لازالت العقول المتحجرة ضد قضايا المرأة تطل علينا بوجهها القبيح,والمثير للدهشة أن تقطن هذه العقول رؤوس بعض أساتذة الجامعة الذين يتتلمذ علي أيديهم شبابنا وتتشكل عقولهم.
في برنامجكلام والسلامالذي تعرضه القناة الأولي قال أحد ضيوفه وهو أستاذ جامعي في جامعة المنيا أننا لابد أن نحصن كل سيدة مصرية بفيتامين سي السيدواستطرد يشرح فكرته بأن فخر المرأة المطلق لابد أن يكون بانتسابها لزوجها,وأن يصبح زوجها وأولادها هم شغلها الشاغل وأن تعرف أن لها دورا محددا منذ بدء الخليقة وهو دورها في تربية الأبناء ورعاية الزوج ,فالبيت هو مكان المرأة,ولاداعي لنغمة إثبات الذات أو المساواة بين المرأة والرجل ,فهذه من شأنها خلط الأدوار مما يضر المجتمع,ويؤكد أن نمط ست أمينة وسي السيد هو أنجح أنماط العلاقة بين الزوجين,أما رأيه تجاه انخراط المرأة في المعتركات الثقافية والأدبية أو المشاركة السياسية فهو سلبي علي طول الخط!!ويري أن هذه الاهتمامات لابد أن تكون رجالية بحتة وأنه لاشأن للمرأة بها.
المشكلة في هذه الآراء أنها تصور أن نجاح المرأة في العمل انتقاص من نجاحها الأسري,وأنه طالما انخرطت المرأة في العمل فهي بالضرورة فاشلة زوجيا وأسريا !! وأن أي نجاح تحققه هو انتقاص من حق الرجل في تحقيق النجاح!!وتنظر للمساواة بين الجنسين بمنطق الندبة!!..وتجعل من شخصية الزوجة التابعة لزوجها هي الصورة المثالية للزوجين !!إلي متي نظل ندور في حلقات مفرغة حول عمل المرأة؟!وإلي متي تظل هذه القضية محل جدل مجتمعي؟!.. لماذا لانبني علي ما تم تحقيقه بالفعل؟..لماذا لانعتمد علي مبدأ الأكفأ لشغل أي عمل بما يحقق صالح المجتمع؟..لماذا ننسي أن أكثر من 22% من الأسر المصرية تعولها امرأة أي تعتمد علي دخلها اعتمادا كليا؟..لماذا نتجاهل أن أبناء العاملات هم الأكثر تفوقا كما أثبتته دراسات اجتماعية؟لماذا لانقر بأن النجاح لايتجزأ فالمرأة الناجحة هي كذلك في كل المواقع سواء في البيت أو العمل؟
لماذا ننسي أنسي السيد كان خائنا لزوجته وأن شخصية أمينة الضعيفة وقبوعها بالمنزل لم يحم أسرتها ولا زوجها من الضياع؟!
[email protected]