أدت الزيادة السكانية المطردة وما تتطلبه من زيادة في عدد المنشآت المختلفة من مساكن ومدارس ومستشفيات….. إلخ لنقص الغطاء النباتي وما صاحب ذلك من آثار سلبية علي البيئة, ونظرا لوجود مساحات شاغرة فوق أسطح المباني لم يتم استغلالها بعد جاءت فكرة زراعة الأسطح بالخضر والفاكهة وتحويلها إلي مزارع صغيرة لإنتاج الخضروات والفاكهة لسكان المنزل.
أعلن الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة عن بدء مشروع جديد لزراعة أسطح المدارس وتحديدا في 206 مدارس بأنحاء القاهرة تمهيدا لتعميمه علي باقي المدارس بعد نجاح التجربة, مما يسهم في تشغيل الخريجين الذين يقومون بإعداد الأسطح وتدريب وتعليم التلاميذ أساليب الزراعة ورعاية النباتات.
تري كيف يتم تطبيق هذا المشروع وما المعوقات التي تواجهه؟
يقول دكتور سيد حسن- رئيس وحدة زراعة الأسطح بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي والمشرف علي مشروع زراعة أسطح المدارس: إن المشروع تجربة فريدة , بدأ العمل به منذ أربع سنوات بمجهود فردي إلي أن جاء قرار المحافظ وتشمل المرحلة الأولي منه 31 مدرسة تم الانتهاء من 11 مدرسة من بينها الأورمان بالجيزة ومدرسة أحمد فؤاد بميدان عبده باشا. ويعتمد المشروع علي بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم وكلية الزراعة جامعة عين شمس والمعمل المركزي للمناخ الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية والمختص بالمشروع بالتنسيق مع وزارة الدولة لشئون البيئة التي تتولي التمويل.
تهميش طلبة كليات الزراعة
نفي الدكتور سعيد شحاتة رئيس قسم الخضر بكلية الزراعة جامعة القاهرة ما صرح به د. سيد مؤكدا أنه لم يتم الاستعانة بشباب كلية الزراعة في هذا الصدد رغم أنها الجهة المتخصصة في هذا المجال, مشيرا إلي أنه لم يتم إحاطة الكلية بهذا المشروع رغم تجربتها الفريدة في زراعة أسطح مباني الكلية بأكملها لتدريب شباب الجامعة علي كيفية وسبل الزراعة الممكنة بدون تربة.
كما يؤكد دكتور إبراهيم فراج مدير عام الإدارة العامة للإعلام البيئي بوزارة التربية والتعليم ما سبق, مضيفا أن خطورة المشكلة تكمن في إهمال التخصص لدي طلبة وطالبات كليات الزراعة. مطالبا بإعادة النظر في الاستعانة بالشباب الجامعي لتنمية مهاراتهم العلمية من جانب وخدمة المجتمع من جانب آخر.
فكرة المشروع
يوضح دكتور علي الشربيني- مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي فكرة استخدام نظم الزراعة الأرضية بدون تربة واستخدام الأسطح في ذلك بدلا من تحولها إلي مقلب للقمامة والحشرات بهدف إنتاج الخضروات والفاكهة خفيفة الوزن كالبقدونس والخس والعنب.
ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق نظم الزراعة, والتي تتميز بعدم تسريب المياه إلي الأسطح من خلال توفير المساحات المزروعة بمحاصيل يمكن أن يكون لها قيمة اقتصادية مهمة مثل القمح والأرز.
ويستطرد دكتور الشربيني حديثه بأنه لإنجاح هذه المشروعات لابد من استخدام أصناف من النباتات التي تتميز بمقاومة الأمراض, واستخدام المحاليل المغذية والتي توفر العناصر السمادية اللازمة. فضلا عن النظم الزراعية الملائمة لكل نبات من مراقد خشبية ومواسير بلاستيكية.
الأهداف
وعن أهداف المشروع يحدثنا دكتور محمود ميداني- نائب مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي قائلا: تساهم المساحات المزروعة في خفض أحمال التلوث البيئي فكل متر مربع مزروع ينتج 25 مترا مكعبا من الأكسجين يستنفد نسبة من ثاني أكسيد الكربون المستهلك في عملية البناء الضوئي للنبات فتكون المحصلة النهائية للوفاء بحاجة شخص من الأكسجين علي مدار عام كامل مما يتيح الفرصة لاستنشاق هواء نقي داخل المدن وبالتالي انخفاض أمراض الجهاز التنفسي, بالإضافة إلي نظافة وجمال الأسطح وإنتاج غذاء آمن خال من المبيدات الكيميائية.
ويستكمل دكتور محمد حجي باحث بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي بأن هذا النوع من الزراعة يتمتع بمميزات أهمها سهولة نقل الأوعية المزروع فيها في الفترات الشديدة البرودة أو السخونة وبالتالي التحكم في الظروف الجوية من حرارة ورطوبة لتناسب نوع النبات مما يمكن معه إنتاج بعض المحاصيل في أوقات ارتفاع أسعارها من خلال التحكم في حرارة محاليل التغذية ونظم التغطية البلاستيكية. كما أنها تساهم في توفير المياه بنسبة 90% بالمقارنة بالنظم التقليدية للزراعة إذ تجمع مياه الري في أوان ويتم استخدامها مرة أخري.
وبالرغم من هذه الفوائد إلا أن المشروع يواجه المعوقات المادية نظرا لارتفاع تكلفة هذا النوع من الزراعة بالمقارنة بالزراعة التقليدية.
زراعة أسطح المدارس تحديدا. تمنح تلاميذ الإعدادي والثانوي الفرصة لخلق هواية مفيدة تربي فيهم الاهتمام بالبيئة, وتخلق روحا جديدة في النشء من تلاميذ ابتدائي ولكن الأمر يحتاج إلي تدريب حقيقي للتلاميذ, فمتي يبدأ التنفيذ الفعلي؟!