يعد قطاع الأدوية من أهم مجالات الاستثمار مما شجع الكثير من المستثمرين خاصة الأجانب علي دخوله وهذا يثير عدة تساؤلات حول زحف الشركات العالمية علي صناعة الدواء المحلية, وما موقف شركات قطاع الأعمال العام في مواجهة المنافسة الشرسة, وهل ستؤدي ضغوط الشركات الأجنبية إلي تحريك أسعار الدواء من جديد, وما أثر ذلك علي إمكانية حصول المريض المصري علي الدواء اللازم بسعر مناسب, ما كيفية التصدي لظاهرة حرق أسعار الدواء؟, هذه الأسئلة نطرحها علي المسئولين في التحقيق التالي.
عقدة الأجانب
قال الدكتور ممدوح أبو العزم – مستشار بوزارة الاستثمار: إن المصريين لديهم عقدة من دخول المستثمرين الأجانب لقطاعات حيوية في مصر مثل صناعة الدواء فطالما أن الدواء تسجيله وتسعيره في يد وزارة الصحة وهناك رقابة علي توزيعه, فلماذا نخاف من المستثمر الأجنبي خاصة أن الدواء لايمكن تداوله إلا إذا تم تسجيله في وزارة الصحة ولا سلطة لشركة ما أن تفرض دواء علي السوق.
أضاف: أن الشركات الأجنبية الموجودة بالفعل تستحوذ علي ثلث رأس المال الموجود بصناعة الدواء المصرية وغالبية هذه الشركات تدخل في الدواء من خلال تسويقه وتستطيع أن تسوق الدواء المصري في الخارج بنجاح وهذا في النهاية يصب في مصلحة التصدير المصري.
صناعة ضعيفة
قال الدكتور محمد رؤوف أستاذ علم الدواء بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية: إن صناعة الدواء في مصر ضعيفة ولا تغري الشركات الأجنبية بالاستحواذ عليها ولكن الهدف الأساسي لهذه الشركات الاستحواذ علي السوق المصرية من خلال شركات توزيع الدواء وتتحكم بعدها في عملية تطوير السوق.
أضاف: أنه علي الرغم من عدم تقدم صناعة الدواء في مصر إلا أنها تحتاج إلي مؤسسات صناعية دوائية يملكها مصريون لاستنهاض صناعة الدواء وهذا لايتعارض مع تشجيع القطاع الخاص علي أن يدخل بقوة في هذا المجال وهنا نحتاج إلي ضمانات لتأكيد ما يردده المسئولون عن عدم السماح ببيع شركات دواء قطاع الأعمال العام.
أشار إلي ضرورة مواجهة المتغيرات التي تفوضها التحالفات الاستراتيجية بين الشركات الكبري العالمية وبعضها وبين مراكز البحوث مما أدي إلي زيادة عمليات الاحتكار وهذا ما أدي إلي زيادة نصيب أكبرعشر شركات في السوق العالمية إلي 30% وزيادة نصيبها أكبر شركات إلي 49% وسيتزايد التحدي بعد تطبيق التربس وهي الملكية الفكرية في صناعة الدواء مما يفرض أهمية تشجيع القطاع الخاص الدوائي للدخول خمس في تحالفات مصرية في مواجهة التحالفات الأجنبية.
استبعد الدكتور صالح الشيمي رئيس لجنة الصحة بمجلس الشوري حدوث احتكار في صناعة الأدوية لأن الدواء يتم تسعيره إجباريا وحتي في اتفاقية منظمة التجارة العالمية هناك أكثر من نقطة تساعد وزارة الصحة علي إيقاف كثير من الأدوية المتداولة أو إنتاجها وتصنيعها بسعر منخفض جدا رغم أنها تخضع لنظام الملكية الفكرية.
مضيفا: أنه لو أطلقت أيادي الأجانب في سوق الدواء المصرية ستحدث كارثة حيث إن ذلك سيجعلنا لا نستطيع التحكم فيه ولا في تصنيعه ولاتسعيره أو تداوله لأن المستثمرين الأجانب هدفهم الأساسي الربح دون النظر لاحتياجات المرضي محدودي الدخل.
أشار الدكتور محمود عبد المقصود أمين عام نقابة الصيادلة إلي وجود ضغوط أجنبية لتحجيم صناعة الدواء في مصر وكان أهمها اتفاقية التربسواستطعنا إصدار قانون في 2003 لحماية الملكية الفكرية ورغم ذلك مارست الشركات العالمية ضغوطا للتنازل عن حق تمديد فترة سماح جديدة لمدة 5 سنوات ولايزالون يمارسون ضغوطا رغم أن التربس تضمن حماية الملكية لمدة 20 عاما بالنسبة للدولار, بل إنها تطالب بتطبيق التربس بلسووافقت عليها المغرب والأردن ونحن معارضون حتي الآن وهذه الشركات تهدف إلي إلغاء تسعير الدواء كليا وأن يكون لكل شركة حق التسعير وطالب بألا ينسحب علي شركات الأدوية قواعد السوق الحرة مثل الخصخصة وأن توضع قواعد واضحة للبيع أو التنازل من جانب القطاع الخاص .
وعن دور نقابة الصيادلة قال:إنها تتصدي لكل فعل يؤثر سلبا علي الصيادلة ووقوعهم تحت إغراء شركات ومندوبي توزيع الأدوية الأجنبية ولاننسي أن 90% من الأدوية المتداولة في مصر مستوردة .