أصبحت المحلات التجارية الشهيرة ببيع كل شيء بـ2.5جنيه ماركة شبابية مسجلة حيث تمثل استثمارا من نوع جديد كأحد مشروعات الشباب ,لاسيما مع انتشار الثقافة الاستهلاكية في المجتمع المصري,بالإضافة إلي مايسميه أساتذة علم الاجتماع بظاهرة التسكع الاجتماعي والتي تعني الخروج للتسوق وشراء أشياء لا حاجة لها إلا بغرض الترويح عن النفس أو التعويض النفسي بالشراء..
في هذا التحقيق نقدم للشباب الإجراءات والنصائح الواجب عملها مع البداية في هذا المشروع كما نعرض التحليل الاجتماعي لأسباب نجاح هذه الفئة من المحلات.
في البداية التقينا بعض مديري هذه المحلات لمعرفة خبراتهم بالأمر,فقال محمد علام إن المحل لايمكن أن يعتمد فقط علي سلع ثمنها 2.5 جنيه لأن ذلك يهدد استمراريته,فلابد أن يكون لديه تشكيلة من السلع تعتمد علي السعر المفتوح.
أما عصام عبد الله فأكد أن أهم شيء يجب ختياره هو المنطقة فالمشروع ينجح إما في المولات الكبيرة أو المناطق الشعبية لأنها الأكثر مبيعا بينما لاتجد هذه السلع رواجا كبيرا في المناطق الراقية ,كما أن الأدوات المنزلية والأكسسوار والماكياج والهدايا وزجاجات العطور هي الأكثر طلبا.
عزب أحمد مدير إحدي محلات2.5في مول تجاري بوسط القاهرة يري أن الاستمرارية تعتمد علي أمرين هما جودة السلع وتنوعها كما يري أن وجود قسم لسلع 2.5 يعد عاملا غاية في الأهمية لجذب الزبائن الذين يدخلون ولا يخرجون دون شراء حتي لو كان ذلك لبعض الأشياء البسيطة أو التي يغفلون عن شرائها إذا لم تتواجد أمامهم.
ويشير عزب إلي أن البداية لمشروع محل من هذا النوع يمكن أن يكون برأسمال 10 آلاف جنيه ولكن البداية القوية تحتاج لما لايقل عن 50 ألف جنيه كما يستطيع صاحب المشروع أن يبدأ بتأجير أحد المحال بالقانون الجديد حتي يوفر في رأس المال.
أما عن التحليل الاجتماعي لنجاح هذه الظاهرة فيرجح د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية أن أحد أهم أسباب نجاح مشروع 2.5 في مصر إلي انتشار الثقافة الاستهلاكية في المجتمع المصري بشكل كبير,حتي أن من يدخل إلي هذه المحال ويجد أن الجميع يشترون وينفقون وهو لايفعل فإن هذا يسبب له الضيق ولا عجب أن تنجح التجارة في مجتمع استهلاكي بالدرجة الأولي حيث أصبحت كل المناسبات مناسبات تجارية فرمضان موسم الأطعمة والمسلسلات والأعياد موسم الأفلام والملابس وحتي أعياد الميلاد تطابق بزنس الهدايا.
وينصح د. سعيد صادق صاحب المشروع بمراعاة توافق السعر مع السلعة ومراعاة انتقاء سلع علي قدر مناسب من الجودة فما يعود علي المستهلك من نفع من السلعة يعود أيضا علي صاحب رأس المال وحركة السوق.أما بالنسبة للمشتري فيؤكد د. سعيد أن معظم المصريين يشترون أشياء ليسوا في حاجة إليها ,خاصة إذا كان سعرها رخيص,فهناك مايسمي بحالة التسكع الاجتماعي وهذه الحالة تعني أن يكون الشخص في حالة ملل أو ضيق فيخرج للتسوق ويشتري أي شيء يحتاجه أو لا يحتاجه وأحيانا يساعد هذا الأمر علي الراحة النفسية .
والنصيحة التي يقدمها د. سعيد للمشتري هي أن يفكر المرء جيدا فيما يحتاجه ولايسمح لنفسه بالقضاء علي ما في الجيب في شراء ماهو ليس مفيد بالنسبة له.
من ناحية أخري يري د. حسن جميعي أستاذ القانون التجاري أن هذا المشروع يعد ظاهرة اقتصادية جديدة طيبة ولاتتطلب مهارة كبيرة وتعتبر فرصة لاتساع السوق وتداول السلع وهي أحد مدخلات النشاط الاقتصادي المهمة ,ولكن الشيء الذي قد يجعل هذا المشروع يفشل هو زيادة سعر السلعة بهامش كبير عن التكلفة ,كما تحدد صلاحية السلع وجودتها استمرارية المحل من عدمه,وعلي صاحب المشروع أن يتأكد أن السلع ليست معيبة لأن ذلك قد يؤدي به إلي الحبس.