منذ سنوات طويلة وصلت إلي القاهرة مجموعة من الأسر الأجنبية وكل أسرة معها مسكنها الخاص بها.ولأن الأمر كان غريبا ويدعو إلي الدهشة ولم يكن قد حدث من قبل, فأسرعت إلي المكان الذي حلت فيه هذه الأسر بمساكنها الخاصة, وكان في ذلك الوقت هو ميدان التحرير باتساعه الضخمة وبدأت اللقاء بهذه المجموعة العجيبة, طرقت الباب…نعم الباب فكل مسكن له باب يغلق عليه, وفتح الباب ووراؤه سيدة جميلة مبتسمة مرحبة, وعرفتها بنفسي والغرض الذي أتيت من أجله, ودخلت وتمشيت داخل المنزل المتنقل.المسكن من الداخل جميل ومنظم ويحوي كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية, حجرة للاستقبال, وغيرها للنوم بالأسرة اللازمة, ومكان لطهي الطعام, وبالطبع مكان لقضاء الحاجة,والعائلة تحيا داخل المنزل بشكل مريح ومستقل…ولا أتذكر بالضبط مادار بيننا من أحاديث وما الهدف من حضورهم بهذه المنازل الجديدة في فكرتها والتي تحقق لهم الاستقلال الكامل…ورأيت أكثر من منزل وكلها متشابهة في التصميم.
وكتبت عما رأيت وسمعت وكان وقتها موضوعا شيقا وغريبا.وتذكرت كل ذلك وأنا أقرأ موضوعا بعنوانالمنزل المحمول أخر صيحة منزل محمول؟ كيف؟يقول الخبر إن مهندسا برازيليا ابتكر طريقة جديدة في المعمار تسمح للشخص بتغيير التصميم الداخلي لشقته. المهندس المعماري فيليب كامولينا توصل إلي مفهوم جديد لبرج سكني يتكون من شقق محمولة ومتنقلة, ويمكن تغيير ترتيبها, ويوضح هذا المهندس أن تصميماته تسمح لمالك المنزل أن يأخذه معه عندما يسافر لعطلة نهاية الأسبوع أو عندما يغيب لفترات طويلة.ويقول:إذا تم تحقيق ذلك البناء فإنه سيقدم حلا مبتكرا وصديقا للبيئة وللحياة في المناطق الحضرية والبرج الذي ستبني أول وحدة فيه بارتفاع تسعة أمتار علي سطح الأرض سوف يخفف من الازدحام في أماكن المزدحمة بالسكان. الفكرة غريبة وجديدة ولكن هذا المهندس المبتكر لم يشرح ويوضح كيف يمكن أن يتم تنفيذ هذا المنزل, وكيف يمكن حمله وإعادة إقامته في مكان آخر أو بلد آخر, وما المادة التي سوف يبني بها, وكيف يسمح له بوضعه في مكان جديد وما القوانين التي ستنظم هذا التنقل وتسمح به؟. ومعني هذا أنه يمكن للإنسان أن يطوي منزله ويحمله إلي مكان أجمل وأبهج وأنظف دون أن يعترض أحد؟.
هو حلم غريب ومثير ويصعب تحقيقه…إنه مازال حلما في وجدان هذا المهندس البرازيلي, ولا ندري كيف يتحقق, ولكن كثيرا من الأشياء التي تحققت كانت أحلاما مجنونة في عقول أصحابها…ومن يدري ربما تحول هذا الحلم المجنون إلي واقع معاش بالفعل!!.