في مقر مؤسسة سالزبورج للمؤتمر العالمي Salzburg Global Seminar)) ####SGS, وبمشاركة ستين من كبار خبراء الترميم والمتاحف والمكتبات وغيرها من مجالات العمل في التراث الثقافي, عقد مؤتمر سالزبورج الدولي في الاتصال بالمجموعات المتحفية بالعالم: (إحداث الحالة لصيانة وحفظ تراثنا الثقافي), وذلك في الفترة من 28 أكتوبر _ 1 نوفمبر 2009 بمدينة سالزبورج بالنمسا.
نظم المؤتمر كل من معهد خدمات المتحف والمكتبة بالولايات المتحدة الأمريكية, ومؤسسة سالزبورج للمؤتمر العالمي بالنمسا, بالتعاون مع عدد من الهيئات الدولية مثل اليونسكو, المجلس الدولي للمتاحف (الايكوم ICOM), واللجنة الدولية للترميم بالايكوم ICOM-CC, وعدد من منظمات ومعاهد الآثار والترميم والتراث الثقافي المادي وغير المادي, وعقد المؤتمر كمؤتمر مغلق لمشاركة المدعوين فقط.
شملت فعاليات المؤتمر عددا من الاجتماعات العامة, وعددا من الجلسات العلمية لمجموعات عمل في موضوعات المؤتمر والتي تضمنت خمسة محاور رئيسية هي:
* خطط الاستعداد لمواجهة الطوارئ والكوارث, والتعامل معها, وعلاج الآثار المتأثرة به.
* رفع مستوي الوعي, وأهمية دعم الجماهير والحكومات لأعمال الحفظ والصيانة.
* أساليب ومتطلبات الحفظ الجديدة.
* التعليم والتدريب.
* تقييم حالة الآثار والتخطيط لأعمال الترميم والصيانة.
حيث نوقشت بالتفصيل أهم موضوعات صيانة وترميم وحفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي في المجالات الخمسة, بهدف تحديد الاستراتيجيات وموضوعات العناية بالتراث والمجموعات المتحفية تحت الظروف والبيئات المتنوعة في العالم.
وقد كان لنا بعض اللقاءات مع عدد من الخبراء المتخصصين في مجال التراث الثقافي حيث قالت أليساندرا كيمنز رئيسة المجلس الدولي للمتاحف إن حفظ وصيانة التراث الثقافي يعد جزءا من مبادئ المجلس الدولي للمتاحف ويوجد في قلب الخطة الإستراتيجية للفترة 2008-2010; التي اعتمدت في المؤتمر العام للمجلس والذي عقد في فيينا في 2007, والتي تهدف إلي تعزيز وحماية التنوع الثقافي, مع توجيه اهتمام خاص إلي ##دور التراث كأساس للهوية, وأداة للتنمية وللحوار والمصالحة والتماسك الاجتماعي##.
وأشارت إلي أن المجلس يعمل من خلال لجانه الدولية وأهمها اللجنة الدولية للترميم لتحقيق الأهداف الرئيسية مع العمل علي تبادل المعلومات العلمية علي المستوي الدولي, وتطوير المعايير المهنية واعتماد القواعد والتوصيات لصيانة وحماية التراث الثقافي وتفعيلها.
أضافت أن المجلس الدولي للمتاحف يتعاون مع المؤسسات الأخري من خلال برامجها ولجانها من أجل حفظ وصيانة التراث الثقافي, ومن تلك البرامج برنامج الطوارئ المتحفية, والذي يتضمن التأهب للتدخل في حالة الكوارث الطبيعية, أو الكوارث من صنع الإنسان وذلك بمساعدة من المجتمع الدولي.
كما أشارت إلي التعاون القائم بين المجلس والمؤسسات المتخصصة علي المستويين الدولي والمحلي ومنها اللجان الوطنية للايكوم, واليونسكو, ومعهد جيتي للصيانة, والايكروم, والمجلس الدولي للمحفوظات, والمجلس الدولي للآثار والمواقع ##الإيكوموس##, والاتحاد الدولي لجمعيات ومعاهد المكتبات ##الإفلا## (IFLA), واللجنة الدولية للصليب الأحمر, والمنظمات الإنسانية الأخري,
كما نوهت أليساندر كيمنز إلي دور المجلس في تفعيل برنامج تشخيص أو تعريف الأثر, والذي تضمن المشاركة في الحفاظ علي التراث الثقافي بالتعاون بين جميع الجهات الفاعلة من جميع المجالات ذات الصلة وذلك من خلال وضع معيار قياسي دولي لوصف المقتنيات الثقافية وتعريفها.
