أوصت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بتخصيص هذا العام للاهتمام بالأطفال المرضي بالسكر علي مستوي العالم, وفي مصر وصل عدد الأطفال المصابين بالسكر أكثر من مليون طفل تقريبا مما دعا وزارة الصحة للاهتمام بالخدمات الصحية المقدمة لهم. ولقد أخذ المعهد القومي لأمراض السكر والغدد الصماء علي عاتقه بجانب الخدمات العلاجية المقدمة مهمة توعية المرضي بطبيعة المرض وكيفية التعامل معه بطرق تثقيفية مبتكرة من خلال الندوات والمسابقات, ومؤخرا قدموا لهم يوم تثقيفي رياضي بمنتجع جاردينيا للقوات المسلحة بمشاركة 28 طفلا من مرضي السكر, وذويهم وفريق من الإخصائيين والممرضات بإشراف أ.د. هشام الحفناوي رئيس قسم الأطفال بالمعهد, وتحت رعاية مدير عام المعهد أ.د. إبراهيم الإبراشي.
تضمنت الاحتفالية الفقرات الشيقة كعروض الساحر والأراجوز كما كان دعوة للانطلاق ليمارسون طفولتهم بحرية كاملة يلعبون ويمرحون كما يحلو لهم وفي أثناء ذلك كانت هناك عيون حانية مدربة ومهتمة بهم تراقبهم بدقة ووعي مدروس لتمد يد العون في الوقت المناسب لمن يبدو عليه الإرهاق أو التعب منهم.. ومعهم ذلك الرجل صاحب الرسالة الذي يحمل قسم أبوقراط فوق رأسه أ.د. هشام الحفناوي رئيس قسم الأطفال بالمعهد الذي راح يناظر كل طفل ويقوم بالكشف عليه ويجري فريقه المتعاون الفحوصات والتحاليل وقياس نسبة السكر في الدم علي جميع الأطفال المشاركين من وقت لآخر للاطمئنان عليهم.. وتخلل الاحتفالية إلقاء محاضرة تثقيفية للأطفال وذويهم عن التعريف بالمرض, وكيفية العلاج, وأهمية تناول غذاء صحي متوازن, وأخذ جرعات الأنسولين في مواعيدها للوقاية من حدوث مضاعفات قد تؤثر علي أعضاء جسم الطفل السكري والتي قد تصل إلي حد فقدان النظر, أو إصابة الكلي أو الكبد.. هذا بخلاف كثير من الإرشادات والنصائح المباشرة وغير المباشرة التي تؤكد علي ضرورة المتابعة لدي الطبيب بصفة دورية للاكتشاف المبكر لأي إصابة وعلي أهمية محاولة علاجها قبل فوات الأوان. كانت علامات الرضا والابتهاج واضحة علي وجوه الأطفال الذين كانوا في أوج سعادتهم بهذا اليوم خاصة بعد أن شعروا أنهم يستطيعوا اللعب والجري مثل أقرنائهم الأصحاء دون أي قيود..
وعن أهمية إقامة هذا اليوم التثقيفي الرياضي للأطفال المصابين بالسكر يري أ.د. هشام الحفناوي رئيس قسم الأطفال بالمعهد: أن هذا اليوم هو بمثابة محاولة لدمج الأطفال المصابين بالمجتمع وجعله يمارس حياته بشكل طبيعي دون الإحساس بأي فرق بينه وبين أقرانه.
ويضيف أن الطفل السكري يحتاج أكثر من الشخص البالغ المصاب بنفس المرض إلي المتابعة الدورية حتي نستطيع ضبط جرعة الأنسولين اللازمة للجسم والتي غالبا ما تتغير بصورة مستمرة لديهم, ولكن للأسف تواجهنا كثير من المشاكل من بعض الأهالي وأهمها التكاسل في المتابعة, وإهمال تحليل وقياس نسبة السكر بصفة مستمرة ودورية وهو ما يؤثر بالسلب علي صحة الطفل.