أسقف ملوي ومحافظ المنيا وسفيرة أمريكا يشهدون
الاحتفال بذكري وصول العائلة المقدسة إلي كوم ماريا
* احتفال تاريخي يجمع الأقباط والمسلمين فوق أرض دير أبو حنس…ويجدد المطالبة بتحويلها إلي مزار سياحي
متابعة:
نادر شكري-تريزا كمال
كوم ماريا احتفالية مصرية الهوية تاريخية النكهة اعتادت مطرانية ملوي والأشمونين أن تقيمها مرتين في العام قرب تل مرتفع في قرية دير أبو حنس بمركز ملوي -نفس المكان الذي جاءت إليه واستقرت فيه بعض الوقت العائلة المقدسة في رحلة الهروب التاريخية من بطش هيرودس الطاغية…جاء الاحتفال الذي جرت وقائعه السبت قبل الماضي مهيبا كعادته,ضخما من حيث أعداد المشاركين في الموكب الاحتفالي وساحة الاحتفال التي امتد طولها لأكثر من كيلو مترين من منطقة الكرمة حتي كوم ماريا,مستقر العائلة المقدسة ضمن تنقلات رحلة الهروب.
بدأت الاحتفالية من لحظة تحرك المراكب الشراعية بالنيل في مشهد مهيب بديع حاملة أيقونات العائلة المقدسة وسط نغمات الموسيقي القبطية والألحان الكنسية من البر الغربي إلي البر الشرقي من النيل حيث تل كوم ماريا…تقدم الاحتفالية نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي والأشمونين واللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا واللواء حسن حميدة واللواء فؤاد سعد الدين محافظا المنيا السابقان وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية ولفيف من السفراء الأجانب في مقدمتهم مارجريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة وسط حشود من آلاف المصريين أقباطا ومسلمين اعتادوا إحياء الذكري المتوارثة عبر الأجيال لقدوم العائلة المقدسة.
وطني عاشت أحداث الاحتفالية والتقت عددا من المسئولين ممن وصفوا الوقائع لحظة بلحظة ونعرض مشاهد الاحتفالية حسبما رواها لنا القمص بولا أنور وكيل مطرانية ملوي:
الاحتفالية تسمي كوم ماريا نسبة لاستقرار العائلة المقدسة في هذا المكان,وهو عبارة عن تل مرتفع في منطقة دير أبو حنس بمركز ملوي,وتقام مرتين في السنة الأولي في السبت الأخير من شهر يناير إحياء لذكري وصول العائلة المقدسة لهذا المكان,والمرة الثانية في السبت الأخير من شهر يونية إحياء لتذكار قيام العذراء بتخليص متياس الرسول من قيود السلاسل بالسجن في مدينة برطس وهي المعجزة المعروفة بحل الحديد.
بدأت الاحتفالية في شكل تجسيد لموكب العائلة المقدسة حيث ركب الأساقفة والكهنة والشمامسة مراكب شراعية داخل النيل من البر الغربي إلي البر الشرقي حتي وصلوا إلي منطقة الكرمة حيث بدأت الكشافة مراسم الاحتفال والترحيب بالضيوف وسار الموكب الاحتفالي,الكهنة والشمامسة في صفوف حاملين أيقونات العذراء,كل كنيسة بشكلها المختلف,وامتد الموكب لمسافة كيلومترين من منطقة الكرمة حتي منطقة كوم ماريا.
أثناء سير الموكب كانت الألحان والتراتيل والموسيقات القبطية تصدح مما أضفي جوا من عبق التاريخ العريق لمصر.
بوصول الأساقفة والضيوف الرسميين من محافظين وسفراء فضلا عن شخصيات محلية عديدة إلي قرية البياضية بالبر الغربي من النيل استقلوا السفية رع وأبحرت خلفها مراكب شراعية تحمل أيقونات العائلة المقدسة ثم المعديات النيلية حاملة آلاف من الأقباط والمسلمين في مشهد بالغ الروعة فوق صفحة النيل حتي استقرت بالجانب الغربي حيث منطقة الكرمة التي تم إعدادها للاحتفال داخل ساحة لتقديم العروض,وفي وسطها تجسيد ضخم في هيئة صخرة للعائلة المقدسة حيث بدأ دخول الكشافة لتحية الضيوف, وبعدها بدأت العروض الدينية والاستعراضية حيث دخلت منصة متحركة تمثل الأهرامات الثلاثة وفي وسطهما يقف قسيس وشيخ يتوسطهما طفل بزي العلم المصري ممسكا بيديهما أثناء عزف السلام الوطني لمصر وشعبها مسلمين وأقباطا..وعقب ذلك دخل الشمامسة في صفوف متتالية يحملون الصلبان واللافتات ممثلين كنائس ملوي المختلفة.
