أصبحت المخلفات الحكومية ثروة هائلة وهما ثقيلا علي أكتاف الحكومة فهي تتكدس داخل مخازن الوزارات والهيئات تتنوع بين أجهزة إلكترونية وأثاثات خشبية ومعدنية وأوراق وغيرها طبقا لآخر الإحصائيات المحاسبية فإن قيمة هذه المخلفات تزداد بمعدل 3 مليارات جنيه كل عام وأن الترشيد بها سيوفر 800مليون جنيه سنويا وبالتالي سيتم الاستفادة منها في ميزانيات أخري أكثر أهمية للمواطنين.
حول مشاكل ”روبابيكيا الحكومة” وكيفية الاستفادة من المخزون الحالي والحد النهائي منها؟!. أجرت ”وطني” هذا التحقيق.
مشروع للخردة
أوضح محمد محمد الفار -وكيل أول بوزارة المالية ورئيس الهيئة العامة للخدمات- أن الهيئة الآن تتعاون مع مجلس الوزراء للإشراف علي تنفيذ مشروع يتم من خلاله الاستفادة من المخزون الحكومي المتهالك الراكد حيث سيستهدف مرحلتين,الأولي إعدام الخردة الورقية من ملفات مخزونة ولكن بعد تسجيل بياناتها علي الحاسب الآلي,أما المرحلة الثانية فسيتم فيها بيع الخردة الخشبية والمعدنية من أدوات وأثاث مما سيوفر 30 مليون جنيه سنويا,كما سيوفر مخازن ولكن سيمنع بها تخزين رواكد جديدة وتمكنت الهيئة من حصر معظم تلك المخازن والتي يقع معظمها تحت سلطة وحدات الإدارة المحلية حيث يجري الآن إصدار دليل تصنيف وترقيم وفهرس للمخزون السلعي بالمخازن الحكومية جميعها بجانب إنشاء قسم خاص بكل مصلحة حكومية تحت مسمي ”مراقبة ومتابعة المخازن” والذي من أهم شئونه البحث عن طريقة لتدوير تلك الإهلاكات والاستفادة منها أو إعادة استخدامها عن طريق إصلاحها أو صيانتها أو بيعها للحصول علي عائد حكومي وحاليا تم إدخال 100 ألف صنف موجود في 10 آلاف مخزن في كشوف الرصد,كما تقرر إضافة حصيلة البيع للخزانة العامة للدولة.
أضاف الفار:أن وزارة المالية أصدرت عدة منشورات خاصة بحصر كل المخزون بكل المصالح الحكومية علي أساس عدم جواز التعاقد علي احتياجات تحتاجها مصلحة أخري وتكون موجودة في مخزن مصلحة أخري وتفي بالغرض واستطاعت الهيئة عام 2006 إقامة 26 مزادا لبيع خردة الحكومة وبلغ إجمالي الإيرادات 181 مليون جنيه بزيادة 39مليون جنيه عن عام .2005
320 ألف صنف
من جهة أخري قالت منيرة محمد الكفافي -وكيل ثان بوزارة الخارجية- إنه طبقا للدراسات الأخيرة الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء هناك أكثر من 30 ألف مخزن يضم حوالي 320ألف صنف تم إهلاكها لسوء الاستخدام وأنها مكدسة بمخازن الوزارات وبالتالي أصبحت هما ثقيلا يجب علي الحكومة التخلص منه بأي ثمن متاح حتي ولو كان ضئيلا حيث بلغت قيمة تلك المخلفات علي مستوي كل الوزارات 30 مليار جنيه وفي حالة بيعها سوف تبلغ قيمة العائد منها حوالي 5 مليارات جنيه علي الأقل مما يعني الاستفادة منها ولكن للأسف ليس هناك أي تصرف فيها حتي الآن.
مزاد علني
في حين أشار حسني محمد -مسئول بالإدارة المركزية لمحطات البحوث الزراعية بوزارة الزراعة- أنه يتم التعامل مع الأشياء المتهالكة غير القابلة لعمل الصيانة الدورية لها بوضعها في المخازن التابعة للوزارة إلي أن يتم التصرف فيها عن طريق بيعها في مزاد علني ومن هذه الأشياء الجرارات الزراعية المتهالكة والمحاريث والحديد الخردة,حيث يتم التصرف فيها كل عام من خلال وزارة المالية والهيئة العامة للخدمات الحكومية بالإضافة إلي وجود آلات وأدوات مكتبية مرتجعة غير مستخدمة يتم تخزينها أيضا وعمل ميزانية لها كل عام فضلا عن وجود آلات تصوير انتهي عمرها الافتراضي فمنها ما هو توقف ومنها ما يعمل بجانب أجهزة الكمبيوتر القديمة والتي تم تكهينها ولكن مع فصل كل شئ عن الآخر فالحديد يباع بمفرده وهكذا البلاستيك والأثاثات وجميع إيرادات هذه المزادات تدخل في خزينة الدولة.
القديم…والمكهن!
أضافت سهير سلامة -مديرة قسم المشتريات بمعهد البحوث الزراعية- أنه يوجد بالمعهد سيارات قديمة مكهنة منذ فترة طويلة ولم يتم عرضها للبيع في مزاد علني ومازالت موجودة بالمخازن دون جدوي من وجودها,بجانب كميات من الشعير ويطلق عليه ”شعير ناتج غربلة” وهو يكهن أيضا كما يوجد بالمخازن بعض التقاوي الزراعية التي من الممكن بيعها للعاملين بالمعهد أو إرسالها لحديقة الحيوان لتستخدم كأعلاف للحيوانات أو أن تذهب لقسم الإنتاج الحيواني وبالرغم من ذلك فهناك أشياء مخزنة منذ سنوات لم يتم التصرف فيها حتي الآن.