طالب الخبراء والاقتصاديون الحكومة بوضع استراتيجية شاملة لوضع الحد الأدني للأجور والمرتبات ووصفوا الزيادة التي قررها المجلس القومي للأجور مؤخرا برئاسة الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية بأنها هزيلة وأن ارتفاع الأسعار سيلتهم الزيادة بسهولة ولن يشعر أحد بها واعتبروها مجرد مسكنات حكومية.
من جانبه أكد وزير التنمية الاقتصادية أن تعديل الأجور يتطلب تعديلات تشريعية وتطوير لبعض مواد قانون العمل وأن المجلس القومي للأجور ناقش الدراسة التي أعدتها لجنة تابعة, وأكدت تعديل الحد الأدني للأجور عند مستوي 250 جنيها للمشتغل دون مؤهل و275 جنيها للمؤهل المتوسط و300 جنيه للمؤهل العالي.
أضاف د. عثمان أن الغلاء والأسعار تلتهم الزيادات التي تشهدها الأجور مشيرا إلي أن زيادة الأجور خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 144%.
اقترح المجلس رفع الحد الأدني للأجور وهو ما يتطلب اتخاذ عددا من الإجراءات في مقدمتها تعديل القانون 53 لسنة 1984 بشأن الحد الأدني للأجور في الحكومة والقطاع الخاص لما يتقاضاه المشتغل من 35 جنيها إلي ما لا يقل عن 250 جنيها شهريا وصدور التشريعات اللازمة لتقنين هذه المستويات والثاني أن يطبق هذا الأجر علي جميع المشتغلين سواء في القطاع الحكومي والخاص وأن يكون ذلك الأجر التأمين الذي يحتسب علي أساسه المعاش وأن يراعي ذلك في القانون الجديد للتأمينات والمعاشات.
دعا عثمان إلي أهمية تعديل المادة رقم 34 من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 لتمنح المجلس القومي للأجور إقرار العلاوة السنوية في ضوء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وفي ضوء معدلات التضخم مع إلغاء النص علي تحديد الحد الأدني للعلاوة السنوية بنسبة 7% من الأجر الأساسي وقال: إن هناك مشكلة حقيقية تواجه تعديل الأجور تتمثل في عدد العاملين في الاقتصاد المصري الذي يبلغ 40 مليون شخص منهم 8 ملايين يشتغلون في القطاع غير المنظم دون أجر منتظم مثل الزراعة وهم الفئة التي تضعها الحكومة في مقدمة أولوياتها وأنهم الأكثر والأولي بالرعاية.
أشار الوزير إلي أن المجلس القومي للأجور أحال الدراسة إلي لجنة الأجور بالمجلس لوضع التصور النهائي لتطبيق هذه الزيادات بالاتفاق مع الأطراف المعنية من ممثلين لاتحاد العمال ومنظمات الأعمال للاتفاق علي تنفيذ هذه الدراسة.
تعليقا علي هذه الزيادات المقترحة من قبل المجلس القومي للأجور قال الدكتور محمود عبدالحي مستشار معهد التخطيط القومي: إن الزيادة التي اقترحها المجلس أقل بكثير من ارتفاع الأسعار العالمية وتأثيرها علي الأسعار المحلية وأشار إلي أهمية النظر في وضع الحد الأدني للأجور متماشية مع الأسعار العالمية واصفا الزيادة بأنها لا تتناسب مع مستوي المعيشة والتضخم.
طالب أن تكون الزيادة بالتوازي مع وضع استراتيجية واضحة لضبط الأسعار وذلك بإنشاء جهاز لضبط الأسعار من ممثلين لمنظمات الأعمال والمجتمع المدني.
من جانبه أكد الدكتور سمير رضوان الخبير الاقتصادي ورئيس منتدي البحوث الاقتصادية سابقا أن سياسة الأجور في مصر تقوم علي عدم العدالة. ففي الوقت الذي وصل فيه الفرق بين متوسط أقل وأعلي دخل شهري في الجهاز الحكومي إلي 30 مثلا بلغ متوسط الدخل الشهري لموظفي قطاع الأعمال العام 7156 جنيها شهريا.
وأرجع د. سمير رضوان تباين الأجور في مصر في الأساس إلي عدم عدالة توزيع المكافآت والبدلات والعلاوات والمزايا العينية بين الموظفين.