أعيش وسط النار وسلامة أبنائي الأهم, ليس من مصلحتنا الصدام مع الأمن, أبنائي عايشوا العنف في أكثر من منطقة ولم يرحمهم أحد, الأوضاع هدأت منذ السبت وتصريحاتي فتحت قنوات للقبول والتهدئة لوقف الغارات علي الأقباط, ولم أبع دم الشهداء أو أتنازل عن دمائهم ولن نقبل إلا بمحاسبة الجناة والمحرضين وما حدث هو إرهاب للمسيحيين وامتداد لموجة العنف الطائفي ضد الأقباط التي اتسعت في السنوات الأخيرة بمصر.. هذا ما أكده نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي ردا علي ما تعرض له من هجوم عقب تصريحاته بالتليفزيون المصري لتهدئة الأوضاع وقام بتوضيحه في هذا الحوار…
* …………………………….؟
** ما صرحت به أثناء مداخلة تليفزيونية أن بعض الصحف أشارت أني قمت بإبلاغ الأمن قبل وقوع الحادث بتفاصيل الجريمة قبل وقوعها والأمن لم يهتم وهذا لم يحدث, فلم أعلم أن هذه المذبحة ستقع وما كنا فيه حالة قلق بعد تردد شائعات عن استهداف الأقباط ومطالبة الأمن بالانتهاء من قداس العيد مبكرا وليس من المعقول أن أكون علي علم بجريمة وأترك أبنائي لهذه المذبحة وما نشره الإعلام أشعل غضب الأمن لأنني قمت بالإبلاغ عقب الحادث وليس قبله وقلت إن الأوضاع قبل الحادث متوترة نتيجة حالة الاحتقان إثر أحداث فرشوط, ولذا ليس من مصلحتنا إشعال الموقف مع الأمن في هذا التوقيت وهناك أكثر من سبع مناطق تعرض فيها الأقباط لأعمال عنف.
* …………………………….؟
الأمن فرض السيطرة يوم السبت عقب وصول تعزيزات أمنية من محافظات أخري وكان لابد من اتخاذ سياسة التهدئة لوقف أعمال العنف التي استهدفت الأقباط في مناطق السوق والساحل ومنطقة بين المحطات وشارع التحرير وبورسعيد والجنينة والراهبات وبهجورة وتركس ونجع عيسي. وعقب تصريحاتي بدأ المسلمون يتراجعون وقاموا باحتواء أبنائهم لأن الجواب اللين يصرف الغضب ولأنني رجل دين وهذا هو واجبي وخدمتي أن أحافظ علي أبنائي لأنه لو اشتعلت التصريحات سوف تزيد الأوضاع سوءا هنا أو في مناطق أخري ضد الأقباط مثل فرشوط وأبوتشت خاصة أن المناخ العام مشحون وينذر بتوتر أكثر وبالاستعداد لشن هجمات ضد أقباط في قري أخري لذا فالحكمة كانت مطلوبة في هذا التوقيت.
* …………………………….؟
تصريحاتي لا تعني التنازل أبدا عن دم الشهداء أو التنازل عن معاقبة الجناة أو التصالح مع أي طرف فحتي هذا الأسبوع كنت أرفض كافة المساعي للصلح في أحداث فرشوط قبل تعويض الضحايا حتي تم صرف تعويضات للبعض منهم الأسبوع الماضي, ولكن التصريحات جاءت للرد علي محاولات لقلب الأمن علي الأقباط خلال هذه الفترة الصعبة وهم مغلوبون علي أمرهم وعندما قلت إن الأمن مش مقصر قصدت ما بعد الأحداث ولاسيما بعد ليلة الجمعة كان بالفعل فرض سيطرته ولهذه التهدئة جاء الدافع بالإفراج عن 30 شخصا من المعتقلين وتم تحويل 20 آخرين للنيابة بتهمة الشغب والإتلاف.
* …………………………….؟
تقدمت بطلب للمحامي العام للإدلاء بشهادتي بالنيابة حيث قمت بالإدلاء أمام نيابة قنا لمدة خمس ساعات أكدت فيها وقائع الأحداث والإدلاء بمواصفات السيارة وحمام الكموني الذي أطلق النيران ولحظات المذبحة الشنعاء وطالبت بكشف المحرض لهذه المذبحة لأن الكموني لا يملك المال لشراء سلاح آلي لأنه قال في اعترافاته إن سيارته مازالت عليها أقساط لم تسدد كما أن زوجته فقدت الجنين ليلة رأس السنة لأنه لم يملك المال لعرضها علي طبيب خارجي كما أنه يعيش علي الإتاوات لذا فهناك من يحرض علي الإرهاب ضد الأقباط ويسعي لتشويه سمعة مصر والنيابة وجهت للمتهمين تهم القتل العمد والإرهاب وحمل السلاح.
* …………………………….؟
هذا الحادث امتداد لأحداث العنف الطائفي ضد الأقباط في مصر ومن يربطه بقضية اغتصاب الفتاة بفرشوط غير مقبول لأن هذا تبرير لجريمة ومذبحة لن ننساها ولن تمحي من التاريخ لأنه عمل إرهابي وحشي وليس الكموني الذي أدين في أكثر من عشر جرائم متنوعة هو من يدافع عن الشرف.
* …………………………….؟
تحملت الإهانات والهجوم من أجل أبنائي لذا أعيش وسط النار وأخشي عليهم من الضرر ولحبي لأبنائي ولغضبهم ولأن تصريحاتي فهمت خطأ أصدرت بيانا لتوضيح الحقائق التي ذكرتها ويكفي أن الدولة الآن تشعر بالخزي لما حدث وهناك تحركات علي مستوي الأجهزة للتحقيق فيما حدث وقام بزيارتي كافة المسئولين ونقابة الأطباء التي خصصت 5 آلاف جنيه لأسر المتوفين و2000 جنيه لأسر المصابين وأيضا نقابة المحامين ووصول لجنة تقصي حقائق من مجلس الشعب ووفد من نقابة الصحفيين.
* …………………………….؟
لأول مرة يقوم اللواء مجدي أيوب محافظ قنا بزيارتي وكانت جلسة مصارحة ومصالحة وعد خلالها بإنهاء كافة المشكلات المتعلقة بقضايا الأقباط وكان في وجود اللواء محمود جوهر مدير الأمن وأكدت خلال الجلسة حرص الكنيسة علي ضرورة معاقبة الجناة والقصاص لدماء الشهداء وأقول لمن انتقدني لهذه المقابلة إني رجل دين وجاء الرجل إلي فيجب أن أتسامح كقول الكتاب المقدس نحن لا نقابل الشر بالشر ولا تعني هذه المقابلة تنازل عن أي حق من حقوق الأقباط, كما جاء لمقر المطرانية المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني وتأثر لما حدث وشرحت له كافة الأحداث والظلم الواقع علي الأقباط وأن الأحداث تتطور وترتدي الثوب الديني وتنذر بكارثة وتحتاج لمعالجة أمنية وثقافية وقبلية.