تعتبر شتوتجارت القلب النابض لصناعة السيارات الألمانية, يوجد كذلك في شتوتجارت عاصمة ولاية بادن فورتنبرج جامعتان والعديد من معاهد البحث التي تضمن لها مكانها في القمة بين الأماكن العلمية, ولا ننسي بالطبع ما تقدمه المدينة من الأطعمة التي تتميز بها كـشبيتسله نوع من المكرونة المشهورة بها منطقة السواب المغذية والفطائر المحشوة.
وتقع مدينة شتوتجارت في منطقة منخفضة محاطة بالغابات وحدائق العنب يرجع اسم المدينة إلي الدوق ليوطلف فون شفاين الذي أنشأ في المنطقة ستوت جارتين التي تعني منشأة لتربية الخيول ولم يظهر اسم المنطقة لأول مرة إلا سنة 1229 في وثيقة للبابا جرجور التاسع ولم يصبح المكان مدينة إلا في النصف الأول من القرن 13 حيث أعطي مارجرافور ولاية بادن صفة المدينة لهذا المكان.
معالم ترجع إلي العصور الوسطي
بنيت الكنيسة الموجودة في شلير بلاتس حوالي سنة 1170 فيما يسمي بعهد شتاوفن وكانت تعتبر صومعتيها المختلفتين من بين معالم مدينة شتوتجارت القديمة, كما يوجد بجانب الكنيسة أقدم بيت في شتوتجارت دير فروخت كاستن الذي كان يستعمل كمخزن للحبوب والنبيذ ولم يذكر هذا المبني الغوطي لأول مرة إلا سنة 1393.
بالإضافة إلي هذا يرمز القصر القديم إلي أوائل شتوتجارت, حيث يرجع تخطيط قطعة أرض القصر إلي حصن محاط بالماء كان في القرن العاشر سدا منيعا يحمي المنشأة, وبعد إقامة نبلاء ولاية فورتنبرج في القرن الرابع عشر في شتوتجارت تم توسيع الحصن إلي المقر الرئيسي.
مكان لمحبي القصور
تمت إعادة بناء الحصن في القرن السادس عشر ليصبح بعدها قصرا فاخرا لعصر النهضة, وحاليا يضم القصر القديم متحف ولاية فورتنبرج بحيث ترجع التحف المعروضة إلي القرن السادس عشر وبالضبط إلي الغرفة الفنية التي كان يمتلكها ملك ولاية فورتنبرج فيلهيلم الأول.
تعتبر ساحة القصر من أجمل ساحات أوربا وتجمع إلي جانب القصر القديم مباني من حقب مختلفة كالقصر الجديد الباروكي وأمامه بناية الملك التي ترجع إلي أواخر العهد الكلاسيكي والمبني الفني والديوان القديم ويتوسط هذا المنظر العمود اليوبيلي الذي تتوجه الإلهة كونكورديا.
مركز الحياة الفكرية الألمانية
تكونت الأسس الاقتصادية للمدينة منذ أواخر القرون الوسطي وذلك بزراعة الكرم والصناعة, ومما زاد من سمعتها في القرنين 17 و18 معاهدها التعليمية حيث تم سنة 1686 إنشاء مدرسة ثانوية موجودة إلي يومنا هذا وتحمل اسم مدرسة إبرهارت لودفيجس الثانوية التي كان من أشهر تلامذتها الفيلسوف الذي ولد 1770 في مدينة شتوتجارت جورج فريدرش فيلهيلم هيجل. كما كان لمدرسة كارل العليا أثر أكبر علي حياة شتوتجارت الفكرية السياسية وكذلك الفنية المعمارية, ورغم أن هذه المدرسة لم تدم إلا عقدين من الزمن من سنة 1775 إلي 1794 إلا أن شعراء مشهورين وعلماء كبارا درسوا فيها ودرسوا بها وكان من بين أشهر تلامذتها فريدريش شلير الذي كتب مسرحية اللصوص موازاة مع دراسته للطب.
وبعد قدوم ناشر شلير وجوتة يوهان فريدرش كوطا من توبنجن إلي شتوتجارت سنة 1810 جعل من المدينة أهم مكان لتجارة الكتب الألمانية وللأدب الألماني. لقد عاش هنا كتاب أدباء ومحررون مشهورون أمثال لودفيش أولاند وجوستاف شفاب وإيدوارد موركه, حيث بلغ عدد الكتاب الذين أقاموا سنة 1849 في شتوتجارت 249 كاتبا.
ومن أبرز المناطق فيها حديقة الحيوان في شتوتجارت, وتقدم بادن فورتنبرج نفسها للزوار كلوحة بانورامية مذهلة ترسم معالمها الغابة السوداء, والبيوت المزينة بطرابيش القرميد الملون, والأنهار, والبحيرات, والكروم, والمروج الخضراء, والمراعي الممتدة علي مدي النظر, ولذلك فهي قبلة السياح الذين ينتظرون الوصول إليها بشغف ليشهدوا لقاء الطبيعة بالروائع العمرانية التي تجيد التعاطي مع البيئة المحيطة بها. وكم تولد لدي الحب من النظرة الأولي لتلك الولاية عندما تعرفت إليها عن كثب من خلال رحلة سياحية استمرت ثلاثة أيام, وزعتها بين قراها وبلداتها ومدنها الصغيرة التي تحاكي التاريخ وتنظر إلي المستقبل بكل فخر واعتزاز.
قائمة المتاحف وصالات العرض في رحاب شتوتجارت تكاد لا تنتهي, منها الصالة التي تمثل النظام الشمسي والمعروفة باسم كارل زيس بلانيتاريوم وفيها ستدهشون عند رؤية السماء وهي تتلألأ بالنجوم في منظر بديع ومثير.
ويعرف أهل المدينة جيدا كيف يصطادون الفرح, وسوف تكتشفون ذلك بأنفسكم عندما ستقفون مع الآلاف في ساحة شتوتجارت الرئيسية سكولسبلاتز لتشاهدوا الاستعراضات الفنية التي تقام في الهواء الطلق وتستمر لساعات طويلة.
علي جانبي الشارع تظهر بونينفيرتل الكبير مناطق تاريخية مثل حي بونينفيرت الذي أقيم في القرن الخامس عشر كمنطقة سكنية, ويتميز بشوارعه المرصوفة بالحجارة وأبنيته التاريخية ومتاجره التي تعني ببيع المنتجات التقليدية ومقاهيه العديدة, وفي قلب المدينة قرب ساحة شيلر أحد أبرز القصور في الولاية ويطلق عليه اسم القصر الجديد, وكان مقرا لملوك الولاية في العصور الوسطي, وهو يستخدم اليوم مقرا لوزارتي المالية والثقافة, لاستقبال الشخصيات والفعاليات الرسمية, وأمامه تنبسط ساحة ضخمة تصبح عصب الحياة في المدينة خلال مواسم الاحتفالات والمهرجانات.
ويقام في مدينة شتوتجارت الألمانية معرض السياحة الأكبر من نوعه في أوربا خلال الفترة من 15 حتي 24 من مارس الجاري, المعرض الذي يشارك فيه نحو 1850 عارضا من أكثر من 95 بلدا, ينتظر نحو 200 ألف زائر, في الصورة صور كرنفالية من جمهورية الدومينيكان التي تسعي من خلاله إلي الترويج لنفسها كبلد سياسي في أمريكا اللاتينية.