سويسرا مدينة السلام فهي لم تخوض حروبا,بل علي العكس نجد أنها تقيم الكثير من المؤتمرات الداعية للسلام علي أرضها وتتميز بازدهار السياحة فيها بشكل ملحوظ فهي البلد الأوربي الذي يقدم أكبر عروض تهتم بالتاريخ والفن والتحف النادرة,مساحتها حوالي 41.300 كيلو متر مربع.وتتحدث الألمانية ,الفريسية والإيطالية,والرومانية …أما العملة الأساسية لها فهي الفرنك السويسري ويشكل إجمالي الناتج المحلي حسب الأرقام الرسمية مايقرب من 433.36 مليار فرنك سويسري.
تعتبر السياحة في سويسرا ثالث أكبر مصادر يدخل البلاد (حيث يوظف بها نحو 250 ألف شخص) بعد صناعة الحديد والأدوية, فالسياحة تعد من مصادر الدخل التقليدية في سويسرا ,ولقد نشأ القطاع السياحي السويسري في القرن التاسع عشر, حيث استقطبت المشاهد السويسرية الخلابة منذ القرن السابع عشر نخبة من المثقفين والمشاهير الأجانب, ويزدهر القطاع السياحي السويسري خلال فصل الصيف, وفي شهور الشتاء تقف الثلوج الكثيفة عائقا أمام وصول الزوار, ولكن مع ظهور النشاطات الرياضية الشتوية في أواخر القرن التاسع عشر,خاصة في بريطانيا تحولت العطل الشتوية إلي موضة وأصبحت اليوم عبارة الموسم السياحي الضعيفتشير فقط إلي بضعة أسابيع في موسمي الربيع والخريف حيث تتوفر في سويسرا اليوم منتجعات صيفية وأخري شتوية والعديد من المنتجعات الفاخرة وسياحة الموتمرات أيضا ومن أحدث صيحات الموضة السياحة فيها قضاء عطلة الاسترخاء ,وتمزج تلك العطل بين الراحة والرياضة والرشاقة والرعاية التجميلية في فندق واحد أو مجموعة من المؤسسات, ومن النشاطات السياحية الأكثر شعبية لدي السويسريين في الآونة الأخيرة القيام برحلات قصيرة تستغرق يوما كاملا أو عطلة نهاية الأسبوع وتعتمد تلك الرحلات غالبا علي وسائل نقل السكك الحديدية في المناطق الجبلية ومراكب البحيرات, كما يكثر الإقبال علي المطاعم الجبلية .
المتاحف السويسرية
يصل عدد المتاحف بسويسرا إلي 975 متحفا تجتذب كل عام من 8:10 ملايين زائر تقريبا يقدمون إليها من كافة أرجاء العالم.
متحف الفن في بازل:تم إنشاء متحف الفن منذ أكثر من 300 عام ويوجد به أعمال فنانو القرنين السادس عشر والسابع عشر الهولنديون والفرنسيون والانطباعيون, ويضم الفن غرفة الفنون التخطيطية .
ويعكس المعروض بمتحف الفن الثراء التجاري والصناعي لمدينة بازل.
عشق سكان بازل للفن أثر في كثيرين بمن فيهم بيكاسو,ففي 1967م قررت مؤسسة رودولف ثتايخلنبيع لوحتين للرسام العظيم بيكاسو وكانتا اللوحتين معارتين لمتحف الفن منذ عدة أعوام, لكن السكان أبدوا إصرارهم علي عدم التخلي عن اللوحتين وبعد استشارة شعبية وافقوا علي جمع المبلغ اللازم لشرائهما, وأظهرت صناديق الاقتراع أغلبية ساحقة مؤيدة لاقتناء اللوحتين فتخلت المؤسسة البائعة عن مبلغ 14 مليون فرنك الذي اقترح عليها في الأول وطلبت من سكان بازل مبلغ 9 ملايين فقط لينخفض المبلغ بعد ذلك إلي 8 ملايين. ويقول مؤرخ الفن جان كاسيربوت إن بيكاسو قد انبهر بقرار سكان بازل فأهدي لرواق الفن أربعة من لوحاته.
كذلك عام 1662م اقتني بازيليوس أمر باخ وهو من أعيان المدينة آنذاك مجموعة مهمة من التحف والمنشورات واللوحات لأشهر الرسامين الألمان والسويسريين المنتمين للقرن السادس عشر, وتوجد المقتنيات بالمتحف داخل غرفة أفرباخوتمثل هذه الغرفة التي خصصت لها ثلاث قاعات القلب النابض لمتحف الفن.
ويحتفظ متحف الفن بأول مجموعة للرسامين السويسريين الحديثين المنتمين للقرن التاسع عشر مثل هودلر وكالام وأرنولدبكليم الذي يحوي المتحف أضخم مجموعة من لوحاته وهو يمثل أبرز الشخصيات الفنية في أواخر القرن التاسع عشر في المناطق المتحدثة بالألمانية من أوربا وأهم ما يميز لوحاته أنه كان رسام رمزي معجبا بالأساطير والخرافات حتي في فترة الثورة الصناعية, ومن لوحاته الشهيرة جزيرة الموت وأو ليس كاليبسو والغابة المقدسة.
المتحف الوطني…
أما المتحف الوطني بسويسرا فيأتي إليه سنويا مايقرب من 300 ألف زائر ولقد تم افتتاحه في عام 1898م وابتداء من عام 1973 أصبح المتحف ملكا للكنفدرالية.
الزائر للمتحف من الداخل يجد قاعات عتيقة كانت تشكل جزءا من البيوت التي كانت توجد في وسط مدينة زيورخ ثم تم تفكيكها لإفساح المكان لبنايات أخري,وقد أعيد بناء البيوت في المتحف الوطني حيث تشكل شهادة ثمينة علي طريقة العيش في ذلك العصر, وتبرز من بينها قاعة رائعة من القرن السابع عشر مكسوة بالخشب النفيس .
متحف الصليب الأحمر:
وضع الرئيس جورباتشوف حجر الأساس له في نوفمبر 1985 وتم افتتاحه رسميا في أكتوبر 1988م ويبلغ عدد زواره سنويا حوالي مليون شخص,
ويعرض المتحف أشرطة وثائقية وصور ووثائق عديدة عن فائدة الشعار الحامل للصليب الأحمر في كل النزاعات تقريبا التي اندلعت منذ عهد دونان ابتداء من الإسعافات الأولية إلي زيارة أسري الحرب,ومرورا بعمليات البحث عن الأقارب المفقودين ووصولا إلي إعادة تأهيل ضحايا الألغام .
أخيرا فإن المتحف يقدم عرضا يجسد نشأة وتاريخ التدخل الإنساني ابتداءس من معركة سولفيرينو ووصولا إلي الحروب العالمية في القرن العشرين ومن معاهدات جنيف إلي الأنشطة الحالية لحركة الصليب والهلال الأحمر, ففي كل عام يقدم المتحف عرضين أو ثلاثة عروض حول موضوعات ترتبط بالنزاعات والكوارث المسجلة في السنوات الأخيرة ويبلغ عدد زوار العروض التي يقدمها المتحف مايقرب من مليون شخص..