الأستاذ بركات محمود علي عبد الجابر باحث دكتوراه بكلية دار العلوم بجامعة المنيا- قسم النحو والصرف والعروض-أتم مرحلة الدراسة والبحث لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية تحت إشراف أستاذه الدكتور ممدوح محمد عبد الرحمن الرمالي أستاذ العلوم اللغوية ورئيس قسم النحو والصرف والعروض والذي كتب تقريره عن الرسالة مثنيا فيه علي الباحث وعلي منهج البحث الذي اتبعه والنتائج التحليلية التي خلص لها…كذلك أثني الدكتور محمود سليمان ياقوت أستاذ العلوم اللغوية ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب ,جامعة طنطا-وهو في ذات الوقت رئيس اللجنة المشكلة لمناقشة رسالة الدكتوراه علي الرسالة وأشار في تقريره إلي أن الباحث استطاع تقديم عمل علمي جاد ومتميز…بناء عليه وافق مجلس القسم علي تحديد تاريخ 2007/7/16 موعدا لمناقشة الرسالة,وتحمس الباحث بركات محمود لمجيء اليوم الموعود الذي تكلل فيه جهوده بالنجاح ونوال درجة الدكتوراه ,لكن كان القدر يرتب له شيئا آخر ليزج به في مأزق لا شأن له به مطلقا.
كان العضو الثالث في لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الريحاني وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا وما لم يكن يعرفه الباحث أن العلاقة بين وكيل الكلية وبين رئيس القسم المشرف علي الرسالة متوترة بسبب رفض رئيس القسم طلب وكيل الكلية تعيين شقيقه مدرسا بالقسم ,وجرت مساومة بغيضة بين الوكيل ورئيس القسم لربط تعيين الشقيق بمناقشة رسالة الدكتوراه,الأمر الذي ترتب عليه تغيير موعد المناقشة مرتين من 7/16 إلي 8/13 ثم إلي 2007/8/19 ,لكن دون جدوي ولم تتم المناقشة.
إزاء هذا المأزق الذي وجد الأستاذ بركات نفسه فيه,اضطر إلي تقديم مذكرة
إلي عميد الكلية ثم إلي الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ملتمسا التدخل لتفعيل مناقشة رسالة الدكتوراه ,فما كان من رئيس الجامعة إلا أن أرسل المذكرة إلي وكيل الكلية المشكو في حقه -وهذا تمرين مشهور يعرفه كل من يتضرر من رئيسه المباشر لدي رئيسه الأعلي فيقوم الرئيس الأعلي بإرسال الشكوي إلي الرئيس المباشر ليبدأ المشكو في حقه التنكيل بالشاكي والانتقام منه!!!- وهذا عينه ما حدث فقد استدعي وكيل الكلية بركات في مكتبه حيث قام بتوبيخه علي مذكرته المرفوعة لرئيس الجامعة وتهديده بالحرمان من المناقشة ومن نوال الدكتوراه إذا هو تجرأ وواصل شكواه لأي مسئول داخل أو خارج الجامعة!!
لم يصدق بركات أن خلافا بين المشرف علي الرسالة وبين أحد أعضاء لجنة المناقشة لايتصل بموضوع الرسالة أو به شخصيا يمكن أن يتطور للتنكيل به وأن يدفع هو ثمن الخلاف بتعليق مستقبله البحثي والعلمي-صحيح أنه سمع عن حالات لباحثين عانوا من التنكيل بهم بسبب خلافات علمية مباشرة بينهم وبين أعضاء هيئات التدريس,أو حتي بسبب خلافات شخصية-لكن هو ليس طرفا في مساومة جارية بين أستاذه المشرف وبين وكيل الكلية علي تعيين قريب له,فكيف يكون هو كبش الفداء في تلك المساومة؟,وكيف يرضي رئيس الجامعة عن ذلك؟…هرع بركات مرة أخري إلي مكتب رئيس الجامعة مستنجدا به بعد تهديد وكيل الكلية له,لكنه فشل في الدخول إلي مكتبه بعد عدة محاولات فتأكد أن رئيس الجامعة ينأي بنفسه عن حسم الأمر وأنه اعتبر أن تحويل المذكرة إلي وكيل الكلية أقصي مايمكنه فعله في هذا الخصوص…فما كان من بركات وقد وجد نفسه بلا ملاذ أو نصير داخل الحرم الجامعي إلا أن تقدم ببلاغات إلي المحامي العام بالمنيا ومدير نيابة المنيا,فبدأت سلسلة من التحقيقات أفرزت سلوكيات سلبية كريهة عادة ماتحدث في تلك الأمور,فمن أجل الدفاع عن نفسه قام وكيل الكلية بتوجيه اتهامات كيدية للباحث واستطاع أن يرتب الشهود علي تلك الاتهامات التي لايمكن أن يصدقها عاقل ولايمكن أن يأتي بها باحث يبغي نوال درجته العلمية ,كما أشاع وكيل الكلية بأن مناقشة الرسالة لن تتم وأنه سوف يجعل من الباحث عبرة لغيره حتي لايفكر أحد مستقبلا في أن يشتكي أستاذه في الجامعة للمطالبة بحقه!!!
وفجأة بعد أن كان بركات مثالا للطالب والباحث المتميز وبعد أن كان قاب قوسين أو أدني ليصبح حامل شهادة دكتوراه في مجال تخصصه وبعد أن كان محط تقدير الجميع,انهمرت المذكرات والشكاوي الباطلة في حقه علي إدارة الشئون القانونية بالجامعة وجرت التحقيقات معه وعقد له مجلس تأديب انتهي إلي قرار بتاريخ 2007/12/9 بمعاقبته بالفصل لمدة عام دراسي من الكلية ومنعه من دخول الجامعة طوال مدة الفصل…ويقول بركات إنه عندما التقي بالسيد رئيس الجامعة وسأله عن مصير رسالته قال له رئيس الجامعة:أنت تعديت كل الخطوط الحمراء وأخرجت مشكلتك خارج الجامعة فلا تتكلم واسكت تماما!!!…وعندما قام بالاتصال بالسيد وزير التعليم العالي عارضا عليه الأمر ومستغيثا به كان رده:منك لرئيس الجامعة ويجب عليك أن تعتذر أولا!!!
*** هذه تفاصيل محنة باحث زجت به أقداره بين المطرقة والسندان,ولعل القضاء ينصفه بعد أن تخلي عنه رؤساؤه في محراب الجامعة,وهي ليست المحنة الأولي من نوعها ولن تكون الأخيرة,لكن حتي تتم تنقية تلك الأجواء الملوثة أخلاقيا وعلميا ويتم إحياء دور الجامعة كمحراب للعلم والبحث العلمي ,لاتسألوا عن أسباب انهيار العلم وتردي البحث وتراجع ملكات الإبداع…فقط تذكروا ما كتبه أحد الباحثين الذين تم صلبهم في الجامعة حين قال:إننا معشر المعيدين والباحثين نعامل معاملة الخدم والعبيد من أساتذتنا ورؤسائنا.