يعد بابا نويل أحد المعالم الرئيسية لاحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية في جميع أنحاء العالم ذلك لأنه أصبح واحدا من أهم مظاهر تلك الاحتفالات وهذه الشخصية الأسطورية وإن كانت معروفة للجميع علي أنها تجوب العالم ممتطية عربة تجرها حيوانات الرنة لتوزيع الهدايا علي الأطفال والمحرومين إلا أنه من غير المعروف أن هذه الشخصية هي صناعة فنلندية خالصة, فالفنلنديون هم أصحاب حق اختراع هذه الشخصية السحرية ويفتخر الفنلنديون أن بلدهم النائي الصغير الواقع في أقصي شمال العالم يحوي منزل بابا نويل حيث يقع المنزل في مدينةروفانياميالواقعة في الدائرة القطبية الشمالية والتي ينطلق منها بابا نويل في رحلة حول العالم في ليلة رأس السنة ليقوم بتوزيع الحلوي والهدايا علي الأطفال ولكن الرسام الأمريكي الشهير توماس هو أول من حدد الصورة المتعارف عليها الآن لشخصية بابا نويل وكان ذلك عام .1822
وقد استثمر الفنلنديون هذه الفكرة سياحيا حيث يتوافد العديد من السياح علي منزل بابا نويل خصوصا السياح البريطانيين الذين يفوق عددهم عدد سكان هذه المدينة الصغيرة التي تحوي المنزل وإلي جانب المنزل تحوي المدينة صندوق البريد الرئيسي الذي يتم فيه استقبال الخطابات من جميع أنحاء العالم والطريف أن هناك من يقوم بالرد علي هذه الخطابات ويمهرها بتوقيع سانتا كلوز وتشير العديد من الدراسات الفلكورية أن هذه الشخصية تنتمي إلي العرق السامي وهو أحد أعراق فنلندة حيث يتميز الساميون بملابسهم التي تشبه إلي حد كبير ملابس بابا نويل وهو المعطف المتوسط الطول والحزام الذي يشد الوسط.
وفي بدايات عام 2002 شهدت النرويج أكبر مؤتمر من نوعه للأشخاص الذين يقومون بدور بابا نويل في كل أنحاء العالم واجتمع فيه أكثر من 5 آلاف شخص بزيهم المميز فيه عن مستقبل هذه المهنة التطوعية وابتكار أساليب جديدة لكي لايمل الأطفال من أساليبهم القديمة.
أما في الولايات المتحدة فمراكز البريد في العالم تتلقي كل سنة أكثر من ستة ملايين رسالة موجهة إلي بابا نويل وأن هذا التدفق يتزايد بإطراد ويبقي بابا نويل صاحب اللحية البيضاء الطويلة والرداء الأحمر الفضفاض المراسل الأكثر شعبية مع وداع كل سنة.
وهذه الرسائل تكتب من قبل أطفال وتوجه في الغالب إلي بابا نويل القطب الشمالي لكنها تعتبر بحسب المفهوم البريدي غير قابلة للتوزيع لأن المرسل إليه مجهول الهوية وباستثناء الولايات المتحدة إلي لاتملك إحصاءات الفرنسيين الصغار هم الأكثر عدد 1.2 مليون في كتابة الرسائل إلي بابا نويل يتبعهم الأطفال الكنديون مليون ثم البريطانيون 750 ألف ,وفي عام 2006 تلقت فنلندة رسائل إلي بابا نويل آتية من 150 بلدا 90 إلي 750 ألف رسالة تم تلقيها فيما تلقت فرنسا رسائل من 126 بلدا وألمانيا من 80 بلدا وسلوفاكيا من 20 بلدا.
ويجيب البريد الكندي علي الرسائل في 26 لغة مختلفة وألمانيا في 16 لغة وفرنسا وظفت من جهتها هذه السنة شخصا خصيصا للإجابة علي الكم الهائل من الرسائل الآتية من روسيا أما البريد في الولايات المتحدة فيجيب علي الرسائل الموجهة إلي سانت كلوز منذ عام 1912 والبريد أن السويسري والنمساوي منذ 1950 ولكن البريد السويسري الذي تلقي في عام 2006 قرابة 18 ألف رسال موجهة إلي بابا نويل لم يتلق سوي 4500 في عام 1950 منها 250 أتت من الخارج.