سقط النظام وسقط معه احتلال المقاعد, والبداية جاءت بنقابة الأطباء ومن قبلها بنقابتي المعلمين والصيادلة, لكن المشهد بانتخابات نقابة الأطباء التي جرت منذ أيام يكاد يكون الأقرب إلي الواقع في العهد الجديد, عهد ما بعد ثورة 25يناير حيث فاز الدكتور خيري عبدالدايم بمنصب نقيب الأطباء علي مستوي الجمهورية بحصوله علي 71ألف صوت مقابل 9آلاف صوت لمنافسه الدكتور طارق الغزالي حرب..
في هذه الانتخابات لم يتمكن تيار الإخوان المسلمين من اكتساح مقاعد النقابات الفرعية, حيث فاز المستقلون بنسبة 40% من الأصوات والمقاعد في 11نقابة فرعية من إجمالي 27نقابة فرعية, وذلك للمرة الأولي علي مدي عقدين من تحكم تيار الإخوان بنقابة الأطباء بنسبة كاسحة والسبب عصر الحرية والإيجابية التي اتصف بهما الناخبون بالعهد الجديد..
40% للمستقلين
قال الدكتور شريف دوس: في حضور غير مسبوق ومشاركة غير مسبوقة في انتخابات نقابة أطباء مصر علي مستوي الجمهورية فاز الدكتور خيري عبدالدايم بمنصب (نقيب الأطباء) وحصل علي 17ألف صوت. وفي مجلس النقابة العامة فاز المستقلون بعدد 5 كراسي من أصل 17كرسيا من بينهم الدكتورة مني مينا وحصلت علي 14ألف صوت. أما نقابة أطباء القاهرة فقد اكتسح المستقلون المجلس وحصلوا علي 12كرسيا من أصل 14, ومن بين الفائزين الدكتور جورج ناشد. وفي نقابة الإسكندرية فاز المستقلون بـ9كراسي من أصل 12. وقد فاز مستقلو المحافظات الآتية: (بني سويف- المنيا- قنا- الأقصر- السويس- شمال سيناء) بمجالس النقابة الفرعية, وشاركوا الإخوان في نقابات (أسيوط وأسوان والإسماعيلية وبورسعيد). وذلك يكون هناك 11نقيبا للنقابات الفرعية جميعهم من المستقلين من إجمالي 27نقابة فرعية. أما باقي محافظات الوجه البحري والوادي الجديد اكتسح الإخوان المسلمون جميع مقاعدها بالكامل. ومن الملاحظ أن صحف اليوم انحازت انحيازا تاما لإظهار بطولة غير مكتملة للإخوان المسلمين في انتخاب أطباء مصر, مع العلم أن 40% من الأصوات كانت في صف المستقلين ويعتبر هذا اختراقا لنقابة تحكم فيها الإخوان المسلمون بنسبة 100% خلال العشرين سنة الماضية.
نزيهة وشفافة
قال الدكتور سعد الفتياني رئيس لجنة الإشراف علي انتخابات نقابة الأطباء: آخر انتخابات لنقابة الأطباء كانت سنة 1992 ولكن كانت هذه الانتخابات نزيهة وشفافة لذلك شارك عدد كبير من الأطباء وكانوا من فئات مختلفة, كما أن القواعد التي جرت عليها الانتخابات جمعيها بالقانون وكانت بعض الأشياء من اختصاص اللجنة المشرفة كعملية نظام, ونحن التزمنا بما نص عليه القانون وفي غير ذلك كنا نتشاور ونقترح علي اللجنة المشرفة وأحيانا رأي المرشحين في بعض الأمور, ونحن الآن نهتم بتسليم المناصب للفائزين ونتمني للجميع التوفيق.
نتيجة لم نتوقعها
أشار دكتور محمد رفيق خليل -فائز بمنصب نقيب أطباء الإسكندرية- بقوله: أنا سعيد لأن مخاوفي جميعها كانت خطأ. أنا كنت متوقعا اكتساح الإخوان, ولكن ما حدث غير ذلك, ففازت جميع القائمة ماعدا اثنين بنسبة 85% وهي قائمة (جبهة تحرير أطباء الإسكندرية), وأنا لم أتوقع ذلك لأن الحرب كانت علينا شديدة من قبل الإخوان, كما فاز قبطي كان مرشحا معنا وكنا نتمني أن يكون معنا أكثر من قبطي وكنت سأرشح اثنين من الأقباط, ولكن البعض قال: لا تكونوا طماعين لذلك اكتفينا بقبطي واحد, ويشرفني أنه فاز معنا وأنا أري النقابة في المرحلة القادمة أهمها التعليم الطبي المستمر لجميع الأطباء, وأن تتواصل النقابة مع الطبيب والمريض, مع معرفة حقوق المرضي وتحسين الخدمة الطبية وجميع الحقوق المسلوبة للأطباء سنسعي حتي ترد لهم.
المشاركة غيرت النتيجة
أكد دكتور ثروت فوزي نائب مدير مستشفي المبرة بمصر القديمة بقوله: سارت الانتخابات في إطار شرعي ومميز, ولأول مرة يشارك الأقباط بأعداد كبيرة وهذا كان إنجازا لم تشهده مصر من قبل وهذا يدل أن الأقباط سيشاركون في جميع الانتخابات القادمة ومن غير المتوقع أن الإخوان يفوزون بـ60% فقط جميعنا كنا متوقعين أكثر من ذلك ولكن مشاركة جميع الفئات هي التي غيرت في النتيجة.
منافسة شرسة
الدكتور ماجد ميشيل أستاذ في علوم الأدوية كلية طب إسكندرية قال: أنا لم أتوقع هذه النتائج لأنني كنت متأكدا أن الإخوان هم من سيكتسحون الساحة الانتخابية فقط, ولكن اختلف الأمر تماما فوجدنا ناخبين من الأقباط والليبراليين واليساريين بكثافة وهذا ما غير الأمر, كما أنني كنت أتصور أنني مستحيل أنجح, لأنني قبطي ومن المعروف أن الأقباط نسبة نجاحهم قليلة للغاية, ولكن ما وصلني إلي هذا المنصب ثقتي في الله ثم طلابي في الكلية ثم الناخبين المعتدلين وأنا أعترف لكم أن الانتخابات كانت حربا بعضها شريف وبعضها غشاش وباطل وكان هناك هجوم صعب من قبل جماعة الإخوان, حتي أنهم كانوا يقومون بتقطيع الدعاية الخاصة بنا ولكن ما غير الوضع نزول الفئات المتعددة في الانتخابات, ونأمل في التغيير الشامل.