نردد كثيرا عبارة وراء كل رجل عظيم امرأة ولكن السؤال هل وراء كل امرأة ناجحة رجل يشدها إلي الخلف ويعوق طموحها في النجاح والتفوق؟ ولأهمية هذا السؤال قامت وطني بعرضه علي الكثير من السيدات والرجال لمعرفة آرائهم تجاه هذا الموضوع, ووضع تلك الآراء بين يدي أحد المتخصصين ليجد لنا مخرجا لتلك المشاعر السلبية التي تنتاب بعض الأزواج بسبب نجاح وتفوق زوجاتهم في حياتهن العلمية والعملية.
عبر عدد من السيدات عن أن المرأة تسعي دائما إلي دفع زوجها نحو النجاح والشهرة لإيمانها بأن هذا جزء من نجاحها وشهرتها, لذلك تفرح عندما يصل الزوج إلي أعلي المراتب في عمله, أما الرجل فيحدث منه في كثير من الأحيان العكس, فبدلا من أن يشجعها ويفتخر بها وبإنجازاتها يعمد دائما إلي التقليل من شأنها والحط من قيمة نجاحها, مدعيا بأن هذا النجاح الذي حققته كان علي حسابه وحساب أبنائه مما جعل حياته الأسرية معها جحيما متناسيا كل جهودها الأسرية.
وأكد أغلب السيدات اللاتي سألناهن علي أن الرجال عامة ذوو طبيعة أنانية, والرجل الشرقي خاصة يعتقد أن تفوق زوجته يقلل من شأنه في مجتمع يؤمن بأن الأفضلية للرجل.
واختلف الرجال في رأيهم حيث يرون أن الزوجة الناجحة هي السبب في إشعال الغيرة في قلب الزوج بسبب افتخارها الدائم بنجاحها وحديثها المستمر عن وظيفتها مما يشعره هذا بالتقليل من شأنه خاصة إذا كانت الزوجة أعلي من الزوج في المستوي الاجتماعي والتعليمي والثقافي.
في حين يري بعض آخر من الرجال أن نجاح الزوجة لا يعني بالضرورة فشل الزوج, كما يجب علي الرجل أن يكون أداة مساندة ومساعدة لدفع الزوجة نحو النجاح وذلك لأن ظاهرة غيرة الزوج من نجاح زوجته في طريقها إلي الانحسار والتراجع نتيجة لنمو الوعي بأهمية دور المرأة كعنصر بناء في المجتمع.
ولتجنب المشاعر السلبية التي تتولد لدي الزوج بسبب نجاح زوجته يتحدث إلينا د. مصطفي محمد أستاذ الصحة النفسية بمركز الإرشاد النفسي في جامعة عين شمس قائلا: يجب علي الرجل ألا يشعر بمشاعر سلبية تجاه تفوق وشهرة زوجته بل عليه أن يجتهد لكي يحصل علي النجاح والتفوق لأن هذا يجعل من أسرته أكثر نجاحا, كما يجب عليه أن يساعدها علي استمرار ونمو هذا النجاح عن طريق تذليل الصعاب وكل ما يعوقها في طريقها, تشجيعها المستمر ومساعدتها في أعبائها المنزلية.
ويشير د. محمد إلي أن الزوجة الذكية عليها دور كبير في التخفيف من حدة غيرة زوجها من نجاحها وذلك عن طريق بعض التصرفات البسيطة مثل عدم الحديث المفرط عن وظيفتها وأعبائها حتي لا يفهم من هذا أنها تتفاخر عليه بتفوقها, وأن تلتزم بطاعة زوجها وأن تشعره دائما أنه صاحب القرار في كل أمور حياتها, هذا بالإضافة إلي إخبار الآخرين علي مسمع من زوجها أنها تدين له بالفضل في نجاحها وبهذا التصرف البسيط ترضي غروره وتشعره بأنه شريك لها في هذا النجاح المشترك.