يحيا الإنسان منذ بداية حياته تملأه الأماني يسبح في أحلام اليقظة يعيش والأمل يراوده أن يكون شيئا.أن يحقق ما يدور في خياله من تطلعات وعندما يمر في مرحلة المراهقة ثم النضج ويري أنه بلغ العمر الذي يؤهله إلي تحقيق هذه الأحلام والتطلعات ينظر حوله ويري آخرين في مثل عمره يحصلون علي كل ما يريدون,تصدمه الحقيقة المرة.ويحبطه الواقع المعاش.ويري نفسه ”محلك سر”!!, عاجزا بالفعل عن أن يحقق ما عاش يحلم به.إنه يحلم ويحاول تحقيق مكانة حلم بها,عمل يحوله إلي إنسان له قيمة في المجتمع.أسرة زوجة وأولاد وحياة مستقرة آمنة,حال يوفر له حياة ميسورة,تنقلات وسفر ورحلات ومتعة وانطلاق ومعيشة لائقة.
ولكن كل هذا يتحطم.فقد تعلم وحاول أن يجتهد وأتم دراسته ولا وظيفة أو عمل.البحث عن وظيفة لائقة كالبحث عن إبرة في كوم قش.سنة.. وسنوات دون جدوي.وبالطبع لا قدرة علي تكوين أسرة أو تحقيق أي شئ حلم به.وبين الواقع والأحلام تحدث الفجوة, إنه يرفض الواقع القاسي.البعض يستسلم للواقع ويرضي بأي نوع من العمل.والبعض الآخر يرفض الاستسلام.ويحاول أن يناطح هذا الواقع. ويري أن السبيل إلي ذلك هو السفر والهجرة والانطلاق إلي بلد يحقق له أمانيه.ويسقط في براثن أشخاص معدومي الضمير يزينون له طرقا ملتوية.وأساليبا غير مشروعة لتحقيق أحلامه.يتعلق بهذه الفرص يستدين,يبيع أي شئ للحصول علي المال الذي يدفعه راضيا للذين صدق أنهم يستطيعون أن يحققوا له الحلم.ويفقد المال وأحيانا يفقد حياته نفسها ويبتلعه الضياع.
هذا الواقع المر يدفع البعض إلي الهجرة,يدفع البعض إلي السقوط في دائرة الإدمان.يملأه بالحقد والكراهية للآخرين الذين يحرمونه من فرصة العمل والحياة الكريمة ويتحولون إلي مجرمين وقد رأينا وسمعنا عن طلبه في كليات مرموقة مثل الطب أو الحقوق يكونون عصابة للسرقة والنهب وارتكاب جرائم عديدة, وبعض الشباب يتحول إلي الإرهاب للانتقام من المجتمع الظالم.
هؤلاء هم الشباب المظلوم أمل المستقبل والسواعد القوية التي تبني.والذين نتهمهم بعدم الانتماء للوطن وبالتسرع في الرغبة لتحقيق أحلامهم وانصرافهم عن الأعمال البسيطة,إلي آخر الاتهامات المتنوعة التي تدفعهم إلي الإقدام علي الانتحار كما فعل الشاب الصغير الذي تسلل إلي جناح إحدي الطائرات المتوجه إلي فرنسا ودخل في تجويف الجناح بأمل الوصول إلي فرنسا.
هل من سبيل إلي الإنقاذ؟