لم يولد الفن التشكيلي في مدينة الإسكندرية مع بناء أو إنشاء مدرسة للفنون الجميلة ولكن الفن لتشكيلي في تلك المدينة له وضع مختلف فهو وليد الطبيعة الساحرة الخلابة…قوة البحر ورائحة المحار ونسائم الهواء الطلق وملامس الرمل ومرسي السفن وومضات الفنار…تلك هي الإسكندرية التي جمعت كل الجنسيات من الفنانين فكانت تضم مراسم للفنانين المتميزين ومنهم مرسم الفنان الإيطالي ”أرتو وزاينيري” والذي درس فيه الفنانان محمود سعيد وشريف صبري عام 1915 ومرسم الفنانة اليونانية ”كرافيا” ودرس في مرسمها معظم فتيات العائلات ومرسم الفنان ”جول بلنت” بالإضافة إلي مرسم الفنان الإيطالي ”أتورينو بيكي” وكان أول المنتظمين فيه الأخوان سيف وأدهم وانلي.
مع إثراء الحركة الفنية في القاهرة وتطورها بالإسكندرية كان لابد من ولادة ”البنت البكر” لمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة وقد وقع الاختيار علي المثال أحمد عثمان هذا الجنوبي العظيم الذي تكلف بتأسيس مدرسة الفنون بالإسكندرية.
وتم افتتاحها في الخامس من أكتوبر عام 1957 وضمت 60طالبا مع سبعة طلاب من أبناء الإسكندرية الذين كانوا يدرسون بفنون القاهرة.
لعل الاختلاف الذي ميز مدرسة الفنون بالإسكندرية كان الدراسة,فمنذ إنشاء الفنون الجميلة بالقاهرة كانت البداية أجنبية كاملة أما فنون الإسكندرية فمن البداية بدأ التدريس فيها علي أيدي الفنانين المصريين فقد درس التصوير كامل مصطفي وسيف وأدهم وانلي وحامد ندا ومحمد حامد عويس وزينب السجيني بينما قام أحمد عثمان مع محمود مرسي وحافظ فهمي والسيد مرسي ومحمد هجرس وجمال السجيني بتدريس فن النحت.
وقام بتدريس فن الحفر الفنانان عبد الله جوهر ومريم عبد العليم.
كانت البداية مع جيل الستينيات أول خريجي الكلية ورواد اليوم والذين تشكلت علي أيديهم ملامح الحركة التشكيلية السكندرية.
توالت أجيال الفن التشكيلي السكندري…خمسون عاما تطورت فيها مفاهيم الأكاديمية في تعليم الفنون….واحتفلت الكلية عام 2007 بمرور خمسين عاما من الفن الساحر لمدينة الإسكندرية عن طريق إقامة العديد من المعارض لخريجيها وتكريم روادها.