ب- الروح… والميراث
الروح… وميلادنا نحن
إن كان روح الله, قد قام بدور كبير في أحداث وميلاد الرب, إلا أنه – في تواضعه وتنازله – يشترك في ميلادنا نحن. فنحن لا نستطيع أن نصير أبناء الله, إلا بالروح!! وحينما نصير أبناء لله يستقر فينا الروح!! فالروح القدس يعمل فينا في مراحل متتالية متداخلة, فهو:
1- يبكتنا علي الخطية:
+ ”ذاك يبكت العالم علي خطية, وعلي بر, وعلي دينونة” (يو16:8).
2- يقودنا إلي الإيمان بالمسيح:
+ ”ليس أحد يقدر أن يقول: يسوع رب, إلا بالروح القدس”(1كو12:3).
3- يقدس كياننا الداخلي:
+ بالميرون ”وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم” (1يو2:27), لذلك يرشم الكاهن الشخص المعمد 36 رشما في رأسه (تقديسا للفكر), وحواسه (تقديسا للحواس), وصدره (تقديسا للقلب), وظهره (تقديسا للإرادة), وذراعه (تقديسا لأعماله), ورجليه (تقديسا لخطواته). ويسمي هذا السر ”التثبيت”, إذ يصير الإنسان هيكلا لروح الله.
4- يعلمنا كل شئ:
+ ”كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ, وهي حق, وليست كذبا. كما علمتكم, تثبتون فيه” (1يو2:27).
+ ”أما أنتم فلكم مسحة من القدوس, وتعلمون كل شئ” (1يو2:20).
+ ”متي جاء ذاك روح الحق, فهو يرشدكم إلي جميع الحق” (يو16:13).
+ ”ذاك يمجدني, لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” (يو16:14).
1- يسكن فينا:
+ ”أما تعلمون أنكم هيكل الله, وروح الله يسكن فيكم” (1كو3:16).
2- يثمر فينا:
+ ”أما ثمر الروح فهو: محبة, فرح, سلام, طول أناة, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف” (غل5:22).
3- يعطينا قوة للخدمة:
+ ”ستنالون قوة, متي حل الروح القدس عليكم, وتكونون لي شهودا (أع1:8).
4- يعطينا كلمة الخدمة:
+ ”ابتدأوا يتكلمون بألسنة أخري, كما أعطاهم الروح أن ينطقوا” (أع2:4).
+ ”لستم أنتم المتكلمين, بل روح أبيكم يتكلم فيكم” (مت10:20).
+ ”أنا فتحت فمي, واجتذبت لي روحا” (الآية التي ينطق بها الكاهن يوم الرسامة, فاتحا فمه, مستقبلا نفخة الروح القدس من الأب الأسقف, قبل أن يتناول جسد الرب ودمه. تماما كما فعل الرب مع تلاميذه, إذ مكتوب أنه ”نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس, من غفرتم خطاياه تغفر له, ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو20:22).
5- يعطينا مواهب الخدمة:
+ ”لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة, فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة, ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد, ولآخر إيمان بالروح الواحد, ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد… إلخ” (1كو12:7-11).
فالروح القدس الذي يجمع المؤمنين إلي واحد, هو بنفسه يعود فيهب لكل واحد عطية للخدمة, حسب استحسان روح الله, بدون اجتراء من الإنسان, من أجل خلاص نفسه, وبنيان الكنيسة.
+++
وهكذا بالروح القدس, نولد ولادة جديدة من جرن المعمودية, ”إن كان أحد لا يولد من الماء والروح, لا يقدر أن يدخل ملكوت الله, المولود من الجسد, جسد هو, والمولود من الروح هو روح” (يو3,6:5). وبالميرون نصير هيكلا لسكناه. وبعمله المقدس في حياتنا, واستقراره في أعماقنا, كمواهب وطاقات وعمل إلهي, وليس – بالطبع – حلولا أقنوميا, نصير بالحقيقة أبناء الله, وأبناء الله ووارثون لله, بالمسيح.