واشنطن _ قاطعت الولايات المتحدة المؤتمر الدولي المنعقد في جنيف لمتابعة قرارات مؤتمر ديربان الأول الذي عقد في جنوب أفريقيا, ولكنها أشادت بالجهود التي بذلها عدد من البلدان المشاركة في المؤتمر لإعادة تركيز اهتمام المؤتمر كليا علي قضية العنصرية والتمييز.
يعرف مؤتمر الأمم المتحدة لمتابعة مؤتمر ديربان المنعقد في جنيف بين 20 و24 أبريل أيضا باسم المؤتمر العالمي ضد العنصرية. والغرض الذي يهدف إليه المؤتمر هو مراقبة ومتابعة تطبيق إعلان وبرنامج عمل ديربان الذي تمت صياغته أثناء انعقاد المؤتمر العالمي ضد العنصرية الذي عقد في جنوب أفريقيا في عام .2001
لكن الولايات المتحدة وتسع دول أخري قررت عدم المشاركة في المؤتمر بسبب إعلان ديربان الذي لا يزال يحتوي نصه الحالي علي صيغة يقول بيان أصدرته وزارة الخارجية إنه ليس بإمكان الولايات المتحدة أن تؤيدها. فقد حدت الصيغة المعادية لإسرائيل ولحرية التعبير في الإعلان بالولايات المتحدة إلي اتخاذ قرار بعدم الحضور والمشاركة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بالنيابة روبرت وود قد صرح في 18 أبريل بقوله إن ##إعلان وبرنامج عمل ديربان يتناولان بصورة منفردة نزاعا واحدا معينا ويحكمان سلفا علي المشاكل التي لا يمكن حلها إلا بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.## وأضاف وود قوله ##إن الولايات المتحدة ينتابها أيضا قلق شديد تجاه إضافات جديدة نوعا ما إلي النص تتعلق بالتحريض الذي يخالف التزام الولايات المتحدة بحرية التعبير دون أي قيود.##
ورغم إقرار المتحدث وود بأن نص الإعلان الحالي قد تحسن كثيرا بالمقارنة إلي النصوص السابقة, فقد بدا أن ما أثار قلق الولايات المتحدة من أمور لن تعالج أو تؤخذ في الاعتبار في المؤتمر.
وقال الرئيس أوباما في تصريحات له في مؤتمر صحفي له في 19 أبريل إنه يسعد الولايات المتحدة أن تتعاون مع مؤتمر ديربان ##إذا استطعنا تحقيق تقدم بالنسبة لبعض هذه القضايا.##
وأضاف أوباما قوله ##إن المأمول هو أن يتخذ المؤتمر بعض الخطوات الملموسة التي تمكن من مشاركتنا البلدان الأخري في تقليص التمييز فعلا في العالم. لكن هذه لم تكن فرصة متاحة لفعل ذلك.##
الولايات المتحدة ملتزمة بمكافحة العنصرية
قال المتحدث روبرت وود إن ##الولايات المتحدة ملتزمة التزاما شديدا بإنهاء العنصرية والتمييز العنصري.## وأضاف أن الولايات المتحدة ##لا تزال ملتزمة التزاما أكيدا بالتمسك بالحقوق الإنسانية لكل فرد وبمكافحة التمييز العنصري بكل أشكاله وكل مضامينه.##
وقد أشار كل من وود وأوباما إلي أنه كان للولايات المتحدة صراعها مع التمييز العنصري. وقال وود إن ##هذا التعهد الملزم بالكفاح ضد العنصرية وكل أشكال التمييز ينبع من صفحات تاريخنا المؤلم ومن أكثر ما نعتز به من قيم بلادنا.##
وأضاف وود أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل مع كل منظمات الأمم المتحدة وكل الدول دون كلل من أجل مكافحة التعصب وإنهاء التمييز.
ويستدل علي هذا التصميم الذي تلتزم به حكومة أوباما من خلال إعلانها مؤخرا عن أنها تنوي السعي من أجل الحصول علي مقعد في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والاضطلاع بدور أكبر في الأمم المتحدة علي وجه العموم.
وكان أوباما قد صرح في 19 أبريل بأن الولايات المتحدة تسعي للحصول علي مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ##لأننا رغم أننا لم نكن راضين حتي الآن عن الطريقة التي يدار بها, نعتقد أن ما يستحق السعي من جانبنا هو أن ندخل إليه ونحاول جعله منظمة بناءة نظرا للمجال الواسع غير الاعتيادي القائم لانتهاكات الحقوق الإنسانية في العالم. وأعتقد أن علي أمريكا أن تتصدر, إذ لا يسعنا أن نختار البقاء بعيدين خارج هذا النقاش.##
وكانت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون قد أعلنت في بيان أصدرته وزارة الخارجية في 31 مارس قائلة: ##إن الولايات المتحدة ساهمت في تأسيس الأمم المتحدة وما زالت لها مصلحة حيوية في دفع التزام تلك المنظمة الصادق بقيم الحقوق الإنسانية التي نشترك بها مع أعضاء المنظمة الآخرين. فنحن نؤمن بأن علي كل بلد أن يتلزم بالقواعد الدولية ويساعد في تشكيلها بشكل يكفل للناس التمتع بحق العيش بحرية والمشاركة مشاركة كاملة في مجتمعاتهم.##
يو إس جورنال