لا نستطيع أن ننكر المميزات المتعددة للإنترنت,والسرعة الفائقة في نقل المعلومات والأخبار وتحقيق التواصل بين أقارب وأصدقاء فرق بينهم السفر والهجرة..ولكن الإنترنت بالفعل له الكثير من المخاطر إذا لم نكن في يقظة عند استخدامه.
لا أتحدث اليوم عما قد يسببه من مضيعة كبيرة للوقت قد تفتح بابا لفشل الأبناء أحيانا,وإنما أقصد التضليل الذي قد يتسلل لأبنائنا عند الإبحار فيه دون إعمال العقل.فعلينا أن نعي ونوعي أبناءنا بأن البيانات والمعلومات التي يتم عرضها عبر هذه الشبكة العنكبوتية ليست بالضرورة صادقة,والمصداقية تنبع من تاريخ هذا الموقع الإخباري ومدي مصداقيته,فليس كل خبر يقرأ في أي موقع يعد بالضرورة صحيحا..لأنه يمكن لأي فرد أو جهة أن تنشئ موقعا إلكترونيا تبث من خلاله ما يتراءي لها من مواد وأخبار دون رقيب ومن أكثر مخاطر الإنترنت مايتم تداوله عبر##الفيس بوك##أو##البريد الإلكتروني##..لإننا نتلقي الكثير من الرسائل والصور لإناس أطلقوا علي أنفسهم أسماء وهمية وألقابا بل وصورا شخصية لا تمت لهم بصلة!!,وقد ننخدع بها إذا عبرت عن قيمة أو معني أو هوية قريبة من ميولنا الخاصة وبلغ الأمر مؤخرا إرسال رسائل وصور عبر##الفيس بوك##من شخص أطلق علي نفسه اسم(كاهن)بعينه مع صورة شخصية,وانتحاله لهذه الصفة جذب إليه شباب وشابات كثيرات أفصحوا عن خصوصيات وأرسلوا صورا شخصية تم إساءة استغلالها من الشخص المزيف.
وصل الأمر إلي تلقي رسائل من جهات تزف أخبارا بالفوز بجوائز مالية ضخمة جدا وتطلب إرسال البيانات الشخصية بتفاصيلها وأرقام جواز السفر والبطاقة الائتمانية والرقم القومي..إلخ.وطبعا كلها أوهام تجمع معلومات شخصية قد تسبب إساءة بالغة وضررا فادحا لأصحابها.
ناهيك عن التسول عبر الإنترنت بإرسال مشاكل صحية وإنسانية لإناس تطلب التبرع لها بعد قصة وهمية مأساوية تخدع البعض.
وجملة علينا كآباء وأمهات ومعلمين ومربين أن نحذر أبناءنا وبناتنا من إرسال بياناتهم الخاصة عبر الإنترنت لمن لا يعرفونهم معرفة شخصية حقيقية,وأن يتوخوا الحذر في التعامل مع الشبكة العنكبوتية,وأن يصارحوا الأهالي بما يشكون فيه..ولايأتي ذلك إلا من خلال منظومة ثقة وحوار شاملة بيننا وبين أبنائنا,فصداقة الأبناء أصبحت أكثر إلحاحا في عصر الإنترنت.
[email protected]