المرأة حصلت علي حقوق لا بأس بها .. ولكنها مكبلة بمسئوليات كثيرة
التفت حول صوتها الملائكي الكبار قبل الصغار, ظنها الطفل صغيرة مثله فتعلق بها وأصبحت صديقته الحميمة من خلال حدوتة كل صباح وتمني أن يمر اليوم بسرعة ليأتي صباح يوم جديد لكي يلتقي مع صديقته ليتعلم منها الكثير من القيم والمبادئ.. إنها أبلة فضيلة التي حملت بداخلها صفات الطفولة البريئة.. فأحبت الأطفال وأحبها الأطفال والكبار وتواصلت معها أجيال عديدة تربت علي برنامجها غنوة وحدوتة ومازلنا جميعا نردد أغنية البرنامج يا ولاد يا ولاد.. قابلت وطني أبلة فضيلة وكان لنا معها هذا الحوار:
* كيف اكتشف موهبتك في الحكي, ومن الذي ساعدك هلي ذلك؟
اكتشف موهبتي في الحكي منذ كنت في السادسة من عمري, عندما كنت أجمع أطفال الجيران وأروي لهم الحواديت بعضها كان من خيالي, وأخري من القصص التي كان يرويها لي جدي الذي كان له الفضل في اكتشاف موهبتي في الحكي.
* ما أهمية الحكي للأطفال من وجهة نظرك؟
من خلال الحكي يتعلم الطفل الحكمة والقيم المرغوبة بطريقة غير مباشرة, وما تريدين أن يتعلمه الطفل يكون من خلال الحواديت التي يستمتع بها الطفل, ويحاول أن يهتدي في تصرفاته بالحدوتة.
* درست الحقوق رغم إرادتك ولكنها كانت السبب في التحاقك بالإذاعة.. كيف كان ذلك؟
كان نفسي ألتحق بكلية الآداب لأني أعشق الشعر والأدب, لكن والدي أصر علي التحاقي بكلية الحقوق مثل أخي, ومع الوقت أحببت الدراسة, وبعد تخرجي اختارني أستاذي حامد باشا زكي وزير المواصلات وقتها للعمل معه في مكتب المحاماة, لكني لم أمكث إلا يوما واحدا, لأني كنت أحاول أصلح بين الخصوم, وهذا ضد مهنة المحاماة, فعرض علي أستاذي العمل بالإذاعة التي كانت تابعة لوزارته فوافقت علي الفور.
* لماذا اخترت برامج الأطفال للعمل بها؟ وهل من عراقيل قابلتك؟
عندما سألوني في لجنة الإذاعة أي البرامج تريدين الانضمام إليها, قلت برامج الأطفال لأني أعشق التعامل معهم, لكن خاب أملي في ذلك عندما اعترض بابا شارو لأنه كان يقدم برنامج حديث الأطفال ولا يريد منافسا معه, فالتحقت بالعمل كمذيعة هواء في البرنامج العام. وتواصل قائلة: بعد أن صدر قرار بتعيين بابا شارو في التليفزيون التحقت بالعمل كمقدمة برامج أطفال بالإذاعة وحققت نجاحا كبيرا من خلال تقديم برنامج حديث الأطفال الذي كان يقدمه بابا شارو.
* هل وجدت صعوبة في التعامل مع الأطفال؟
أنا خريجة حقوق وأجهل التعامل معهم, وعندما كنت أحضر ذات مرة بلجنة ثقافة الطفل بوزارة الثقافة سألت الأستاذ عبدالعزيز القوصي أستاذ علم النفس, هل نجحت في الرد علي أسئلة الطفل في الحلقة الماضية, أجابني لا, فاقترحت علي د. سهير القلماوي عمل دورات تدريبية حول كيفية التعامل مع الأطفال يحضرها كل من يتعامل مع الأطفال في الحقل الإعلامي.
