وصف وزير خارجية السودان دنيق ألور كوال الدور المصري في بلاده بأنه مهم واستراتيجي للمساعدة في إيجاد حل لأزمة دارفور وقال ألور في تصريحات خاصةلوطنيأثناء زيارته لمصر مؤخرا إنه التقي بالرئيس مبارك حيث سلمه رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير تناولت عدة قضايا علي رأسها حل أزمة دارفور لأن مصر تمتلك علاقات متميزة تؤهلها لتقريب وجهات النظر بين الفصائل المتنازعة.
أضاف أنه جاء في زيارة رسمية لمصر بناء علي دعوة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي لمناقشة عدد من القضايا والموضوعات بين الجانبين كما التقي مع عدد من الوزراء ومسئولي الحكومة لمناقشة إمكانية دعم مصر للاستثمار في الجنوب.
ودعا وزير الخارجية السوداني مصر وجامعة الدول العربية إلي القيام بدور في إيجاد حل سلمي عاجل لقضية دارفور حتي يمكن تجاوز أزمة المحكمة الجنائية الدولية ومطالبتها باعتقال الرئيس عمر البشير كأول سابقة في التاريخ ,حيث إن هناك مساحة زمنية حتي نهاية ديسمبر الحالي لتركيز الجهود لإيجاد حل سلمي للقضية.
وأوضح ألور أن حكومة الوحدة الوطنية لم ترفض التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية وإنما حزب المؤتمر الوطني هو الذي رفض التعامل – أما الحركة الشعبية فتري ضرورة التعامل معها لحل قضية دارفور مبينا أن الشريكين لم يصلا بعد إلي اتفاق حول التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية وأن الحوار مازال جاريا بين الطرفين .
من ناحية أخري نفي الوزير وجود سباق تسلح بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة حيث إن اتفاقية السلام الشامل أعطت الجيشين حق التسلح بعد
إخطار مجلس الدفاع المشترك مشيرا إلي أن الجيشين لم يخطرا مجلس الدفاع المشترك منذ عام 2005 بالأسلحة التي يرغبان في إدخالها نظرا لغياب الثقة.
كما أشار ألور إلي أن الحوار السوداني – الأمريكي لم يصل بعد إلي نتائج حول التطبيع بين البلدين وذلك لوجود هوة كبيرة بين حزب المؤتمر الوطني وأمريكا, موضحا أن الرئيس البشير كان قد كلفه عند توليه حقيبة وزارة الخارجية بإجراء حوار للتقارب مع أمريكا والغرب,ولكن الحوار تعثر بسبب عدم اكتمال تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والأزمة التي مر بها ملف منطقة أبيي والأحداث التي شهدتها المنطقة أثناء سير الحوار وقال إن أمريكا تري أن هناك طرفا غير جاد في تنفيذ الاتفاقية.
وأكد وزير الخارجية السوداني علي وحدوية الحركة الشعبية التي تؤمن بوحدة السودان علي أسس جديدة من المساواة والعدالة معتبرا أن كل المؤشرات تسير باتجاه الوحدة في البلاد الآن, وأنه لم يحدث مايعرقل هذا الاتجاه مشيرا إلي أنه يوجد شرط وحيد للحركة الشعبية يتمثل في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بكافة بنوده, حتي يكون خيار الوحدة شعارا جاذبا لكل السودانيين وأشاد ألور بقيام العديد من الدول العربية علي تحقيق خيار الوحدة في السودان وذلك بالعمل علي تنمية الجنوب بصفة خاصة لأنه لم يتبق من الفترة الانتقالية سوي عامين لتقرير الجنوب مصيره نحو الوحدة أو الانفصال خاصة وأن العام المقبل سيشهد انتخابات علي كافة المستويات بالسودان.
من جهة أخري أشار دنيق ألور إلي دور مصر الكبير في مساعدة جنوب السودان وتقديم خدمات كثيرة للمواطنين هناك خاصة في مجال التعليم والصحة والري والرعاية الاجتماعية وغيرها بالإضافة إلي دور مصر في رسم خطط استثمارية كبري في الجنوب.