الفتنة الطائفية تطل برأسها والعلاقات بين المسلمين والأقباط تتعرض للاحتقان علي المستوي الشعبي. وحضرتك دورك مهم في مواجهة هذا التعصب, وأنت تتساءل عما أقصده تحديدا بذلك لأن حضرتك لست قائدا ولا رجل دين ولا حتي شخصية عامة, بل إنسان عادي مثل ملايين الناس في مصر, وتسألني عن الخدمة التي يمكن أن نقدمها لبلادنا.
دورك مهم جدا يا أستاذ.. فرمضان مقبل بعد أيام ثلاثة, وأنت قبطي مخلص للكنيسة, فإذا قلت وأنا مالي وصيام المسلمين تبقي غلطان 100%.. المفترض ألا تدع هذه الفرصة تفوتك بل تضع في ذهنك أن تتصل بأصدقائك من أبناء الإسلام وتقول لهم: كل سنة وأنتم طيبون, ورمضان كريم!
ومن حقك أن تسألني: وهل الاتصال التليفوني لتهنئة صديق مسلم خدمة جليلة للوطن؟ الإجابة نعم ومليون نعم كمان! إنني قلت منذ البداية إن العلاقات بين المسلمين والأقباط علي المستوي الشعبي محتقنة, وإذا لم تعالج بنجاح يبقي مفيش فايدة, ولا يمكن أن ينهض وطن وهناك شقاق حاد بين أهله! وهذا العلاج مسئولية الناس بالدرجة الأولي ثم يأتي بعد ذلك دور الحكومة, لأن المستوي الشعبي يعني أنا وأنت وأقاربنا وأصدقاءنا ومعارفنا.
ومن فضلك لا تغضب مني إذا اكتشفت أنك منغلق علي ذاتك, وكل أصحابك من ذات دينك, فأنت في هذه الحالة تبقي ولا مؤاخذة إنسان متعصب وقنبلة موقوتة سواء كنت من أتباع السيد المسيح أو من المسلمين ولا حتي يقبل منك أي كلام عن المساواة والمواطنة.. وأراهن أنك لا تقبل علي نفسك أن يقال عنك إنك متعصب وأحد أسباب الفتنة الطائفية, وأرجو بعد قراءة مقالي أن تبادر إلي الاتصال بإخوانك المسلمين لتهنئتهم برمضان الذي أرجو أن يأتي في العام المقبل وأحوالنا أحسن!!