* وماذا عن برنامجك غنوة وحدوتة؟ وكيف تختارين الحواديت والأغاني؟
جاءتني فكرة البرنامج عندما كنت في بعثة بالاتحاد السوفيتي, حيث بهرتني جدة عجوز تقص الحواديت علي الأطفال, فقلت لماذا لا أكون مثلها, وبعد عودتي اقترحت علي صفية المهندس الفكرة, وأن تقدم الحدوتة مصاحبة بغنوة بعد برنامج ربات البيوت, لأن الطفل يكون جالس بجانب أمه عندما تستمع لبرنامج ربات البيوت ويجدني بعده أقول له حبايبي الحلوين فيسمعني ولو فيه كلمة غير مفهومة له يجد أمه بجانبه تبسطها له.
وكتابة الحواديت ليست سهلة في اختيار الجمل والألفاظ التي يتعلمها الطفل, لذا فإنني أستعين بكتاب متخصصين في كتابة الحواديت وأشهر من كتب لي نادر أبو الفتوح, وعبدالتواب يوسف, وتكمن عبقرية الكتابة للأطفال في أن تجد صدي لها عند الناس كبارا وصغارا.
* ما أكثر الأشياء التي تحرصين أن يتعلمها الطفل من خلال الحواديت؟
أحرص أن يتعلم الطفل من خلال الحواديت أن يحترم أي شخص يعمل عملا بسيطا طالما أنه شريف, وأتذكر أن أمي كانت تخاطب الزبال تقول له: حضرتك.. فتعلمت منها احترام أي شخص مهما كان عمله بسيطا.
* هل جاءتك فرصة للعمل بالتليفزيون؟ ولماذا فضلت الإذاعة عن التليفزيون؟
الأطفال عرفوني من خلال الإذاعة وارتبطت بي من خلال صوتي معتقدين أنني صغيرة مثلهم, فكيف أصدمهم عندما يرونني بالتليفزيون ويعرفون أنني كبيرة في السن, أيضا ميزة الإذاعة زيادة قدرة الطفل علي التخيل, فيتخيل مثلا أنني أجلس معه فوق القمر ونشاهد النجوم..
* ما رأيك في أغاني الأطفال التي تقدم اليوم, وهل اختلفت عن زمان؟
أغاني الأطفال اليوم مليئة بالألفاظ التي من غير اللائق أن يسمعها الأطفال, وأصبح كل واحد يغني للأطفال, مثل نانسي عجرم, وهيفاء وهبي, علي عكس زمان كانت الأغاني بسيطة ولها معني, وعندما غني شكوكو للأطفال زمان أحبه الأطفال وتعلقوا به, إحنا المفروض نختار الكلام إللي بنقدمه للأطفال.
* ما رأيك في أطفال اليوم, وهل تأملين خيرا فيهم؟
أطفال اليوم أذكي من أطفال زمان لكنهم أقل طاعة, لتوافر سبل المعرفة من كتب وسينما ومهرجانات خاصة بالأطفال, فضلا عن وسائل الاتصال المختلفة من كمبيوتر ونت وغيرها, والتي أتمني من الأهل رقابة الطفل عند التعامل مع هذه الوسائل لانتقاء ما ينفعه.
* ما رأيك في وضع المرأة اليوم؟
المرأة الآن أخذت حقوقا كثيرة ولكنها زمان كانت أفضل بكثير, فهي الآن مكبلة بالمسئوليات من وظيفة وتربية أبناء ورعاية شئون البيت وقد لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بأطفالها وإن كانت أثبتت كفاءتها في جميع الوظائف.
==========
أبلة فضيلة في سطور
من مواليد محافظة القاهرة.
تخرجت في كلية الحقوق .1951
عملت بالإذاعة في 1951 كمذيعة هواء في البرنامج العام.
عملت كمقدمة برامج للأطفال بعد أربع سنوات من عملها كمذيعة.
أوكل لها رئاسة لجنة الاستماع بالإذاعة.
أوكل لها رئاسة الشبكة الرئيسية (البرنامج العام).
التحقت بالتدريس لمدة عشر سنوات في معهد الإذاعة.
التحقت بالتدريس في كلية رياض الأطفال للطالبات والخريجين أواخر الثمانينيات.
حصلت علي تكريم من السيد الرئيس حسني مبارك ثم تكريم من السيدة سوزان مبارك ثم نقابة الصحفيين ثم المركز القومي الكاثوليكي في التسعينيات.