أغرب انتخابات رأيتها في حياتي هي التي تجري حاليا في مصر, لا أتحدث عن العملية الانتخابية ولكن عن الأحزاب والتكتلات التي تشارك في هذه العملية.
لم أجد حزبا أو جماعة لها برنامج واضح محدد.. ولكنها ترفع مجرد شعارات تنبئ عن توجهاتها.. وهذا لا يكفي لأن كل توجه أو شعار له عشرات المسارات, فالمسار الديموقراطي مثلا يمتد من التطبيق الألماني النازي الذي رفع هذا الشعار ليطبق أقسي أنواع الدكتاتورية الدموية, ويصل إلي التطبيق في دول أوربا وأمريكا, ويتباين ما بين الملكية والجمهورية, ما بين الرئاسة الرئاسية حيث يكون رئيس الجمهورية هو رئيس الوزراء مثل الولايات المتحدة أو وجود رئيس للوزراء إلي جانب رئيس الجمهورية مثل إيطاليا وغيرها.
والأحزاب في مصر لم تقدم برامج واضحة ونقدم مثالا عن الإخوان المسلمين والسلفيين.. ماذا يعدون لنا من تطبيق؟ هل هي عودة إلي عصور سابقة ثبت فشلها عبر التاريخ حيث قام الخلفاء الراشدون بالتنكيل بأعدائهم ولم ينج واحد من الشراح والأئمة من ضراوتهم وتعذيبهم ومنهم أبو حنيفة وابن مالك والشافعي فضربوا وسجنوا وطافوا بهم في الأسواق وقد وضعوا الواحد منهم فوق حمار يركبه بالمقلوب أي وجهه ناحية ذيل الحمار.. وذلك لمجرد أنهم نادوا بالعدالة.
والذي يثير القلق أن جميع الأنشطة والاجتهادات التي تقدمها لنا التيارات الدينية مغلقة علي مراقبة سلوكيات المواطنين.. الصلاة والصوم وتربية اللحي والحجاب والنقاب.. ولم يأت ذكر للبرامج الاقتصادية أو العلاقات الدولية أو مناهج معاصرة للعلوم والتكنولوجيا.
عزيزي القارئ.. من يعرف منكم شيئا مجرد بصيص ضوء يهدئ مخاوفي أرجوه أن يطمئن بالي قبل أن أغادر الدنيا وقد شارفت علي نهاية السبعينيات.