والمشهد جاء تمثيلا لطبيعة مصر الفرعونية وهويتها الأصلية في شكل عرض فرعوني يحمل سمات العصر الفرعوني عامة والمنيا خاصة بدخول مركبة تحمل الملكة نفرتيتي ممثلة لمدينة المنيا وهي تجلس علي كرسي العرش وحولها الوصيفات ويدخل من الأمام من الجانب الآخر الملك إخناتون علي مركبة فرعونية يسحبها أحد الخيول وممسكا بيده عصا الحكم,وتتقابل نفرتيتي وإخناتون ويصعدان للمنصة لتحية المحافظ والأنبا ديمتريوس والضيوف ثم يعودان لمركبتيهما ويط دقات الطبول.
قصة الميلاد وهيرودس
وسط هدوء الساحة صهل حصان ودقت طبول الخوف ودخل شخص علي حصان ممثلا للملك هيرودس وسط عدد من الحراس ليبدأ عرض تجسيد ميلاد المسيح ورحلة العائلة المقدسة فيتقابل هيرودس الطاغية مع مجوس المشرق ويخبروه بمولد ملك لليهود,ويطلب منهم أن يذهبوا ويخبروه حتي يسجد له,وعقب رحيل المجوس يصرخ هيرودس ويحدث ضجيج بساحة الاحتفال ويدخل رئيس جيشه فيطلب منه البحث عن الطفل ثم يأمره بقتل كل الأطفال ببيت لحم حتي سن السنتين.
وتبدأ صرخات الأمهات والعويل,ثم يدخل مجسم عبارة عن بيت فقير من البوص وبداخله الطفل وأمه العذراء ويوسف ويدخل ثلاثة أشخاص علي ثلاثة جمال يرتدون ملابس عربية وينزلون حاملين هدايا في أياديهم يقدمونها للطفل يسوع ويسجدون له ويرحلون,وعقب ذلك يظهر ملاك في هيئة طفل صغير بملابسه البيضاء ويخبر العذراء بالهروب إلي مصر وتبدأ رحلة العائلة ويختفي المنزل الفقير.
يسوع…في كوم ماريا
…وتدخل العذراء بالطفل يسوع علي حمار ومعها يوسف النجار وسالومي وخلفهم مجسد الأهرامات الثلاثة ثم يظهرون مرة أخري داخل مركب تسير بالنيل حتي يصلوا إلي منطقة كوم ماريا (كان هناك راو يحكي رحلة العائلة باللغتين العربية والإنجليزية),وعند وصول المسيح كانت الشياطين تصرخ وتنهار الأصنام أمامه,ثم مد الطفل يده لصخرة هذا المكان فخرج منها الماء,ثم استقبله سكان كوم ماريا وبدأ الطفل يسوع الذي جسده طفل في الخامسة من عمره بصنع المعجزات بشفاء أعمي ومشلول في هذه المنطقة حيث استقرت العائلة المقدسة لمدة يوم واحد وبعدها عمرت المنطقة وأقيمت الكنائس علي اسم العذراء وقديسين آخرين.
بعدئذ تقدم الطفل وأمه ويوسف إلي المنصة لتحية المحافظ والأسقف والضيوف وسط الموسيقي القبطية والتراتيل وصرخت الحناجر تقول مبارك شعب مصر ولحن وتراتيل في بلادنا المصرية…عظيمة قوية…أرجو لها الحياة…إلخ.
