لابد أن يشتمل حديثنا مع الشباب- جماعيا أو فرديا- علي حقائق كتابية, يكون لها أعمق الأثر علي حياتهم, فالإنجيل هو الخبر السار, وخدمة الكلمة في الكنيسة هامة لسببين:
1-إن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله(رو10:17), أي أن أخبار الخلاص لن يعرفها الإنسان إلا من خلال كلمة الله المقروءة, والمسموعة أو المرئية…إذكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به, وكيف يسمعون بلا كارز(رو15:10-14).
2- إن عدم المعرفة يمكن أن يقود إلي الهلاكهلك شعبي من عدم المعرفة(هو4:6), فالكتب المقدسة تحكم الإنسان لمعرفة طريق الخلاص(2تي3:15).
3-الإنجيل-إذن- هو مادة الكرازة, حيث يتعرف منه الخادم علي تعاملات الله مع البشر, عبر العصور, وحيث يتقدس ويتنقي المخدوم, من خلال قراءته للكتاب المقدسأنتم الآن أنقياء, بسبب الكلام الذي كلمتكم به(يو15:3), ولهذا أيضا كانت نصيحة القديس أنطونيوس لأولاده, أن يقرأوا في كلام الله, وأن يكون لهم شاهد من الكتاب المقدس في أي عمل يعملونه وكان يقول لهم دائمااتعب نفسك في القراءة, فهي تخلصك من النجاسة.
الخادم إذن يقرأ كلمة الله ويدرسها بعمق, ويعرف تفسيرات الآباء لها, ويدعم كلماته للشباب بآيات من الكتاب المقدس, أو بقصص ومواقف من الأسفار المقدسة.
-كالسيف(عب4:12), الذي يخترق أعماق الإنسان.
-والنار (إش6:5-7), التي تحرق شوائب الخطية فيه.
-والمطرقة (إر23:29), التي تلين عناده.
-والخبز (مت4:4), الذي يشبع روحه.
-والنور(مز119:105), الذي يهدي طريقه.
واليوم ينادينا دائما قداسة البابا شنودة الثالث:احفظوا الإنجيل, يحفظكم الإنجيل ويقدم لنا نفسه نموذجا كدارس لكلمة الله, بل أن قداسته يحفظ مئات الآيات بشواهدها.
خادم الكلمة يجب أن يحوي كلامه:
1- آيات كتابية حول الموضوع الذي يتحدث فيه…
2- مواقف كتابية في تعاملات الله مع الناس…
3- شخصيات كتابية وكيف استفادت من هذا الأمر…
4- وشخصيات أخري أهملت وخالفت فهلكت…
وهكذا يكون كلامه مدعوما بفكر الله, المعلن لنا في كلمات العهدين: القديم والجديد…كما يكون دعوة للقراءة والدراسة والطاعة لكلمات الله…إلي الشريعة وإلي الشهادة, إن لم يقولوا مثل هذا القول, فليس لهم فجر!.
أساليب تقديم الكتاب المقدس للشباب:
هناك أساليب كثيرة نذكر منها كأمثلة:
1-مسابقات في أسفار الكتاب المقدس, بعد أن نقدم لهم فكرة عن السفر, ونعطيهم مجموعة أسئلة يجيبون عليها خلال الشهر, وبعد أن نجمعها يتم تقديم الإجابات الصحيحة في الاجتماع من أفواه الشباب أنفسهم.
2-طرح نص معين, ثم إعطاء فرصة للشباب للتفكير والتأمل واستخلاص الدروس الروحية.
3-قراءة جماعية للعهد القديم, ووضع عناوين للإصحاحات واستخراج كل ما يشير إلي السيد المسيح فيها, سواء من الرموز أو الشخصيات أو النبوات…وتدوين ذلك في كراسة خاصة.
4-طرح مجموعة بحوث يختار الشباب ما يرونه منها سواء حول عصمة الكتاب, أو طريقة وصوله إلينا, أو أهميته لحياتنا, أو موضوعات معينة فيه:كالإيمان والخلاص والفضائل المتعددة, أو شخصيات من العهدين…مع هدايا وجوائز للفائزين, ومع إعطاء فرصة للشباب لتقديم بحوثهم لإخوتهم في يوم روحي, أو فترة روحية في أحد بيوت الخلوة والمؤتمرات في إجازة نصف العام أو الإجازة الصيفية.
إن هناك قولا مشهور يقول:يوجد أعظم رجاء لأعظم خاطئ يقرأ الكتاب المقدس, ويوجد أعظم خطر علي أعظم قديس يهمل الكتاب المقدس.