما ان الكثير من المصريين ليس لديهم الوعى والارادة الحرة فى الاختيار وهو ما يتطالب توحيد المصريين والمستنييرين لاستكمال رحلة النضال حتى يتحقق الخير لمصر والمصريين للاحفاظ على كرامة وحقوق الانسان لاسميا ان وصول حزب النور يعنى انه سيمارس اساليب تشدد تضعف من كرامة وحقوق الانسان وتهدد من وضعية الاقليا الدينة والمراة .
وقال الدكتور رامى عطا الباحث فى شؤون المواطنة أن نتائج المرحلة الاولى مجرد مؤشرات وليست نتائج نهائية لان هناك مرحلتين اخريتين وهذا يدفعنا للتأكيد على أهمية المشاركة لكل المواطنين فى الإعادة والمرحلتين المقبلتين ،أما الأقباط فأظن أنهم يميلون إلى تأييد دعاة الدولة المدنية التى تؤكد مبدأ المواطنة وهذه ظاهرة تاريخية، ففى بداية القرن العشرين دخل عدد كبير من المواطنين الأقباط حزب الأمة والذى كان يؤكد فكرة أن مصر للمصريين وبعد ثورة 19 دخل كثيرون منهم حزب الوفد الذى قام على أساس فكرة الوحدة الوطنية.
وأضاف أن مستقبل مصر فمن المهم أن يشارك فى صياغته كل أطياف الجماعة الوطنية المصرية من مسلمين ومسيحيين.. رجل وامرأة.. ليبراليون ويساريون وتيارات دينية.. الخ. لأننا جميعا نعيش فى وطن واحد ويجمعنا مصير مشترك وإذا جاء الإسلاميون وشكلوا أغلبية فى البرلمان فإننى سأحترم إرادة الناخبين ولكن سأظل أدعو للدولة المدنية.. دولة المواطنة، دولة كل المصريين و إذا جاء الإسلاميون بقوة فى البرلمان ستكون أمامهم معارضة قوية وهذا مطمئن كثيرا
يرى كمال زاخر المفكر السياسى أن ما صرح به الاخوان حول تشكيل الحكومة ووضع الدستور لا يخرج عن اطار أدبيات الاخوان حول فكرة التمكين فعندما يقتربوا لها تظهر لغة اكثر حدة وهى لغة ظهرت قبل اعلان المؤشرات كثيرا من خلال المشهد السياسي بالشارع وسيطرتهم بقوة وظهورهم فى صورة القوة الوحيده بالشارع التى باتت امر واقع واضاف انه غير منزعج من اغلبية الاخوان لانه امر اصبح واقع ويجب مواجهته لنزع الخوف الداخلي ومواجهته بشكل اكثر عقلانية ولنرى ماذا سيقدموا وليعرف الشارع حقيقتهم وحجمهم الحقيقى بعيدا عن لغة الدين التى تستخدم فى تغيب العقل واشار ان الإعلان الدستورى الذى تم وضعه لن يسمح لهم بالاستحواذ على وضع الدستور وإقصاء طوائف اخرى غير ممثلة لان اقبالهم على هذه الخطوة سيكون بداية صدام جديد مع المجلس العسكرى والتيارات الاخرى
ويؤكد الدكتور عوض شفيق استاذ القانون الدولى المقيم بسويسرا أن التصويت المصريين شابه العديد من القصور مثل تعطيل الموقع الالكتروني للتسجيل حيث لم يسمح ة سوى تسجيل 100 الف شخص غالبيتهم من السعودية والدول العربية اما أوربا وامريكا كانت نسبة ضئيلة من اجمالى المصريين فى الخارج حوالى 8 مليون او اكثر على الأقل منهم 2 مليون قبطى واللجنة العليا
وأضاف أن الانتخابات فى حد ذاتها لا تشكل الديمقراطية. فهى ليست غاية بل خطوة. وسيكون من المؤسف خلط الغاية بالوسيلة وتناسى الحقيقة القائلة بأن معنى كلمة الديمقراطية يتجاوز مجرد الادلاء بالاصوات بل ليشمل كل جوانب عملية مشاركة المواطنين المصريين فى الحياة السياسية للبلد وهذا لم يحدث من قبل التيارات الاسلامية ولذلك نقف بشدة ضد هذه التيارات الاسلامية التى تم تعضيدها من الولايات المتحدة الامريكية ولاقت استحسانا من الاتحاد الاوربى واعتبرو ان الاقبال الكبير على الانتخابت اولى خطوات الديمقراطية
ويتفق معه مدحت قلادة رئيس اتحاد منظمات أوربا الذى أكد أن العملية النتخابية لم تكن بالنزاهة التى روج لها الاعلام فقد سادت عملية شراء الاصوات واستخدام الدين وظهر هذا فى تقرير المجلس القومى لحقوق الانسان وتحول الاخوان والسلفيين الى تهيئة الناخبين للتصويت على اساس دينى فى الوقت الذى غابت فيه القوى الحزبية لغياب التنسيق والصراع على الزعامة فخسر المواطن المصرى وان كان تقدم احزاب مثل الكتلة المصرية وحصولها على نسبة كبيرة عامل يبشر بالخير رغم ان عمرها لا يتجوز خمسة شهور أمام قوى التيار الإسلامى التى تعمل بالشارع منذ 30 عاما وطالب قلاده عدم تخوف الأقباط من الإسلاميين رغم تجارب الماضى المليئة بالمواقف العدائية ضد الأقباط ولكن سيظل المواطن المصرى لدية الوعى للتصدى لهم إذا ما خرجوا عن أطار منظومة حقوق الإنسان .
وقال القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة شبرا أن الأقباط لا يخشون شىء ولا يخافون لن لديهم ايمان وثقة بالله وعليهم ألا يخافون من نتائج الانتخابات لانهم حالهم بالماضى لم يكن أفضل مما عليه اليوم أو حتى فى وصول التيارات الدينية للسلطه فالأقباط اعتادوا على المعاناة منذ عصر السادات .
واضاف أن التيارات الديينة استغلت الانتخابات بصورة سيئة باشاعة ما يسمى قائمة الكنيسة وتحويل الامر الى انتخابات دينية على غير صحيح واشار ان الكنيسة لا تفعل شىء سوى الصلاة من اجل مصر وشعبها والخير لها .
وقال عزت بولس رئيس موقع الأقباط متحدون أن الاقباط لا يتخوفون من الإخوان كفصيل و لكن يتخوفون على مستقبل مصر كبلد يسوده الحكم بالمطلق وتنتهى إلى أحادية الفكر أما بالنسبة للانتخابات فهى لا تعبر بأى حال من الاحوال عن تطلعات الشباب الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل الحرية والديمقراطية والعداله الاجتماعية والأهم هم من نادوا بدولة مدنية التى لم تحقق فى ظل حكم إسلامى أحادى الفكر سلفى المبادئ وهو ما سيدفع مصر للدخول إلى عصور الظلام الوسطى يتحكم حكامها باسم الدين فى مصير شعوبها
—
س.س
٣ ديسمبر ٢٠١١