الله واحد…الله محبة
عقب انتهاء عرض رحلة العائلة بدأت عروض أخري منها دخول الكشافة بالزي المصري والموسيقي تعزف لحن أوبريت وطني حبيبي وطني الأكبر للموسيقار محمد عبد الوهاب وسط طبول الكشافة وهم يقدمون صيحاتهم الله واحد…الله محبة..وعقب ذلك دخل عرض رهبان يمثلون رحلة الرهبنة في مصر ثم دخول الرهبان…وجاء عرض بابا نويل حيث بدأت الساحة تنادي علي بابا نويل,وعندها دخل طفل بملابس بابا نويل يقود دراجة وذهب ثم جاء بابا نويل داخل توك توك مزين بالبالونات,وكان عرضا كوميديا حيث كان البابا نويل بملابسه الحمراء وذقنه البيضاء الطويلة ولكنه كان نشيطا خفيف الدم ويتحدث بلغات مختلفة وتقدم لتحية المحافظ ثم أخرج صفارة وصرخ بها ليخرج العشرات من الأطفال بملابس بابا نويل وهم يقودون الدراجات وسط تساقط رذاذ أبيض علي هيئة ثلج وأثار بابا نويل بلغة ابن البلد الضحكات التي ارتسمت علي وجوه الضيوف لينتهي العرض بمنطقة الكرمة التي تبعد عن كوم ماريا 2كم ويخرج الضيوف وآلاف المصريين للانتقال لصخرة كوم ماريا..
إلي صخرة العائلة
سار الآلاف في موكب سيرا علي الأقدام إلي منطقة كوم ماريا,ويتقدمهم الأنبا ديمتريوس ومحافظ المنيا,ويحيط بهم شمامسة الكنيسة,وأمامهم أيقونة العائلة المقدسة وسط التراتيل والألحان وزغاريد أقباط قرية دير أبو حنس,حيث سار الموكب وسط منازلهم,وقام الأهالي بذبح أكثر من عجل بقري أمام الضيوف احتفالا بهم,وسار الموكب لأكثر من 45 دقيقة حتي وصل لصخرة كوم ماريا التي أقيم بها سرادق كبيرة وبدأت كلمات الضيوف وإقامة الصلاة الكنسية تذكارا لهذه المناسبة.
مزار سياحي عالمي
قدم الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي شكره للسفيرة الأمريكية ومحافظ المنيا والمحافظين السابقين والقيادات الأمنية والشعبية لحضورهم هذه الاحتفالية السنوية قائلا…ما أحلي أن نجتمع معا بالمحبة تذكارا لرحلة العائلة المقدسة لمصر,وتذكارا لاستشهاد أطفال بيت لحم والذي يمثل موعده 3طوبة مستنكرا ما تعرض له أطفال غزة من قتل علي يد الجيش الإسرائيلي,وأضاف أن اللواء ضياء الدين سمح باستخدام السفينة رع في أول استخدام لها لهذه الاحتفالية لتعطي المظهر اللائق للاحتفالية.
أشار نيافته إلي أن هناك أمنيات كبيرة لتحويل هذا المكان لمزار سياحي حيث سبق أن وافق المحافظ الأسبق حسن حميدة علي شراء المطرانية لخمسة أفدنة لإقامة المشروعات,ولكن الإجراءات تعطلت وكان المحافظ الأسبق فؤاد سعد الدين قد سمح بإدخال المرافق للخيمة بكوم ماريا,وطلب نيافة الأنبا ديمتريوس أثناء الكلمة التي ألقاها بأنه يأمل بموافقة اللواء أحمد ضياء الدين علي البدء في تنفيذ المشروع لتحويل المكان لمزار سياحي حيث مازال المشروع متوقفا منذ سنوات طويلة.
=====
كاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك بالقاهرة تشهد سيامة كاهنين
كتبت: إيمان حنا
ترأس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك,وبمشاركة نيافة المطران جورج بكر النائب البطريركي بمصر والسودان,وبحضور نيافة الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الجيزة والفيوم,والأب يوسف أمين رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية,والكثير من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة,يوم الجمعة 30يناير2009 بكاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك بالظاهر احتفالية كبري لمراسم السيامة الكهنوتية للأب يوحنا رامز قليني والأب يوحنا شريف ناشف. حيث سلم غبطة البطريرك وديعة الإيمان للكهنة الجدد ليحفظوها في قلوبهم,وبعدها ألقي الأيكونموس رفيق جريش صكوك تعيين الكهنة الجدد وهي: تعيين الأب يوحنا رامز قليني كاهنا ومعاونا بكنيسة مريم سيدة السلام بجاردن سيتي والأب يوحنا شريف ناشف كاهنا معاونا بكنيسة القديس كيرلس بالكوربة.