تعتبر سياحة المؤتمرات واحدة من أهم مخرجات صناعة السياحة فى مصر، و يهدف هذا النوع من السياحة إلى زيادة تنوع المنتج السياحى فى مصر، فضلا عن توسيع دائرة وسائل جذب السائح إلى مصر، كما أن سياحة المؤتمرات – التى تشمل كافة المؤتمرات الدولية و المحلية سواء كانت مؤتمرات علمية أو ثقافية أو سياسية أو طبية أو سياحية أو رياضية – تؤدى إلى مزيد من الجذب السياحى بشرط وجود تسهيلات وخدمات أساسية لعقد مثل هذا النوع من المؤتمرات كقاعات المؤتمرات المتعددة، بما تشمله من إدارة وتنظيم وترجمة وإعلان.
ونجحت مصر مؤخراً فى اجتذاب العديد من المؤتمرات الدولية المهنية، سواء تلك الخاصة باتحاد شركات السياحة بالدول الناشطة سياحياً، أو تلك المرتبطة بالأنشطة المهنية المختلفة، وتنفرد مصر بسياحة المؤتمرات على مستوى منطقة الشرق الأوسط بما لديها من مركز دولى للمؤتمرات مزود بكافة التجهيزات الحديثة من أجهزة سمعية وترجمة فورية بمختلف اللغات،
وسبق لمصر أن استضافت أول بورصة سياحية دولية باسم بورصة البحر المتوسط والمؤتمر الدولى الأول للبحر المتوسط لسيدات الأعمال ومؤتمر الاتحاد العام لوكلاء السفر وشركات السياحة الإيطالية بالأقصر.
وحسب تقرير صادر عن الهئية العامة للاستعلامات بلغ إجمالى الأحداث التى عقدت بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات 665 حدثا، منها 132 مؤتمرا دوليا ومحليا، و235 معرضا و298 حفلة، وفى عام 2008 تحديدا شهدت مصر انتعاشة كبيرة لسياحة المؤتمرات، حيث عقد على أرضها أكثر من مؤتمر عالمى أبرزها منتدى دافوس للاقتصاد بشرم الشيخ والمؤتمرالقومى للسكان ومؤتمر القمة الأفريقية .
بالرغم من هذا إلا أنه يثار دائما الجدل حول مشاركة الإسرائيليين فى المؤتمرات، فقد منعت وزارة الصحة وفداً إسرائيلياً من المشاركة فى مؤتمر دولى مهم لمكافحة مرض السرطان عقد فى الإسكندرية ونظمته مؤسسة “سوزان كومان”، وهى جمعية أمريكية رائدة فى مجال مكافحة سرطان الثدى، تحت رعاية السيدة سوزان مبارك . وكشفت رئيسة جمعية مكافحة الأمراض المستعصية فى إسرائيل، ديبورا كورن، بأنها استعدت للمشاركة فى المؤتمر، بصحبة زوجها البروفيسور بن كورن خبير علاج الأورام، لكن قرار منعهما وصل فى اللحظة الأخيرة.
وذكر التليفزيون الإسرائيلى إن الوفد الطبى كان سيعرض خبرات إسرائيل فى مكافحة مرض السرطان، والأمراض المستعصية، ورغم انتهاء الإجراءات الأمنية الخاصة باستقباله، وترتيبات لقائه مع السيدة سوزان مبارك، رئيسة المؤتمر، فإن أفراد الوفد فوجئوا بقرار استبعادهم فى اللحظة الأخيرة. وأعرب نقيب الأطباء فى إسرائيل عن سخطه البالغ من قرار منع وفد طبى إسرائيلى من المشاركة فى وقائع مؤتمر لمكافحة مرض سرطان الثدى فى مصر.
من جانب آخر كان من المقرر أن يصل وفد اقتصادى إسرائيلى، من المجلس الاقتصادى الاجتماعى، إلى مصر للمشاركة فى مؤتمر ينظمه الاتحاد الأوربى فى الإسكندرية. وألغى الوفد سفره بعد أن رفضت السفارة المصرية منح رئيس اتحاد المقاولين الإسرائيليين يوسى جوردون تأشيرة دخول.وأكد جوردون أنه سبق أن دخل مصر مراراً، وهو لا يفهم سبب هذا المنع، كما أن المصريين لم يبرروا أسباب المنع.
يذكر أنه سبق أن شاركت شخصيات إسرائيلية بارزة، فى الاجتماع التحضيرى الإقليمى للهيئة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح، الذى استضافته القاهرة فى سبتمبر الماضى وكان أبرزهم شلومو بن عامى، وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى السابق، وموفاز دفارى، مدير سياسة التحكم بالأسلحة بهيئة الطاقة النووية الإسرائيلية.
وعن هذا الموضوع تحديدا يقول د.عماد جاد رئيس برنامج الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إنها ورقة تستخدم من النظام عندما يريد يوصل رسالة معينة، لكن عندما يريد أن يوصل رسالة عكسية يحدث العكس، بدليل مشاركة إسرائيل وإيران للاجتماع التحضيرى للهيئة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية الذى عقد فى القاهرة ، ويضيف أن الضرر الذى يصيب مصر من حرمنها من الاستفادة العلمية من خبراتهم أن الأولوية تكون للسياسة، فغرض مصر هو الدفاع عن دورها الرئيسى فى المنطقة، موضحا أنه تم إلغاء مؤتمر وزراء خارجية منظمة الاتحاد المتوسطى، فى أعقاب معارضة القاهرة مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان فى المؤتمر.
أما د. سامر سليمان أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية فيقول إن الهدف هوالضغط على إسرائيل كدولة استعمارية فى المنطقة، كما حدث مع جنوب أفريقيا التى قاطعها العالم بسبب سياساتها العنصرية ضد السود، ولم ترفع عنها المقاطعة إلا بعد سقوط نظام الفصل العنصرى الحاكم عام 1994، ويضيف إنه على الرغم من تقدم إسرائيل إلا أننا لم نخسر كثيرا من عدم حضورهم المؤتمرات العلمية.