يا سكندرية بحرك عجايب
ياريت ينوبني م الحب جانب
تحدفني موجه علي ضهر موجه
والبحر هوجه والشوق مطايب
تتقاطع أصوات الشيخ إمام القادمة من سيارة للدعاية الانتخابية,مع صوت سيارات الحرية والعدالة:الله أكبر ولله الحمد علي المقهي فتح لي الناشط أشرف إبراهيم موقع حزب النور السلفي,صورة كبيرة للعذراء مريم كتب تحتها:أم النور بتقولك انتخبوا النور!!
قال لي أحد الظرفاء: هذه أول انتخابات في تاريخ مصر نعرف فيها رغبة الناخب في التصويت من ملابسه فصاحب الجلباب القصير واللحية غير المهذبة والمنتقبات(من أنصار حزب النور),ومرتدو الملابس الأفرنجية أو الجلابيب الذين يهذبون لحاهم إخوان من أنصار الحرية والعدالة, أما المحجبات فيتم التعرف عليهن من موديلات باقي ملابسهن ووفق كل موديل نستطيع تصنيفهن ما بين الإخوان أو الكتلة أو الثورة مستمرة,أما ما تبقي فاستغفر الله العظيم فهم من الكفار!!
رغم كل ذلك لن نستطيع إنكار تدفق الحشود السكندرية في موجات إلي لجان الاقتراع, نوة بشرية لا تنقطع شارك في تأمينها المئات من ضباط البحرية, وغاب تواجد الشرطة,باستثناء عدد من لجان شرق الإسكندرية خاصة منطقة الرمل.
الأقباط في قلب المشهد
شهدت دوائر الإسكندرية إقبالا غير مسبوق من الأقباط وكانوا يتحركون جماعات بشكل منظم,يقول الناشط السياسي مينا منسي إن الكنيسة لم تنقلهم بأية وسيلة مواصلات مثلما حدث في استفتاء 19مارس الماضي, وأضاف بأن اتجاهات التصويت للمواطنين الأقباط كانت نحو الكتلة المصرية,والثورة مستمرة,في الدائرتين الأولي والثانية, وكانت حرة تعطي لباقي الاتجاهات في الثالثة والرابعة.وقال جوزيف ملاك مدير مركز الدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان بالإسكندرية:إن الكنيسة قامت بتوفير لجان لإرشاد الناخبين الأقباط إلي لجانهم الانتخابية مؤكدا أن الكنيسة لم توجه التصويت إلي أي من المرشحين أو الكتل وتركت الحرية كاملة أمام الناخب القبطي لاختيار من يمثله كما صرح د.كمال صديق مدير المركز الملي السكندري, أن الكنيسة لا تدعم أي مرشح بعينه وأن دور الكنيسة كما عبر عنه قداسة البابا شنودة الثالث دعوة أبنائها المشاركة واختيار الأصلح من وجهة نظرهم.
وعلي صعيد متردد عن وجود قوائم كنسية عن وجود قوائم لترشيح مرشحين بعينهم نفي مينا منسي ذلك واستشهد ببيان رسمي صادر عن الأنبا موسي أسقف الشباب جاء فيه..(الكنيسة لاتعمل بالسياسية ولا تتدخل فيها فقط تحث المواطنين علي المشاركة لأداء واجباتهم الوطنية) وأضاف مينا منسي لكن هناك بعض الأساقفة يريدون أن يعطون أنفسهم أدوارا وهمية وغير حقيقية, وذلك لإفساد تحرر الشباب الثوري القبطي من قيود هؤلاء الأساقفة.
صراع الحرية والعدالة ضد النور
الغريب أن المعركة الأساسية بالإسكندرية تركزت بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور,اتهم الحرية والعدالة النور بتوزيع دعاية انتخابية له أثناء العملية الانتخابية رغم حظر اللجنة العليا للانتخابات ذلك,وكما جاء في تقرير الحزب رقم3 من غرفة المتابعة بالإسكندرية والذي وضع علي الموقع الإلكتروني أن حزب النور يقوم بتوزيع دعاية انتخابية,أمام اللجان بمنطقة المندرة, وداخل اللجنتين60-96بمدرسة المرصد الاعدادية بالمنشية,الأمر الذي اعتبره الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور عملا عدائيا وصرح قائلا:(حزب الإخوان يتعمد طوال فترة الدعاية الانتخابية الإساءة لحزب النور وسبق أن مزقوا لافتات الحزب,وشنوا حملة علي الإنترنت, ووزعوا منشورات لتخويف الناس من حزب النور وانتهي دكتور يسري حماد بأنه إذا استمر حزب الحرية والعدالة في الإساءة لحزب النور سوف يتم فسخ ميثاق الشرق الانتخابي بين الحزبين.
رغم ذلك الصراع عقدت صفقة تحتية بين الحزبين أثناء المعركة الانتخابية حيث قام كوادر من حزب الحرية والعدالة بالتخلي عن حسني دويدار مرشح الحزب لصالح مرشح حزب النور السلفي المهندس عبد المنعم الشحات.
وفي سياق آخر بدائرة سيدي جابر عقد أعضاء وكوادر الحرية والعدالة صفقة مع أنصار المرشح طارق طلعت مصطفي تمت التضحية بالمستشار الخضيري لصالح طارق طلعت مصطفي, وفسر لي أحد السلفيين ذلك بأن الإخوان ليس لهم عزيز…والخضيري لايهمهم في شئ وإلا لماذا لم يضعوه علي رأس قائمة الحرية والعدالة.
وعن الشكاوي صرح المستشار عزت عجوة رئيس نادي قضاة الإسكندرية بأن نسبة المشاركة بلغت51% ..وبلغ عدد الشكاوي التي تلقتها الجهات المعنية ضد أنصار طارق طلعت مصطفي وحزبي النور والحرية والعدالة(1117) شكوي تركزت حول الدعاية الانتخابية داخل اللجان واستخدام البطاقات الدوارة والرشاوي الانتخابية المتعددة, الطريف أن أكثر من50% من هذه الشكاوي جاءت من أحزاب إسلامية ضد بعضها البعض.
*أبشع شتائم رصدت في الحملة وجهها حزب النور في الدائرة الثالثة في كل من اشتبه بأنهم(علمانيون يصوتون ضد الحزب)هو وصفهم بالكفار وفق ما كان يذيعه ويصرخ به أحد أنصارهم في ميكروفون قائلا:(كل من يصوت للكتلة المصرية يريدون أن تصبح بناتهم عرايا مثلعلياء المهدي, وأن الليبراليين كفار وأن العلمانيين فاجرون.
*تبادل أنصار حزبي الحرية والعدالة والنور خداع الناخبين الأميين وإرشادهم لانتخاب حزبهم علي أنهم الحزب الآخر, علما بأن سيارات كانت تمر قبلي السكة بالإسكندرية تحذر الفقراء بأنه ووفق قانون الطوارئ سوف يدفعون500 جنيه أو يحبسون والأفضل أن يركبوا سيارات الحزب ويصوتوا له ولهم أجر عظيم في السماء.