أما الدكتور هاني حنا عزيز مدير عام ترميم أثار حلوان والصف وأطفيح والخبير الدولي المعروف في الصيانة والترميم, ومؤسس اللجنة الدولية للترميم بالمجلس الدولي للمتاحف, فذكر أنه بتاريخ 31 أكتوبر 2009 أصدر المؤتمر ##إعلان سالزبورج في صيانة وحفظ التراث الثقافي## والذي تم إصداره ونشره باللغة الانجليزية, وقام بترجمته إلي العربية ونشره ويتضمن نص الإعلان علي:
## بمناسبة انعقاد مؤتمر سالزبورج الدولي في (الاتصال بالمجموعات المتحفية بالعالم: إحداث الحالة لصيانة وحفظ تراثنا الثقافي), فإن القادة الستين المجتمعون من قطاع حفظ التراث الثقافي; والذين يمثلون اثنين وثلاثين أمة من جميع أنحاء العالم, تشاركوا وتبادلوا الخبرات ذات الصلة بموضوع استدامة التراث الثقافي.
الاجتماع العام:
يدرك أن تراثنا الثقافي العالمي يعزز الهويات, ورفاهة الحياة, واحترام الثقافات والمجتمعات الأخري, يؤكد أن التراث الثقافي هو أداة قوية لترابط المجتمعات بشكل إيجابي, وعلي هذا النحو; فهو قوة دافعة لتحقيق التنمية البشرية والإبداع, يؤكد من جديد أن تقدير التراث الثقافي المتنوع واستمراريته للأجيال المقبلة; يعزز التفاهم المتبادل بين الناس والمجتمعات والأمم,
يعترف بأنه علي الرغم من أننا حققنا مكاسب هائلة في قطاع التراث الثقافي, في مجالات التعليم, والمرافق, والتكنولوجيات الجديدة, والشراكات, فأن تراثنا الثقافي العالمي مهدد بسبب استمرار التدهور والخسائر الناتجة عن النقص في عدد الممارسين (المهنيين) المتدربين في مجال الصيانة, ونتيجة حالات الطوارئ الناشئة عن الكوارث الطبيعية, و حالات الطوارئ التي من صنع الإنسان, والمخاطر البيئية, بما في ذلك تغير المناخ, ومحدودية الاستثمارات.
ويوصي الحكومات والمنظمات غير الحكومية, وقطاع التراث الثقافي, والمجتمعات, وغيرها من أصحاب المصلحة, والمسئولين بالعمل معا من أجل:
* دمج مشاريع الصيانة والترميم مع القطاعات الأخري لتوفير رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية
* الالتزام بزيادة إشراك وارتباط المجتمع المحلي, ورفع مستوي توعية الجمهور بشأن التراث الثقافي المعرض للخطر
* تقوية الاستثمار في مجال البحوث وإقامة الشبكات, والفرص التعليمية, وتبادل المعرفة والموارد علي الصعيد العالمي
* تعزيز الإدارة المسئولة, والسياسات والاستراتيجيات الوطنية/الإقليمية المتقدمة المستدامة في مجال الصيانة والترميم, بما في ذلك إدارة المخاطر.
ويؤكد الدكتور هاني حنا عزيز ما اختتم به الإعلان من أن المداولات التي جرت في مؤتمر سالزبورج الدولي لـ صيانة وحفظ التراث الثقافي قد أسست أرضية تعاون جديدة نحو فعالية أكثر للحفاظ علي التراث الثقافي العالمي, ولتحديد التحديات العالمية في الحاضر والمستقبل.
هذا وذكرت سوزانا سيدل- فوكس مديرة البرامج بمؤسسة سالزبورج للمؤتمر العالمي أنه تم منح ##زمالة مؤسسة سالزبورج للمؤتمر العالمي في صيانة وحفظ التراث الثقافي## لـ18 من كبار خبراء الصيانة والترميم في العالم ومنهم الدكتور هاني حنا عزيز, وفنود دانيال رئيس الصيانة والترميم بالمتحف الاسترالي , ودبرا هيس نوريس رئيس قسم الترميم بجامعة ديلاوير, وتيموثي والن مدير معهد جيتي للصيانة, وجيري بوداني رئيس المعهد الدولي لصيانة الأعمال الفنية والتاريخية, وأنه قد تم اختيار الممنوحين جميعا بعناية فائقة, وبناء علي شروط ومواصفات مهنية وعلمية عالية القياس.
كما أكدت نانسي روجرز كبيرة منسقي معهد خدمات المتحف والمكتبة بالولايات المتحدة الأمريكية, أن الزمالة قد منحت كذلك لـ 41 من كبار خبراء المتاحف والمكتبات والوثائق وغيرها من التخصصات ذات الصلة بالتراث الثقافي.
ونحن نناشد المسئولين في صيانة التراث الثقافي في مصر والشرق الأوسط للالتفاف إلي ما ورد بإعلان سالزبورج وغيره من الإعلانات والمبادئ والاتفاقيات الخاصة بصيانة وحفظ التراث الثقافي, والعمل علي الاستفادة من نتائج هذا المؤتمر الدولي الهام لتحقيق إضافة مهمة وفعالة إلي الجهود الكبيرة التي تبذل في هذا الصدد وعلي رأسها جهود وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار بقيادة الدكتور زاهي حواس نائب وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلي للآثار.