حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم ##فيفا## تدخل السياسة في أمور الكرة والتعامل مع كرة القدم, وأي لعبة أخري, بوصفها مجرد رياضة لا أكثر ولا أقل. فهي ليست سياسة, ولا ينبغي أن تكون, ولا يجوز التعامل معها باعتبارها صورة مصغرة للدولة, ولا تعبيرا عن انتماء وطني أو كبرياء قومي. فلا يصح, من وجهة النظر هذه, اختزال الدولة في أقدام ورؤوس أحد عشر لاعبا في ملعب للكرة وفي مباراة مدتها تسعين دقيقة. ومن السخف, حسب هذا الاجتهاد, أن يكون فوز هؤلاء اللاعبين مصلحة وطنية للدولة, والعكس, جاء هذا بعد تكرار أكثر من حادثة تدخل بعض الحكومات في شئون كرة القدم منها مطالبة وزيرة الرياضة الفرنسية روزلين باشلو من رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة تقديم استقالته بعدما حدث في كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب أفريقيا, وأيضا التدخل المباشر من قبل الحكومة النيجيرية في شئون كرة القدم عندما كان المجلس القومي للرياضة, والذي يرأسه وزير الرياضة النيجيري إبراهيم بيو, قد طلب من الاتحاد النيجيري لكرة القدم عشية انطلاق فعاليات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا, تعليق جميع العمليات الانتخابية, ولكن اتحاد الكرة النيجيري أصر علي المضي قدما في الجدول الزمني للانتخابات.
وفي نفس الإطار يعد الاهتمام بكرة القدم وأحداثها المحلية والعالمية, وفي مقدمتها ##المونديال## لا يقتصر علي الشعوب, فالحكومات أيضا في كثير من الدول تبدي اهتماما ملموسا بهذه اللعبة التي لا تضاهيها رياضة أخري في شعبيتها فنجد أنه في أحد التقارير التي نشرت مؤخرا عن علاقة قمة العشرين بكرة القدم التي شغلت رؤساء الدول وجاء في هذا التقرير تصريحا لديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا أنه تمني عدم مشاهدة مباراة ألمانيا وإنجلترا بجوار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والثنائي مشغولان باجتماعات الدول العشرين.
كما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أخذ من وقته وانشغالاته وتفرغ لمتابعة مباراة أمريكا أمام غانا, وبدا رئيس الولايات المتحدة متخوفا من الهجمات الغانية وذلك علي غير العادة في السياسة الأمريكية, وتفاعل بشكل كبير وبدا عليه الغضب بعد الهدف الغاني الثاني الذي اغتال الآمال الأمريكية.
يذكر أن غانا قد فازت علي أمريكا 2-1 في الوقت الإضافي.. بينما سحقت ألمانيا منافستها إنجلترا 4-1 لتثبت أن كاميرون كان علي حق.