خلق الله الإنسان علي صورته ومثاله في العقل والإرادة ليحيا بهذه الصورة الملكية للصلاح والخلود فقد كانت غاية الله في خلقته للإنسان أن يشاركه مجده وسعادته وملكوته بالاتحاد مع الله ليحيا إلي الأبد رؤ2:7.
وخلق له جنة عدن ليسكن فيها وأحب الله الإنسان وكان الإنسان سعيدا يتمتع بالسكني مع الله مبتهجا بالحضور الإلهي الذي يملأ نفسه ويشبعها وظهر إبليس للإنسان وتكلم مع حواء وبغواية الحية سقط الإنسان.وانفصل عن الله ولم يترك الله الإنسان الذي خلقه وأحبه أن يهلك في يأسه بل أعلن له الخلاص بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية تك 15,3.
والسؤال الذي يتبادر إلي ذهن الكثيرين: هل من ضرورة للتجسد؟وكيف يمكن لله أن يتخذ جسدا ويصير إنسانا ففكر الإنسان المتكبر يقبل أن يجعل من الإنسان إلها ولايقبل اتضاع الله أن يصير إنسانا حقا كما قال الله إن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته تك 8:21فقد صار الإله إنسانا لكي يصير الإنسان إلها فيسوع المسيح ابن الله بالطبيعة لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور اتحد بالناسوت فصرنا فيه أبناء الله بالتبني وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم السلطان أن يصيروا زولاد اللهيو12,1.
وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي لأن إغاثتنا كانت هي الغرض من تجسده ولأجل خلاصنا أظهر الله محبته العظمي إلي الحد الذي يظهر ويولد فيه في جسد بشري فمثلا إذا سقط طفل في الوحل واتسخت ثيابه ألا ينحني الأب بدافع محبته لابنه غير مكترث بنزوله في الطين لإنقاذ ولده هكذا فعل الله معنا بسبب فرط محبته لنا وبتجسد الله صار الاتحاد بين الله والإنسان بطريقة أفضل عما كان يوم خلقته وهذا ما تكشفه لنا بركات التجسد الإلهي.