تبنت وطني منذ صدورها وحتي الآن العديد من القضايا الرياضية المهمة في مصر منها الاهتمام باللعبات الفردية وأهمية أن ترفع الدولة يدها عن الرياضة وتتركها لأهلها حتي تعود لإنجازاتها العالمية والأوليمبية ومستواها المتميز عندما كانت بعيدة عن سيطرة الدولة حتي ستينيات القرن العشرين, وتنهض من كبواتها المستمرة خلال السنوات الماضية.
عندما نتحدث بصدق ودون رتوش وتجميل للواقع فإن الرياضة المصرية تعاني من تدني المستوي, ما عدا بعض الإنجازات القليلة, فعلي سبيل المثال نجد أن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولي ورغم إنجاز المنتخب المصري في بطولة أفريقيا فإن المنتخب لم يتأهل لكأس العالم منذ عام 1990, ولا يوجد لدينا لاعب محترف في مستوي الكاميروني صامويل إيتو أو الغاني إيسيان أو التوجولي أديبايور وغيرهم من مئات الأفارقة المحترفين, ولم يحصل أي لاعب مصري علي لقب أفضل لاعب أفريقي منذ عام 1983 عندما فاز باللقب نجم مصر والأهلي محمود الخطيب, وعلي المستوي المحلي لا نجد مستوي فني عال للدوري الممتاز ومنذ سنوات طويلة الفريق الذي يفوز بالدوري ليس هو الفريق القوي أو المتميز ولكنه علي رأي المثل أحسن الوحشين فالموسم الكروي يشمل 240 مباراة في الدوري وإذا تحدثنا عن المباريات القوية والممتعة لن تتعدي 20 مباراة أي بنسبة تقل علي 10% من مباريات الدوري, فهل يستحق هذا المستوي اهتماما كبيرا من الإعلام, هذا بجانب السلبيات التي تسيطر علي اللعبة وعلي الرياضة المصرية بصفة عامة منها عدم تطبيق نظام الاحتراف علي كافة عناصر الرياضة والتشدق بمقولة العمل التطوعي في المناصب الرياضية, وعدم محاسبة المسئولين في كافة اللعبات عن أسباب الفشل المستمر في المحافل العالمية والأوليمبية, والخلط بين مصالح الأندية والأشخاص مع صالح الرياضة المصرية, وعدم استخدام الأسلوب العلمي السليم في إعداد الأبطال, والنتيجة هي تدهور الرياضة المصرية المجني عليها من الجميع ومن كافة أطراف المنظومة الرياضية سواء علي المستوي الرسمي أو من الرياضيين أنفسهم.. ألم يحن الوقت لأن نعمل بجدية من أجل النهوض بالرياضة المصرية وتحقيق إنجازات عالمية وأوليمبية في كافة اللعبات حتي نلحق بركب التقدم الرهيب للرياضة العالمية؟!
[email protected]