رفضت المنظمات الحقوقية والنسوية في بيان صادر عنها بخصوص تقدم المستشار عبدالله الباجا رئيس محكمة استئناف الأسرة بمشروع مرسوم قانون للأحوال الشخصية والأسرة إلي رئيس مجلس الوزراء, عصام شرف والذي اعتبرته ردة في الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها الأسرة المصرية, والذي لا يهدر فقط كرامة النساء والمصلحة الفضلي للأطفال, بل إنه أيضا يتناقض مع الشرائع السماوية واتفاقيات حقوق الإنسان المختلفة التي صدقت عليها مصر, كما طالبت الدكتور عصام شرف بعدم الخضوع لمثل هذه الضغوط التي تسعي لاستغلال المناخ الديموقراطي الذي خلقته الثورة لمحاولة تمرير قوانين منافية للعدالة والمساواة.
اعتبر البيان أن كل ما صدر من قوانين للأسرة في الفترة الأخيرة جاء نتاجا للاحتياجات المجتمعية, والتي ترجمها كفاح طويل للمنظمات المعنية بالأسرة بشكل عام والنساء بشكل خاص.
حول مشروع القانون والرد علي عدم شرعيته تحدثنا مع المستشار عبدالله الباجا الذي قال بعد التطورات الأخيرة نؤكد أن نظام مبارك مازال موجودا ومسيطرا بفكره العقيم والدليل استمرار المظاهرات, والقول بعدم شرعية مشروع القانون كلام غير صحيح, فلا يمكن تفسير الشرع حسب أهواء كل فرد فالشرع يفسره المتخصصون بذلك وليس الجمعيات الممولة من الخارج والتي تريد تدمير الأسرة وتشويه بنيانها.
أوضح بقوله: أطالب بالتحقيق مع هذه الجمعيات لمعرفة أوجه صرف الأموال التي أخذتها كما أطالب بحل المجلس القومي للمرأة. فاللائحة المقدمة مثلها مثل كافة قوانين الأحوال الشخصية تعود إلي الكتب السماوية, فالشرع لا يمكن أن يختلف عليه اثنان إلا في الأمور الاجتهادية.
وبتفنيد مواد القانون قال إن الخلع المطبق الآن غير شرعي فالخلع الشرعي السليم يكون بالتراضي والذي يوقع الطلاق الزوج إلا للضرر ويوجد لدينا عشرة أسباب للطلاق فلماذا ألجأ للخلع, وحول سن الحضانة قال الباجا: لا يوجد في الأربعة مذاهب ما يقول أن تصل الحضانة إلي سن 14 عاما سوي مذهب الحزب الوطني وشيخ الأزهر الذي كان عضوا بلجنة السياسات في الحزب.
أضاف الباجا: إذا اتهمني أحد بالتحيز للرجال فهذا غير صحيح والدليل علي ذلك المادة 6 التي أطالب فيها للمرأة بالنفقة, لذا فمن يعترضون علي يهاجموا بعض المواد وليس الكل وأنا لا أعترض إذا جاءني شخص للمناقشة شرط أن يكون دارسا للشرع والقوانين ويكون محل ثقة وليس شيوخ التيك أواي الذين يظهرون الآن ويتحدثون.
وعندما سألناه إذا كان رأيك أن قانون الأحوال الشخصية الحالي لا يوافق الشرع فكيف ارتضيت أن تحكم به؟ قال: عندما قبل المشروع في مجلس الشعب المنحل تحدثنا مع شيخ الأزهر وقلنا له: إننا نحمل القاضي الكثير بتطبيقه لهذا القانون فلم يرد لذا قلنا إن الذي وافق عليه يتحمل وزره. وهل أستطيع ألا أطبق قانون وافق عليه مجلس الشعب, ولكننا نسعي الآن إلي تغييره.