نظمت مؤسسة ماوريس دي هوند الهولندية استفتاء حول شعبية الملكة الهولندية بياتريكس, واعتمد الاستفتاء علي سؤال واحد هو هل تعتقد أن الملكة في هولندة يجب أن يقتصر عملها علي المهام التشريفية دون الخوض في السياسة؟ وجاءت نسبة مؤيدي الفكرة 50% من مجموع المشاركين, وهي أكبر نسبة طالبت باستبعاد الملكة عن السياسة, إذ أقيمت استفتاءات كثيرة من قبل وكانت الغالبية تظهر حبها الشديد وتمسكها بالملكة واختصاصاتها ولكن هناك جنديا مجهولا هو الذي أشعل فتيل العداء ضد الملكة وهو السياسي اليميني خيرت فيلدرز, فقد انتقد خطابها السنوي الذي ألقته في عيد الميلاد واعتبر أن دعوتها للمزيد من التسامح هجوما غير مباشر ضده وضد مواقفه السياسية.
يتبني فيلدرز- الذي يتزعم حزب الحرية -مواقف معادية للمهاجرين, وكذلك ضد نفوذ الاتحاد الأوربي في البلاد, ومن هذا المنطلق أعلن استياءه مما ورد في الخطاب الملكي ودعا بسببه إلي تجريد الملكة من أية صلاحيات سياسية وقصر مهامها علي قص شريط الافتتاح في المناسبات.
المعروف أن الملكة الهولندية بياتريكس تمثل أحد عناصر الحكومة الرسمية لكنها غير مسئولة أمام البرلمان. ويتحمل مجلسا الوزراء المسئولية السياسية عما تقوله الملكة وتفعله, وليس للملكة دور فعلي في الحكومة لكنها تمارس دورا توجيهيا يمكن أن يكون مؤثرا أحيانا في مداولات تشكيل الحكومة. إضافة إلي ذلك تلقي الملكة خطاب العرش عند افتتاح السنة البرلمانية في سبتمبر من كل عام ويتضمن التوجهات العامة للحكومة للعام المقبل لكن صياغة النص تتم من قبل الحكومة نفسها.
كانت هناك محاولات سابقة من التيارين الشيوعي والليبرالي لاستبعاد الملكة عن السياسة, ففي عام 1918 طالب زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين بيتر بيلس ترولسترا بإلغاء الملكية, وقوبلت دعوته برفض تام من جميع الأوساط السياسية في هولندة. وقد سبق لزعيم حزبديموقراطيو 66 الليبرالي اليساري توم دي جراف أن دعا إلي إخراج الملكة من الحكومة عام 2000, وطالب بأن يقتصر دورها علي التنبيه والتشجيع والمشورة, وقد أثارت دعوة دي جراف في حينها غضبا لدي شريحة واسعة من الشعب الهولندي.
منذ تلك الضجة التي أثارها خيرت فيلدرز مؤخرا بدأت كل الأنظار تتوجه نحو العائلة المالكة ونفقاتها, وأظهرت النائبة البرلمانية أوفهاند عضوة حزب من أجل الحيوانات استنكارها لزيادة نفقات القصر الملكي خاصة بعد أن علمت أن وزارة المالية دفعت حوالي 150 ألف يورو لصيانة يخت تقليدي فخم تمتلكه الملكة.
من ناحية أخري كانت النائبة أوفهاند ترغب في معرفة تكلفة الرحلة السنوية التي تقوم بها العائلة المالكة لصيد الخنزير البري في محمية ديفيليو الطبيعية بوسط هولندة واكتشفت أن هناك مصادر عديدة لميزانية العائلة المالكة, فطالبت بمشاركة عدد من زملائها البرلمانيين بأن تكون هناك موازنة واحدة لنفقات العائلة المالكلة. وقد وعدها رئيس الوزراء بأن تضاعف الحكومة جهودها لتحقيق ذلك, ولكن دون أن يجيبها إجابة مباشرة واضحة حول حجم الموازنة الملكية!